خاص بالصور-انتصر زياد الرحباني الشيوعي في كازينو لبنان، دييز ابدعت ومايا صدمت ولقاء خاص لبصراحة مع نجوى كرم
يوميا نسمع ونقرأ من خلال الاعلام اللبناني عن تفكيك قنبلة ما معدة للتفجير ، إنما ليلة 5 نيسان 2014 انفجرت القنبلة المعدة باتقان وبحرفية عالية في كازينو لبنان ، فتطايرت وتناثرت شظاياها وأصابت الحاضرين كافة دون استثناء . إنه زياد الرحباني المبدع المجرم الذي يفاجؤنا ويدهشنا في كل حفل بأسلحته الفتّاكة القديمة والجديدة . فأحيا حفلا تاريخياً في كازينو لبنان من تنظيم ستار سيستم لصاحبها أمين أبي ياغي ، على أن يليه حفل ثانٍ مساء اليوم الاحد 6 نيسان .
افتتح زياد الحفل بقطعة موسيقية من مسرحية “نزل السرور” فألهب الأجواء سريعا كعادته ، وتنقلت أنامله السحرية بين البيانو والأورغ طيلة الحفل على أنغام غربية وشرقية من الجاز مرورا بالكلاسيكي إلى الشعبي . وإضافة إلى زياد الملحن والعازف شارك زياد الناقد الساخر أيضا في الحفل من خلال “نكته” و”لطشاته” ، ومن خلال نصوصه المكتوبة الحديثة والقديمة العهد التي تلتها على مسامع الحضور كل من المخرجة لينا خوري والممثلة ندى أبو فرحات . ومثلتا اسكتش كوميدي صغير تخلله رقص لندى أبو فرحات للتانغو ما أضفى حماسا كبيرا على الأجواء ، ومن ثم دخلت راقصة شرقية لتقدم وصلة رقص على أجمل الالحان . فدمج زياد بين الشرق والغرب ومزجهما لحنا ، غناء ورقصا فأعطانا خلطة سحرية لا نجدها إلا عند زياد الرحباني .
شاركت مع زياد في الحفل كل من الفنانة مايا دياب ، “دييز” إحدى المشتركات النهائيات في برنامج “الصوت فرنسا ” بالاضافة إلى طالبة ستار أكاديمي السابقة تينا يموت وغيرهم من الفنانين .
أطلت الفنانة مايا دياب مرتين بأغنيتين ، الأولى أغنية “بنص الجو” للفنانة لطيفة ، والثانية بأغنية ديو مع زياد تسجل حاليا بعنوان “وقفنا شعور” ، وعند تلاوة الرحباني لكلمات الأغنية اشتعل المسرح تصفيقا تعبيرا عن الاعجاب بالأغنية . وظهرت الفنانة مايا دياب كعادتها ب”لوك” غريب واضعة “طرحة” سوداء ، ونظارات شمسية خلال اطلالتها الثانية .
فضح زياد شوق وحنين اللبنانيين للفن الأصيل عند تقديمه لأغنية “يا شاويش الكاراكون” للأخوين رحباني من مسرحية “يعيش يعيش” ، ولأغنية حبيتك والشوق انقال لوالدته “فيروز” ، فلا الصفيق ولا الصراخ ولا الدموع كانت كافية ليظهر الجمهور مدى تعطشه لهذه الألحان وللصوت العظيم الذي أطال الغياب .
أما القنبلة المدمرة التي أشعرتنا بمعنى الموهبة الحقيقية ، وبمدى أهمية اختيار الأصوات في برامج الهواة ، كانت “دييز” ، فاحتلت المسرح وأدهشت الحضور بأدائها القوي المبهر والآسر إن من خلال غنائها باللغة الانكليزية أو الفرنسية ، وحتى عندما غنت لزياد تالقت صوتا وأداءً وحضورا . ملأت دييز المسرح بحضورها الطاغي ، وبدت جميلة وجذابة في الأسود وفي الذهبي ، فاختارت فستانيها من المصمم طوني ورد . تفاعل الجمهور مع صوت “دييز” ، التي عبرت عن فرحها بذلك باللغة العربية قائلة “مساء الخير ” ، “أنا مبسوطة معكم كتير ” ، “شكرا” و “بشوفكم قريبا” . كما أبهرت الجميع بأدائها لأغنية زياد (un verre chez nous) متمايلة على اللحن الشرقي فامتلأ المسرح ضحكا وتصفيقا عند تردادها لجملة “يا خيّ شو؟” .
سرقت “دييز” الأضواء من الجميع فعلا صوت الحاضرين مثنيين على أدائها بكلمة “برافو” ، وإذا كانت دييز “مبسوطة كتير” فالجمهور كان “مبسوط أكتر” بإطلالتها وبإضافتها إلى الحفل من خلال هذه المشاركة من “فنانة” بكامل ما للكلمة من معنى ، إن من ناحية الصوت أو من ناحية الشكل الجميل و الحضور المحبب والأداء الخلاب .
رغم الأوضاع الصعبة التي يمر بها لبنان إلا أن مسرح الكازينو امتلأ بجمهور زياد الرحباني بالاضافة لعدد من الشخصيات الاعلامية والفنية نذكر منها : شمس الأغنية اللبنانية الفنانة نجوى كرم يرافقها مدير أعمالها طارق أبو جودة ، الاعلامية جومانا بو عيد وزوجها ، المخرج سليم الترك ، الاعلامي جان عزيز وزوجته ، الموزع هادي شرارة وزوجته الفنانة كارول صقر ، الاعلامي رجا ناصر الدين ، الفنان أنور نور ، الاعلامي قاسم دوغمان .
وفي حديث خاص لموقع بصراحة :
اعتبرت شمس الأغنية اللبنانية نجوى كرم : ” بأنها لا تسمح لنفسها بتقييم الكبير زياد الرحباني ، معربة عن حبها الكبير لفنه وعن فرحها بالحفل وبما قدمه زياد، مؤكدة على قيمته الفنية الكبيرة النادرة ، فلا تراه على الأرض بل محلقا بحضارته وثقافته وموسيقاه .” وعن امكانية تعاون فني بينهما أعربت شمس الغنية اللبنانية عن “تمنيها بحصول ذلك وبأنها تتشرف بطلب لحن من زياد الرحباني”. أما عن اطلالة مايا دياب فاعتبرت “أن ما قدمته مايا أجمل مما تقدمه عادة ” ، معتبرة بأن “عبقرية زياد الرحباني أوسع من عقول الضيقين ولا تحدها آراءهم ” ردا على انتقاد البعض لتعامل زياد مع مايا دياب وغيرها من الفنانات .
ومن جهتها اعتبرت الاعلامية جومانا بو عيد بأن : “زياد كانسان ليس مختلفاً عن الآخرين كما يظن البعض وأكدت على عفوية زياد الذي لا يتطلب لفهمه أي فلسفة فهو أكثر شخص حقيقي .” وأعربت عن “حبها لزياد على الصعيد الشخصي وعن مدى ثقافته الفنية التي من خلالها يدخل الموسيقى إلى قلب أي شخص “. واعترضت على “الكليشة المستخدمة من البعض بأن من لحن لفيروز كيف له أن يلحن لبعض الأسماء ، مؤكدة على أن زياد لا يعمل عن فراغ فلكل عمل يقوم به هدف محدد ويعلم تماما كيف ولمن يقدم أعماله، فما تقوله مايا مثلا لا يقوله غيرها وما يليق بها لا يليق بغيرها .” أما عن احتمال اجراء لقاء اعلامي مميز بين جومانا بو عيد وزياد الرحباني ، أكدت جومانا على “حبها لزياد الفنان وتمنيها بحصول هذا اللقاء ، فلدى زياد الكثير ليقوله الذي وإن ظهر عبر الاعلام منفردا دون أي محاور يؤثر في الناس كثيرا .”
انتصر زياد “الشيوعي” والكبير بانسانيته كما بفنه الذي أكثر ما يهمه بأي حفل يقيمه هو دراسة سعر البطاقات كي تكون بمتناول الشباب والطلاب. فاستطاع إقامة حفل ضخم جدا من ناحية الأوركسترا ومن ناحية العدد الكبير من الفنانين الذين شاركوه الحفل في كازينو لبنان ، بأسعار بطاقات أكثر من مقبولة نظرا لمستوى الحفل من ناحية الأشخاص ومن ناحية الفن المقدم . وكان هذا الحفل برهانا جديدا على ضرورة حتمية وجود مسرح خاص بزياد الرحباني ، حيث يعزف كل أسبوع دون انقطاع ، فابداعه الموسيقي والفكري الذي لا يجف لا يختصر ببضعة حفلات بل يحتاج لعمر بأكمله كي يسد جوع الفقراء الذين لا يجدون “قطعة” موسيقى تملأ فراغ قلوبهم ونفوسهم في زمن الفقر وال”قلة الموسيقية ” .
شاهدوا الصور