برنامج “ما لم تَرَ” في طريقه الى نهائيات مسابقة “الايمي”
في سابقةٍ هي الأولى من نوعها في تاريخ البرامج العربية والخليجية الاستقصائية، نجح برنامج “ما لم ترَ”، الذي يُعرض على قناة MBC1، في تجاوز المراحل الأولى في السباق نحو نهائيات مسابقة جوائز “الايمي” العالمية (Emmy Awards) عن هذه الفئة من البرامج الاستقصائية.
هكذا شدّ “ما لم تَرَ” أنظار الحكام والنقاد ونال ترشيحاتهم عبر حلقة مثيرة تطرّقت إلى قضية “العنف الأسري” في العالم العربي، وهي إحدى حلقات الموسم الثاني من البرنامج. تضمّنت الحلقة قصصاً حقيقية وواقعية من العالم العربي، مستعرضةً بطريقة استقصائية وتحليلية حالات صادمة تم تنفيذها بطريقة درامية على مستوى عالٍ من الاحتراف مِن قبل عدد من الممثلين في السعودية ومصر. كما عملت الحلقة على رصد أبرز أسباب العنف، مُعرّجةً على طرق علاجه. بموازاة ذلك أضاءت الحلقة نفسها على المساعي القانونية لحماية المرأة والطفل، وهي إحدى المواضيع الحساسة والساخنة التي تلقى اهتماماً كبيراً في العالم أجمع.
في هذا السياق، أوضح منتج ومقدّم البرنامج إبراهيم الفرحان أن “ما لم ترَ” يعمل على إعادة طرح القصة عبر تحقيق صحفي تلفزيوني يعتمد على كشف معلومات جديدة وتفاصيل دقيقة مصورة، مستعيناً بمشاهد تمثيلية للحدث، وذلك لعرض القصة بطريقة بصرية مشوقة. وأضاف الفرحان: “يطرح البرنامج قضايا مرتبطة بالمملكة العربية السعودية، ولكنها عموماً ذات طابع عالمي في المجالات الاجتماعية، والسياسية، والاقتصادية.. هكذا يمكن للرحلة أن تبدأ من السعودية، لتنتهي في أميركا أو الصين، مروراً بدول عربيّة مختلفة كمصر ولبنان، والأردن، والكويت وغيرها.”. ولفت الفرحان إلى “أن البرنامج استضاف عبر حلقاته عدداً من الخبراء العالميين المرموقين والمشهود لهم في اختصاصاتهم على غرار المحامي روبرت كينيدي جونيور- ابن أخ الرئيس الأمريكي الراحل جون كينيدي؛ وكذلك المحقّق السري تيد كافوراس المهتمّ بملاحقة المصانع التي تنتج سلع مقلّدة حول العالم، وغيرهم الكثير”. وأشار الفرحان إلى أن “التعاون مع فريق خبير في مجال الصحافة الاستقصائية وصناعة الأفلام والبرامج الوثائقية كان أمراً لا بدّ منه، وهو عنصر أساسي من عناصر نجاح البرنامج الذي تمثل القصة فيه البطل الرئيسي.”
من جانبها، شدّدت عبير السيد إحدى منتجي البرنامج – والتي عملت كمخرجة ومنتجة أفلام وبرامج وثائقية عديدة لقنوات محلية وعالمية، وصورت برامجاً في أكثر من 15 بلداً من في أوروبا، وأمريكا، وكندا – على أن “ما لم تَرَ” يقدم تحقيقات تلفزيونية استقصائية تصطحب المشاهدين في رحلة تهدف إلى الإضاءة على عدد من أبرز القضايا الحياتية والجنائية عبر تحقيق ذو ايقاع سريع، ومشوق. وأكدت السيد “أن البرنامج يتتبّع كافة المسارات التي تقود إلى خيوط جديدة تكشف أمام المشاهد أن ما تناولته الصحافة من قبل لم يكن إلا مجرد عناوين، وأن القصة الحقيقية لم يرها بعد!”
أما مخرج البرنامج منير العامري، فأشار إلى أن “تقديم القصص بشكل واقعي ومن ثم الانتقال الى الشكل الدرامي بلغة بصرية جميلة وإيقاع سريع هو ما نسعى اليه، كما نحاول تسليط الضوء على مواهب الممثلين السعوديين في تجسيد أدوار مختلفة، ومعقدة.”
بدوره، أكّد الصحافي والباحث في البرنامج أحمد الهلالي أن “ما لم تَرَ” نجح في استقصاء الكثير من القضايا المثيرة من خلال شخصيات حقيقية وقصص واقعية صادمة وتفاصيل لم تشاهَد من قبل سوى عبر البرنامج نفسه، وهو ما جعله يصل إلى نهائيات مسابقة جوائز “الايمي” العالمية، كأول برنامج عربي وخليجي استقصائي يدخل في هذه المسابقة.
الجدير ذكره أن مقدم البرنامج، الإعلامي السعودي ابراهيم الفرحان، يتمتع بخبرة تتجاوز الـ 12 عاما في مجال التحقيقات الصحافية، حيث شغل مناصب عدة منها مراسل دولي لقناة MBC في مدينة نيويورك، وتولّى منصب نائب رئيس تحرير صحيفة “The immigrant” في مدينة نيويورك، قبل أن يتفرّغ لبرنامج “ما لم تَرَ” الذي تطرقت حلقاته إلى العديد من القضايا الحساسة كزواج القاصرات، والمخدرات، والعنف ضد المرأة، وتلوث البيئة، والسلع المقلّدة وغيرها، إضافة إلى مناقشة قضايا شغلت المجتمع السعودي كالاستثمارات الوهمية، وقضايا الغش التجاري، وقضايا المبتعثين السعوديين المفقودين، أو المتهمين بقضايا إرهاب كقضية خالد الدوسري، حيث تمكن من إعادة تفاصيل القضية وتمثيلها لحظة بلحظة بعد التواصل مع الشرطة الفدرالية الأمريكية والمحققين ومحاميي الدفاع وإدارة السجون الأمريكية.