“بيروت في منازل الذاكرة” مشروع ثقافي لترميم أبنية تراثية في بيروت
أربعة آب 2020 يومٌ حزين في تاريخ لبنان الحديث، شهدت فيه العاصمة أكثر الأحداث مأسوية. انفجار في مرفأ بيروت دمّر نحو نصف المدينة، وأودى بحياة أكثرَ من مئتي ضحيّة وأصيب نحو ستة آلاف، ليصبح أكثر من 300 ألف لبناني بلا مأوى.
لم تستطع بيروت بعد لملمة جراحها واحتواء الفاجعة التي ألمّتْ بها، على رغم المبادرات الإنسانيّة المحلية والدولية لدعمها واحتضانها ومؤاساتها. ولايزال حجم الدمار والمأساة الإنسانية أكبر بكثير من الخطط الموضوعة حتى الآن، وتبقى الحاجة ملحّة للمساعدة على جميع المستويات: الإنسانية والعمرانية والنفسية. لذا، أتت هذه المبادرة المتمثّلة في مشروع ثقافيّ موسيقيّ عمرانيّ، يهدف إلى ترميم أبنية تراثية مأهولة في المنطقة المنكوبة في بيروت. وذلك تلبيةً للواجب الوطنيّ المترتّب على كل لبناني، وهو مدّ اليد إلى إخوتنا في الوطن، أبناء بيروت، الذين قدّموا أثمانًا باهظة على مدى عقود من تاريخ لبنان. ولا سيّما الشباب منهم ولأطفال، سعيًا لتمكينهم والوقوف إلى جانبهم في مواجهة قرار الهجرة الناتج من اليأس في بناء مستقبل في وطنهم، ومساهمة في استعادة استقرارهم النفسي والاجتماعي.
أخذ مؤسّسو المبادرة على عاتقهم، وبمساعدة الخيّرين، ترميم اثني عشر بناءً تراثيًّا متضرّرًا من محيط الانفجار الجغرافي، أي مناطق الجميزة، مار مخايل، الرميل، الأشرفية وهي المناطق التي تحتضن معظم الأبنية التراثيّة في بيروت التي تأذّت من جرّاء الانفجار في بنيانها وهياكلها وطرازها العمراني الفريد الذي يشكّل هويّة بيروت الثقافية التراثية وذاكرتها التاريخية والإنسانية.
تنقسم المهمة التي يضطلع بها المشروع إلى تفرّعات عدّة أو مهمّات أساسية للوصول إلى المرتجى المطلوب في الترميم:
ربط المشروع العمراني بالبرنامج الثقافي الموسيقي عبر: عمل سينمائيّ موسيقيّ يقدّم للمرة الأولى، ويوثّق فنّيًا مشهديّة المنطقة المنكوبة، عبر بثّ مباشر يجمع مبدعين وإعلاميّين وشخصيات عامة من لبنان والعالم.
إقامة حفلات في لبنان والخارج للمؤلّفة الموسيقيّة ومغنّية الأوبرا الدكتورة هبة القواس، لتكون هذه العروض بمثابة حاضنة للمشروع، عبر تحويله إلى قضيّة إنسانيّة كبرى تحملها القواس إلى العالم، لاستعادة دور بيروت الثقافي بعد خفوته نتيجة الأزمات المتلاحقة، وصولًا إلى التداعيات الكارثيّة للانفجار.
دعوة موسيقيين وفنانين ومبدعين من جميع القطاعات الفنية من لبنان والعالم وإشراكهم في المشروع لمدة سنة.
يُخصَّص ريع الحفلات المالي بالكامل لمستلزمات الترميم والمتطلّبات العمرانية.
إطلاق حملات إعلاميّة ترويجيّة على صعيد لبنان والعالم لتوفير الهبات وحضّ الخيّرين وأصحاب الأيدي البيضاء، من فئات المجتمع كافة على تقديم الدّعم المادّي الممكن، بصرف النظر عن قيمته.
إطلاق موقع إلكتروني خاص يتيح للجميع في أنحاء العالم مشاركة ذاكرتهم عن بيروت عبر نشر نصوص وصور وفيديوهات على الموقع، لتسهيل التعاون وإتاحة التواصل لجميع الأصدقاء والمانحين في لبنان والخارج، والاطّلاع على التفاصيل الرّاهنة والخطط المستقبليّة، والمشاركة في تطوّر مسار المشروع والدعم المباشر. ومن الأهداف الأساسيّة لهذه المنصّة الإلكترونيّة الجامعة إطلاع المجتمع والداعمين والمانحين على كل ما يقدَّم من هبات ومساعدات تأكيدًا على الشفافية والصدقيّة في العمل التطوّعيّ الإنسانيّ البحت الذي يقوم به فريق العمل المباشر وغير المباشر. أما الخطوة اللاحقة فستكون تحويل هذا الموقع الإفتراضيّ إلى مجسّم إلكترونيّ ذكيّ تفاعليّ بوسائط متعددة، ليصير بمثابة معلم بيروتيّ إلكترونيّ ومقصد سياحي.
والموقع سيكون تحت هذا العنوان: www.BeirutCollectiveMemory.org
مهما تعدّدت الأهداف لمشروع #بيروت_ في_ منازل_ الذاكرة” يبقى الإنسان هو الهدف الأبرز. لذلك، يأتي ترميم هذه المنازل التراثيّة بمثابة ترميم للنفس الإنسانيّة التي أصابها التمزّق مع الخسارة الكبيرة التي مُنيت بها في الأرواح والممتلكات، لنصل بعدها إلى شفاء الأنفس المتألمة عند استعادة ذاكرتها المفقودة المتمثّلة بفقدان الحضن أو المأوى. ولاسيّما أن هذه المنازل هي بيوت حاضنة للذاكرة والتاريخ، وهي في تماس مباشر مع الإنسان في تجليّاته الروحيّة والنفسيّة.
ومن الإنسان، الهدف الأسمى، تتفرع سائر الأهداف وهي:
اختيار الأبنية المسكونة منذ عقود ولا تزال مأهولة حتى اليوم
إعادة الروح إلى المنازل وبثّ الحياة فيها عبر عودة ساكنيها
مواجهة مشروع تغيير هويّة المنطقة السكانيّة عبر الحدّ من التغيير الديموغرافي الناتج من النزوح القسري بسبب تدمير البيوت وهجرتها
المشاركة في استعادة الاستقرار النفسي لدى الشباب والأطفال عبر إعادتهم إلى منازلهم وربطهم بذاكرة المكان
الحفاظ على هويّة بيروت الثقافيّة، الحضاريّة، العمرانيّة، التي تجسّدها بيوت تراثيّة صنعت صورة المدينة في التاريخ
استعادة المشهد التراثيّ والإنسانيّ الذي كانت عليه بيروت قبل انفجار الرابع من آب، والذي يختزن في طرازه العمرانيّ معالم فريدة وخاصة بالمدينة
صون الذاكرة الجماعيّة المؤسِّسة للبنان في مئويّته، وما تحتضن هذه الذاكرة من ذخيرة إنسانيّة لأجيال مقبلة
استعادة ما خسرته هذه الذاكرة الجماعية، وإحياؤها لنشر ما تتضمن من قيمٍ مجتمعية وإنسانية وفكرية
المساهمة في إعادة تكريس دور لبنان الريادي الفريد في الشرق
في الختام الشكر الجزيل لكل من يسهم معنا في تحقيق ما نصبو إليه. والشكر الخاص المسبق لجميع الوسائل الإعلامية التي نعتمد عليها في تثبيت هذا المشروع لدى الرأي العام اللبناني والعالمي، لنشهد سويًّا ولادة جديدة للبنان، لتبقى بيروت في منازل الذاكرة والمستقبل.
وتحت رعاية وزارة الثقافة اللبنانية، دعت مؤسّسة هبة القوّاس الدوليّة بالتعاون مع المجلس اللبناني الألماني للثقافة والآثار، مينتور العربية، مجموعة اليافي إلى إطلاق “بيروت في منازل الذاكرة” لترميم أبنية تراثية في بيروت يوم الأربعاء 30 أيلول ٢٠٢٠ الساعة 6:30 مساءً الجميزة شارع باستور، مقابل Loge club تقدّم الاحتفال الإعلامية ماجدة داغر.
اما برنامج المناسبة:
1- كلمات المؤسسين:
– المؤلّفة الموسيقية د. هبة القوّاس/ مؤسسة هبة القواس الدولية HKI
– د. موفّق اليافي/ مجموعة اليافي Alyafi Group
– الأستاذ الياس الأسود/ مجلس الأعمال اللبناني الألماني LGACC
– المنظمة الإقليمية غير الحكومية لتمكين الشباب والأطفال Mentor Arabia
2- مداخلات:
– رئيسة مجلس إدارة ورئيسة تحرير صحيفة “النهار” السيدة نايلة تويني
– المدير العام للآثار في وزارة الثقافة اللبنانية المهندس سركيس خوري
3- فيلم قصير عن البدء بأعمال الترميم (دقيقة واحدة)
مدّة اللقاء 30 دقيقة يليه كوكتيل