خاص- اهانة المقدسات الدينية مجددًا
“الانفتاح” الذي وصلنا اليه اليوم، بات “انفتاحًا وقحًا”، فأصبحت، تحت راية حرية الرأي والتعبير، اهانة الشعائر والمقدسات الدينية امرًا عاديًا ومنتشرًا بشكل غير معقول بين روّاد مواقع التواصل الاجتماعي، دون اي حسيب او رقيب.
مؤخرا، شهد الشارع اللبناني بلبلة وضجة بعد ان اقدمت فرقة غنائية على طرح أغان تتعرّض فيها للمقدسات الدينية وتسيء لصورة هذه المقدسات، زارعة في ذهون عدد من الاشخاص، خصوصًا الجيل الشبابي والمراهقين، افكارًا خاطئة لا يقبلها العقل او المنطق، وترفضها كافة الاديان السماوية.
اليوم، يعود المشهد عينه ولكن بأسلوب عالمي مختلف، عن طريق احدى الماركات العالمية، وهي الشركة الايطالية “دولتشي اند غابانا” التي قرّرت طرح مجموعة جديدة من الاحذية لخريف وشتاء ٢٠١٩ – ٢٠٢٠، متطاولة على الدين المسيحي والمقدسات عبر وضع صورة الصليب على الحذاء، الامر الذي لا يمكن ان يقبله أي انسان واعٍ ومثقف، يحترم الشعائر الدينية ويقدّسها، فهذه ليست اهانة لدين معيّن، انما لكل شخص شهد على هذا الامر ولم يعترض او يسجّل موقفًا صارمًا، اذ لا مزاح في هذا الموضوع وعلى الجميع الانتفاض لوقف هذه الممارسات اللاأخلاقية.
شركة “دولتشي اند غابانا” لها عدد من الفروع في لبنان، ومن المتوقّع ان تطرح مجموعتها الجديدة في الاسواق اللبنانية، ولكن السؤال هل سينتفض الشعب اللبناني بكافة اطيافه ضد هكذا ممارسات لمنع وصول هذه المجموعة الى لبنان، ومنع استيرادها عبر المواقع الالكترونية، علّ الشركة تُجبَر حينها على سحب مجموعتها المهينة هذه من الاسواق كافة وتعتذر من المسيحيين خصوصًا واللبنانيين عموماً
اللافت انها ليست المرة الاولى التي تخفق فيها هذه الشركة وتقوم بإهانة فئة معينة، حيث قامت العام الماضي بنشر اعلان وُصف بالعنصري على نطاق واسع، حيث أظهر الإعلان المثير للجدل عارضة أزياء صينية، وهي تحاول أن تأكل البيتزا والمعكرونة وغيرها من الوجبات الإيطالية، بواسطة عيدان “تشوبستيكس”، في حين تجد العارضة صعوبة بالغة في القيام بذلك، الامر الذي اعتبره الشعب الصيني اهانة له فأقدم على حملات لمقاطعة هذه الماركة. فلعلّ الشركة تتعظ هذه المرة وتقوم بعد ذلك بسحب الاعلان بشكل نهائي والاعتذار على الخطأ الذي اقترفته.
