طوني ابو جودة لـ بصراحة: نوال الزغبي قيمة مضافة في “ذا تالنت” ولهذا السبب لم أشارك في مهرجانات الأرز
للمرة الأولى، يخوض الممثل الكوميدي طوني أبوجودة تجربة التحكيم في إحدى برامج الهواة، حيث انضم مؤخرا الى لجنة تحكيم برنامج الهواة الأول من نوعه في لبنان والعالم العربي “ذا تالنت”، الذي أطلقته شركة روتانا للصوتيات والمرئيات عبر وسائل التواصل الاجتماعي.
ولمعرفة تفاصيل أكثر عن تجربة طوني الجديدة، التقاه موقع “بصراحة” في جلسة دردشة، تطرقنا خلالها الى هذا البرنامج بالاضافة الى مواضيع عديدة تهم الرأي العام وخصوصًا جمهور طوني، حيث سنقدّم إجابات عن العديد من الاسئلة التي طرحها الجمهور في السابق حول مسيرة طوني ونشاطاته ولم يلقَ عليها الجواب المناسب.
بداية، كان لا بد أن نستهل اللقاء بالحديث عن مشاركته في “ذا تالنت”، حيث أكد ابوجودة ان فكرة البرنامج لفتته وشجعته على الانضمام الى لجنة التحكيم، خصوصًا أنه فكرة جديدة وغير تقليدية، تعتمد على مواقع التواصل الاجتماعي التي باتت اليوم تشكل جزءا أساسيا من حياة الأفراد وخصوصًا جيل الشباب، كما أنه في المقابل قادر على أن يعطي نصائح جمة للمشتركين، نظرًا لخبرته في مجال الفن ككل وليس فقط في التمثيل أو الكوميديا، لافتا الى أن اختيار المشتركين لا يعتمد على الصوت الجميل فحسب، انما أيضا يشمل العديد من العوامل أبرزها الكاريزما التي يتمتع بها المشترك، الفكرة المميزة والجديدة التي قد يقدمها من خلال الفيديو الذي يتم تصويره، وغيرها من العوامل الأخرى، لذا على المشترك أن يأخذ كل التفاصيل بعين الاعتبار إذا كان يطمح للاستمرار في البرنامج والوصول الى المراحل النهائية.
تتألف لجنة تحكيم “ذا تالنت” من أهم وأشهر نجوم العالم العربي، من مجالات مختلفة كالغناء والتلحين والتمثيل وغيّرها، حيث تترأس اللجنة النجمة الذهبيّة نوال الزغبي، وينضم اليها الى جانب الممثّل طوني ابو جودة، كل من الملحن المصري محمد رحيم، الفنان المغربي عبد الفتاح القريني والإعلامي السعودي فيصل الزهراني.
من هنا، سألنا طوني عن العلاقة التي تجمعه مع كل عضو من أعضاء اللجنة، حيث أكد أن علاقة مميزة تجمعه بالنجمة الذهبية نوال الزغبي، وهو من المعجبين بفنها، لافتا الى أنهما التقيا في أكثر من مناسبة وتشاركا الأحاديث حيث عبّرت نوال من جهتها عن إعجابها بالفن الراقي والكوميديا التي يقدمها أبوجودة. في المقابل، أكد طوني أن نوال الزغبي تعتبر قيمة مضافة في البرنامج وتملك خبرة كبيرة يمكن تقديمها للمشتركين، فهي مثال للفنان الناجح ووجودها على رأس لجنة التحكيم أمر أساسي، خصوصا أن عدد كبير من المشتركين يعتبرونها مثالهم الاعلى.
أما بالنسبة لباقي أعضاء لجنة التحكيم، أي الملحن المصري محمد رحيم، الفنان المغربي عبدالفتاح الجريني، والاعلامي السعودي فيصل الزهران، فقد لفت أبوجودة الى أنه لم يلتقِ معهم من قبل، خصوصًا أن كل واحد منهم موجود في بلد معيّن، والبرنامج هو عبر مواقع التواصل، لكن بالمقابل لكل منهم خبرة في مجاله، فالملحن رحيم هو تاريخ في مجال الفن والتلحين، والأمر عينه بالنسبة للجريني والزهران، استطاعا أن يصنعا اسما مميزا في مجال عملهما، ويمكنهما تقديم أهم النصائح للمشتركين نظرا لخبرتهما الكبيرة. هذا وتمنى ابوجودة ان يكون هناك لقاءا قريبا بين سائر أعضاء لجنة التحكيم، مشيرا الى الدور السلبي الذي تلعبه مواقع التواصل الى جانب كل الايجابية وتسهيل حياة المرء، الا انها أبعدت الناس عن بعضهم وبات التواصل بينهم يقتصر على مواقع التواصل الاجتماعي وأجهزة التكنولوجيا.
وفي الختام، أكد طوني أنه سعيد بخوض هذه التجربة، لافتا الى ان لا مانع لديه بتكرارها إذا كان هناك موسما ثانيا للبرنامج، لأنه من الطبيعي أن تكون التجربة الثانية أكثر تطورا، خصوصا أن البرنامج يعتبر مشروعا جديدا يقدّم للمرة الأولى لذا في المرة القادمة سيتم العمل على بعض التفاصيل بشكل أفضل وأكثر دقة.
من منا لا يذكر ليلة 13 تموز 2019، عندما كان مسرح مهرجانات الأرز على موعد مع عرض بعنوان Smile Lebanon، قدّمه 13 كوميديا لبنانينا وهم: صلاح تيزاني (ابو سليم)، سامي خياط، عادل كرم، نمربونصار، بيار شماسيان، ماريو باسيل، باميلا الكيك، نعيم حلاوي، فؤاد يمين، عباس جعفر، شادي مارون، غابي حويك وريمون صليبا.
انتقادات عديدة طالت تلك الليلة، خصوصا أن الصبغة السياسية كانت واضحة من خلال النصوص التي قدمها كل فنان، إذ تمّ مهاجمة فئة سياسية معينة وصلت الى حد التجريح، دون أن يأخذ هؤلاء النجوم أن تلك الفئة تؤيدها شريحة كبيرة من المجتمع اللبناني، الأمر الذي قد يؤدي بالتالي الى خسارة هذا الفنان لنجوميته وجماهيريته في لبنان بالاضافة الى مبالغة البعض في تقديم اسكتشات اباحية لا تليق بمقام الحاضرين في السهرة وعلى راسهم البطريرك الراعي ولا بالمكان العظيم بين احضان ارز الرب.
من جهة أخرى، كان لافتا تغيّب احد أهم نجوم الكوميديا في لبنان عن هذا الحفل، وهو الممثل طوني أبوجودة، الأمر الذي أثار تساؤلات عديدة بين الجمهور عن سبب غياب طوني عن هكذا حدث مهم، فهو الذي اعتاد أن يقدّم للناس مادة مميزة محبوكة بطريقة ذكية، ليزرع البسمة على وجوههم دون أن يسبب أي أذى أو يجرح أي فئة من المجتمع. من هنا، سألنا طوني خلال اللقاء عن السبب، وما إذا كان قد استُبعد عن الحفل أم أنه لم يشارك بإرادته، ليعلل طوني سبب غيابه عن هذا الحدث بارتباطه بموعد آخر، ولم يكن قادرًا على إلغاء ذلك الارتباط والمشاركة في الحفل، مشيرًا الى ان لجنة المهرجان قد تواصلت معه وطلبت منه المشاركة وهو يقدّر هذه المبادرة الا انه لم يتمكن لأسباب شخصية وارتباطات عملية.
جواب طوني الديبلوماسي لم يقنعنا، حيث شعرنا أن هناك سبب آخر منعه من المشاركة في الحفل، لذا أصرينا على معرفة السبب الحقيقي وراء ذلك. وفي سياق الحديث، قال طوني: “بصراحة وبلا ما نجرح حدا، وبكل موضوعية، كان المفروض يكون الحفل غير هيك”.
من هنا، غصنا مع ابوجودة بالتفاصيل لمعرفة ما المقصود من كلامه، حيث أشار الى ان كان من المفترض أن يكون هناك دراسة أكبر قبل اختيار النجوم لتقديم هكذا عرض، حيث تم تهميش بعض الاسماء واختيار آخرين لا يملكون الخبرة الكافية، خصوصا في مجال الكوميديا، للوقوف أمام الجمهور وتقديم عرضا كوميديا.
وبما أن التنظيم واختيار النجوم لم يكن على قدر توقعات ابوجودة، لذا سألناه عن الخطوات التي كان سيعتمدها لو سُلّم مهمة تنظيم الحفل، فأشار الى انه ونظرًا لقيمة وأهمية مهرجانات الأرز، لو تعود له مسؤولية التنظيم، لكان استضاف فنانا كوميديا عالميًا لأن وجود الفنان العالمي ضروري لاستقطاب عدد أكبر من الجمهور، بالاضافة الى عدد من أهم نجوم الكوميديا في لبنان، على أن لا يتخطى العدد 5 نجوم. من هنا، وعما إذا كان طوني الكوميدي الأول في لبنان، أكد ان الأمر نسبيا لأن بعض الناس قد يعتبروه الاول فيما يراه البعض الآخر أنه في المرتبة الخامسة، إلا أنه أكد أنه من بين اول 5 كوميديين، وذلك نظرا لمسيرته الفنية وخبرته الطويلة في هذا المجال.
في المقابل، استهجن طوني عملية الاستخفاف بعقول المشاهد أو الجمهور، خصوصًا أن الاسبوع الذي سبق حفل Smile Lebanon، كانت مهرجانات الارز على موعد مع المغني الأوبرالي اندريا بوتشيلي، وهو كان قيمة مضافة لهذا المهرجان، لذا كان لا بد من دراسة الموضوع أكثر حتى لا يؤثر ذلك على مستوى المهرجان.
الى ذلك، علّق طوني على المضمون الذي تم تقديمه في الحفل، حيث لاحظ الجميع الصبغة التي اتخذها الحفل والهجوم الذي كان على فئة سياسية معينة في لبنان، لذا رأى ان ما حصل كان خطأ كبيرًا لأن الفنان هو الوحيد القادر على أن يجمع الشعب اللبناني، لذا يجب أن يكون لكل الناس بمختلف انتماءاتهم الطائفية او السياسية او الحزبية دون التفرقة بين جمهور وآخر، غامزًا الى أنه كان قد شعر أن هذه الصبغة ستكون موجودة ومعتمدة من سائر الكوميديين المشاركين في الحفل، لذا فضّل الانسحاب بهدوء والاعتذار عن المشاركة، الى جانب انه كان لديه ارتباطاً آخرًا منعه من المشاركة في المهرجان.
وفي سياق مختلف، تطرقنا في حديثنا مع أبوجودة حول مشاركته في مسرحية Laugh Story التي يقدمها مجموعة من أهم نجوم التمثيل والكوميديا في لبنان، ابرزهم هشام حداد، جنيد زين الدين، بونيتا سعادة وجاد أبو كرم، والتي لاقت نجاحا كبيرا في لبنان وخارجه، إذ تم استضافتها في عدد من البلدان العربية والاوروبية، ونتيجة هذا النجاح الباهر، قرر القيمون على المسرحية تقديم موسم ثانٍ للجمهور، ليكون النجاح حليف الموسمين.
من هنا، لفت أبوجودة الى أن علاقة مميزة تجمع بين أعضاء المسرحية، وخصوصًا بينه وبين هشام حداد قد تطورت من مجرد علاقة زمالة إلى علاقة صداقة، وكذلك مع كافة الاعضاء، يمضون معظم أوقاتهم معا خلال جولاتهم على كافة البلدان لتقديم المسرحية، كما يتشاركون النجاح سويًا لذا باتوا بمثابة عائلة واحدة.
وبما أنه ينتمي الى نفس الفريق مع هشام حداد وجنيد زين الذين، اللذين بات لكل منهما برنامجًا خاصًا، سألنا أبوجودة عما إذا كان من الممكن أن يطل على جمهوره ببرنامج خاص به أسوة بزميليه، فلم ينف رغبته بذلك، لافتا الى أنه يتم حاليًا العمل على برنامج كوميدي من تقديمه، سيُبث عبر إحدى المحطات العربية، وقد لاقى هذا البرنامج طموحات طوني وتوافق مع متطلباته، لذا يتوقّع أن يكون من البرامج الناجحة، خصوصًا أنه سيقدّم موهبته المميزة للجمهور بأسلوب ومضمون سلس وذكي.
توجّه الممثل الكوميدي اللبناني الموهوب طوني أبوجودة إلى محطة عربية تاركًا المحطات المحلية المعروفة في لبنان كان أمرًا مستغربا، ما جعلنا نسأله عن سبب ابتعاده عن المحطات اللبنانية في وقت يطل زملاؤه عبرها وتلقى برامجهم نجاحًا لافتا، فأجاب طوني قائلا: ” نحن جيل المدرسة الكوميدية القديمة نجد أن المحطات اللبنانية تغيّرت بشكل كبير، فهي تبرز أشخاصاً من المعيب أن يطلّوا عبر الشاشة وتعطيهم قيمة كبيرة في وقت هم يقدّمون للجمهور أعمالاً أو مواضيعاً سخيفة وتافهة، لذا فضّلت الابتعاد، رغم أنه في المقابل هناك بعض البرامج القوية والناجحة، لكنها نادرة”. الى ذلك، غمز إلى أن معظم المحطات المحلية باتت تشترط على الفنان أو الممثل الكوميدي أن يكون هو مسؤولا عن البرنامج بشكل عام، من الإعداد والانتاج والتقديم وغيرها من التفاصيل، في حين يرى أبوجودة أنه مسؤول فقط عن تقديم موهبته والخبرة التي كوّنها طيلة هذه السنوات، ومن الضروري أن يكون هناك فريق عمل متكامل يتكفّل بسائر الامور والتفاصيل، ولا يكون الحمل كلّه على الفنان لأنه “ليس مجبورا”، بحسب تعبيره.
من جهة أخرى، وبعد أن كانت البرامج الكوميدية تهيمن على كافة الشاشات والمحطات المحلية والعربية، نرى حاليا أن هذا النوع من البرامج قد تراجع وتقلّصت أعداده، لذا كان من الواجب أن نسأل شخص متمرّس في هذه المهنة، مثل طوني أبوجودة، عن السبب خلف هذا التراجع، ليؤكد لنا أن أسلوب الكوميديا قد تغير وتطور مع التطور الذي يشهده العالم ككل، فباتت التكنولوجيا مسيطرة على حياتنا بشكل كامل وأصبحنا في “عصر السرعة”، لذا التوجه الى الكوميديا عبر مواقع التواصل بات أقوى وبالتالي “السكتشات” الكوميدية أصبحت لا تتخطى بضع دقائق، وهذا ما يطلبه الجمهور اليوم، يحبّذ أن تصله الرسالة المرجوة من “السكتش” بأقصر وقت ممكن لأنه قد يشعر بالملل في حال كان العمل الكوميدي مطوّلا، بعكس ما كنا عليه منذ 10 سنوات مثلا.
وعلى الهامش، كان لا بد أن نسأل أبوجودة عن إمكانية عودته إلى مسرح ماريو باسيل، خصوصا انهما سبق واجتمعا في عدد من المسرحيات التي لاقت نجاحاً كبيرًا وإعجابًا من الجمهور، إلا أن أبوجودة أكد أن مشاركته مع باسيل كانت مرحلة وانتهت، ومن الصعب بعد هذا الوقت أن يجتمعا في عمل واحد كالسابق، فلكل منهما طريق مختلف عن الآخر. في المقابل، لفت طوني الى انه كان سعيدًا بالعمل مع باسيل طيلة السنوات الماضية، فالأخير إنسان مرح وناجح، لكن مع الوقت تتغيّر الكثير من الامور، سواء من ناحية العمل أو الاسلوب أو كيفية معالجة المواضيع، الامر الذي قد يغير اتجاه الانسان أو طريقة نظرته الى الامور، وبالتالي يجد أنه من الصعب أن يجتمع مع أشخاص يختلف معهم في أمور عديدة.
وفي سياق آخر، تشهد السينما اللبنانية وفرة بالأعمال السينمائية، حيث تم في الفترة الأخيرة طرح العديد من الأفلام اللبنانية، التي لاقت نجاحا كبيرا وإقبالا من الجمهور، إلا أنه ورغم ذلك، هناك فئة كبيرة من الناس وجدت أن هذه الأعمال لم تحاكي تطلعاتهم ولم تنجح في نقل السينما اللبنانية الى مراحل متطورة. وبعد مشاركة طوني أبوجودة ببعض المشاهد من فيلم “لهون وحبس” الذي طُرح في الصالات العام الماضي، هل من الممكن أن نراه في بطولة سينمائية مطلقة قريبا؟أوضح أبو جودة في حديثه إلى “بصراحة” أنه بصدد التحضير لفكرة سينمائية، سيعمل هو شخصيا على كتابة السيناريو، معللا سبب ذلك إلى أنه من الصعب أن يجد أي كاتب قادر على تنفيذ أو ترجمة أفكاره التي سيطرحها بالطريقة والاسلوب المناسب، لذا يفضّل أن يكتب هو النص، غامزًا بالمقابل الى ان الاعمال السينما التي طُرحت لم تعجبه ولم تكن مواضيعها أو قصصها ناجحة وملفتة، قائلا: “لا افتخر أن أكون جزءا من هذه الافلام”.
وبعيدًا عن الفن والتمثيل والكوميديا، يتمتع الفنان طوني أبوجودة بموهبة الرسم، حيث سبق أن أصدر كتابًا مصورًا يحكي قصة حياة المغامر اللبناني مكسيم شعيا، والتحديات التي واجهته خلال تسلّقه أعلى القمم في العالم، حيث أبدع أبوجودة في نقل كل تفاصيل المغامرة بصور ملونة جذبت الكبار والصغار في آن. وفي هذا السياق، لفت طوني إلى أنه يعمل حاليا على مشروع من هذا النوع، وهو كتاب جديد بات في مراحله الاخيرة قبل الاصدار، يتعاون فيه أيضا مع المتسلق اللبناني مكسيم شعيا، مشيرًا الى أنه يستمتع في ممارسة هواية الرسم التي قد يعتمدها كمهنة لاحقا ومصدرًا لكسب المال، خصوصا أنه قد طوّر موهبته عبر دراسة تقنياتها، وهو سيستمر بالعمل على إصدار كتب مصوّرة كما أنه قد يشارك في مسابقات في هذا المجال.