الكاتبة نادين جابر لبصراحة: هذه تفاصيل ٢٠٢٠ وللموت وهذا رأيي برامي عياش
فتتحت الكاتبة نادين جابر أولى حلقات برنامج “ستار قبل الافطار” الذي يقدمه ايلي هاني طيلة شهر رمضان المبارك عند الساعة 6.30 مساءً على انستغرام بصراحة.
نادين، التي نقلت لنا أجمل الروايات وترجمتها الى شخصيات بروح وجسد، لها حصة الاسد في الأعمال المشتركة في الشهر الفضيل، حيث تنافس بعملين هما “للموت” و “2020” من هنا نبدأ:
س:كيف تشعرين وأنت تشاهدين مسلسلاتك كل ليلة على الشاشات التلفزيونية؟
ج:شعور لا يوصف، مرحلة الكتابة هي مثل مرحلة الحمل عند المرأة ويوم الولادة هو يوم عرض أول حلقة على الهواء، قلق خوف وترقب وأشكر الرب، الأصداء إيجابية جدا للمسلسلين و”انشالله تعبنا يتكلل بنجاح”.
س: بين أول مسلسل كتبتيه وحتى اليوم مر الكثير من الاعمال منها غزل البنات، لو، قصة حب، مؤخراً عروس بيروت بجزئه الاول وصولاً إلى للموت و 2020، ما الذي تغيّر بقلم نادين جابر؟
ج: تغيرت الخبرة، فإلى جانب خبرة الكتابة هناك خبرة العمر والتجارب بالحياة، وكل يوم يمر علينا في الحياة نتعلم أكثر ونكبر ليس فقط بالعمر بل بالخبرة والنضج وبالإستيعاب وتقبل الآراء الأخرى, طالما الإنسان يكبر عليه أن يتطور من الداخل.
س: في السابق مرّ العديد من الكتّاب الذين كانوا يقتبسون أعمالهم عن روايات أو أفلام أو مسلسلات أجنبية دون الإفصاح عن ذلك، أنت في حال اقتبستِ فكرة من مسلسل أو فيلم هل لديك الجرأة ان تقولي؟ وهل حصلت معك؟
ج: بالنسبة لي, الإقتباس ليس بعيب أو أمر علينا إخفائه، الإقتباس فن ومعترف به عالميًا, فهناك إقتباس حرفي كما حصل معنا في مسلسل “عروس بيروت” فتم تعريب النسخة الأصلية أو إقتباسها للعربية وهذا بإذن أو بطلب من الشركة المالكة للفكرة، وهناك إقتباس لفكرة أو لحدث معين من عمل معين ويتم تحويله لما يشبه مجتمعنا العربي كما حصل بمسلسل “بلحظة” و كان شرطي آنذاك ذكر هذا الموضوع في الشارة. أما موضوع إخفاء حقيقة الإقتباس ليس فقط منوط بالكاتب فكثيرًا ما ترفض شركة الإنتاج ذكر هذا الأمر تهربًا من الحقوق القانونية والملاحقة. وطالما انت مقتبس ما لا يقل عن عشرين بالمئة من القصة أو الفكرة فأنت غير مطالب بالتصريح قانونًا. ولمن يعتقد أن الإقتباس أمر سهل، عليهم أن يعرفوا أن هذا موضوع أصعب بكثير من أن تكتب قصة أو فكرة جديدة.
س: أخبرينا عن ظروف كتابة المسلسلين، لماذا وكيف اخترتِ الموضوعين وهل نادين جابر تستفزها المواضيع لتحفزها على الكتابة أو تلجئين لخيالك أكثر؟
ج: تنطلق الأفكار من خلال عصف ذهني بيني وبين الشركة المنتجة والمخرج، فنتفق على فكرة معينة نعالجها, بعد الإتفاق على الفكرة تتم عملية خلق الشخصيات التي نحتاج لها ثم فهم تلك الشخصيات بكل تفاصيلها من لحظة ولادتها إلى موتها ولو هذه التفاصيل لن تظهر للمشاهد، فأنا ككاتبة علي فهم شخصياتي وأن أعرف هذه الشخصية كيف عاشت لأعرف كيف تفكر, كيف تتكلم وبأي منطق. ومن بعد خلق الشخصيات، أذهب بها إلى العالم الذي خلقته لتلك الفكرة وأرمي بها فيه لتعيش وتتفاعل, وهكذا يبدأ عالمي بالتحرك. فالكتابة عالم ثان يفصلك عن الواقع كليًا.
س: إلى أي مدى تتدخلين بإختيار الممثلين؟
ج: طبعًا يحق دائمًا للكاتب أن يقترح الأسماء، فهو عايش الشخصيات قبل أن تصبح لحماً وروح, فغالباً ما يكون لديه تصور معين، فهناك دائمًا إجتماع بين الكاتب والمخرج والمنتج ليتم البحث بالأسماء التي يمكنها لبس الشخصيات التي لم تزل على الورق ولكن القرار الأول والاخير للمنتج. وأكثر ما يلعب دورًا في انتقاء الأسماء هي الأسماء نفسها وقدرتها على تسويق العمل فهو واجهة العمل التي تحيكه.
س: هل كنت موجودة في الموقع أثناء التصوير؟ هل تسنى لك ان تشاهدي الكواليس والمشاهد؟
ج: الكاتب ليس مجبراً على ذلك، ولكن عادة ما اذهب لزيارة موقع التصوير فأنا لدي متعة أن أرى شخصياتي تتحرك أمامي وكيف تخلق وتتجسد.فهذه متعة بالنسبة لي ولكن هذه السنة مع ظروف “كورونا” لم استطع أن أستمتع بهذا كثيرًا.
س: ما هي الشخصية التي تتوقعين لها النجاح من مسلسلاتك؟
ج: لا أستطيع أن أميز أو احكم فالجمهور سيقرر ذلك من خلال نجمه المفضل أو من خلال الشخصية التي يتعاطف معها. أنا لا أستطيع أن أفرّق بين شخصياتي فهم كلهم أولادي وحتى الشخصية السيئة أو الشريرة أحبها.
س: عندما كتبتِ شخصيات “للموت” هل كتبت الورق لماغي بوغصن ودانييلا رحمة أو كتبت القصة وتابعتِ كتابتها على قياس النجمتين؟ أو كان لديك من البداية الاسماء وعلى اساسها كتبت النص؟
ج: لا قطعًا. والكل يعلم إنني أكتب شخصياتي بغض النظر عن الأسماء التي ستلعب الشخصيات، أتبع قصتي وأعطي الشخصية حقها قبل أن أعلم بإسم الممثل. لا استطيع تكبير مساحة الشخصية أو تقليصها من أجل ممثل. أما بطلة العمل أهتم بها أكثر ليس لأن من سيلعبها بطل أو إسم كبير أو ما شابه بل لأن الشخصية بحد ذاتها هي البطلة أو هي من ستحرك الأحداث.
س: ماذا تعتقدين ستكون آراء الناس حولك وحول أعمالك؟
ج: بالنهاية الدنيا أذواق, فأنا أتوقع مختلف الآراء فهناك من سيحب والعكس أيضًا، من يدعم والعكس، بالنهاية كل شخص سيذهب للعمل الذي يمثله أكثر ويجيب على تطلعاته وأفكاره، ولكن مهما كان هناك من آراء فأنا أبحث عن التقدير فأنت كفرد لديك الحق بأن تحب أم لا أن تنتقد أم لا لكن لا تستطيع إلا أن تحترم وتقدّر تعب ومجهود الكل.
س: نحن نعلم كم تأخذ كتابة المسلسل من مجهود ووقت من الكاتب لإنجازه، فمن المؤسف ان كل التقدير والشهرة والاضواء والتصفيق تذيذهبون للممثلين والمخرج، اما الكاتب بمعظم الاحيان يكون بالمرتبة الثالثة؟
ج: صحيح، فدائمًا ما يذهب التقدير للممثل فهو من يظهر على الشاشة، لكن العمل الناجح هو توليفة من نص وقصة، رؤية إخراجية ومجهود إنتاجي وتمثيلي فهذه الأربع عناصر عليها ان تتواجد لضمان نجاح العمل، لكن العنصر الاول هو النص ومن دون نص جيد العناصر الثلاث الأخرى لا تستطع فعل شيء. فبداية نجاح العمل هو النص ومن بعده كل شيء آخر، كما ان نص جيد من دون تمثيل جيد وإنتاج وإخراج جيد سيفشل العمل، في العالم العربي كما العالم كله الرهجة والتقدير كله يذهب للممثل ولكن اليوم إختلف الأمر ونحن ككتاب نقدَر ونحترم على جهودنا.
س: هل ممكن أن نرى تجربتك بالسينما بوقت لاحق؟
ج: أنا أحب وأرغب بالكتابة للسينما ولكن حاليًا الاوضاع لا تسمح بظل الظروف الصحية، ولكن عندما أقرر أن أخوض هذه التجربة يجب أن يكون هناك شركة إنتاج تدعم الفكرة لأتمكن من تحقيقها.
س: هل هناك من عمل جاهز؟
ج: نعم لدي فيلم جاهز وأنا أنتظر الوقت المناسب لتصويره مع شركة انتاج.
س: ما أهمية الدور الذي تلعبه العلاقات بين الكاتب وشركات الإنتاج بوجوده على الساحة؟ هل هناك من محسوبيات؟ هل يتم رفض نص أو حجب فرصة عن كاتب فقط لأن علاقته غير جيدة بشركة الإنتاج؟
ج: العلاقات العامة لها فضل بكل المجالات ومن دونها لا تستطع الوصول ولكن العلاقات لا تؤمن لك الإستمرارية. وحده عملك وجهدك يمنحانك إياها.
س: ما هي الشخصية التي تنصحين المشاهدين متابعتها خلال الشهر الفضيل؟
ج: أعتقد أن شخصية ماغي بوغصن ودانييلا رحمة ستثيران الجدل لأن المسلسل بحلقاته الأولى فيه الكثير من الغموض ومع تطور الأحداث سيرى الجمهور ان ماغي ودانييلا ستلعبان على المكشوف.
س: هل تشاهدين أعمالك بعين الكاتبة او بعين المشاهدة او بعين الناقدة؟
ج: لا اتابع بعين المشاهدة بل بعين الناقدة والكاتبة بقوة، فأنا انتقد تفسي كثيرًا وأرصد اخطائي للتعلم منها فأتطور.
س:ما هو العمل الذي ستتابعينه في رمضان وهو ليس من كتابتك؟
ج: لحم غزال, لقد أبهرت بالإنتاج و لفتني السوق المصري والحارات والبيوت المصرية هذا كله صُمم للمسلسل وفي لبنان وشركة صبّاح أخوان قررت تصوير مسلسل مصري في لبنان لدعم لبنان وشعبه، كما ان النجمة غادة عبد الرازق هي نقطة ضعفي.
س: هل هناك عقد موقع مع شركة ايغل فيلمز لتكرار التجربة؟ هل هناك حصرية للكتابة؟
ج: لا أبدا انا لا أوقع عقداً حصرياً مع أحد فعملي مع إيغل هو العمل الاول فأنا أغلب أعمالي مع الصباح.
س: مشاركة رامي عياش بمسلسل 2020 كانت مفاجأة لك؟ وهل أضاف للعمل؟
ج: أضاف كثيرًا فهو لعب دوره بطريقة متقنة ومدروسة بشكل كبير وأقنعني وأعطى للدور نكهة مميزة وجديدة بدرجة كبيرة جدًا وأنا اتكلم بموضوعية بحتة.
س: من هم الأبطال الذين تتمنين ان يمثلوا من كتاباتك؟
ج: بلبنان هيفا وهذا حلم بالنسبة لي, من أكبر الاحلام أن أكتب لغادة عبدالرازق و نيللي كريم و تيم حسن. ومن الوجوه الجديدة ستيفاني عطالله تلفتني كثيرًا.
س: ما هي تحضيراتك الجديدة؟
ج: أحضر لمسلسل “صالون زهرة” إنتاج شركة الصبّاح وسنبدأ تصويره بعد رمضان.
س: هل الكاتب يشعر بأهميته أكثر اذا نافس عمله خلال شهر رمضان او الموضوع بنفس الأهمية برمضان أو خارجه؟
ج: المنافسة في شهر رمضان لها سحرها الخاص وتقدير خاص خاصة مع زحمة الأعمال التي تُعرض ومن يستطيع التميّز في هذا الشهر إنجاز، وأنا شخصيًا لا أفرّق بين العرض في رمضان أو خارجه.
وفي كلمة أخيرة عايدت نادين القراء بمناسبة شهر رمضان المبارك وشكرت موقع بصراحة قائلة “أنتم الأفضل”.
لمشاهدة المقابلة كاملة: اضغط هنا