خاص- عن أي عار تحدّث الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان بعد حفل الاوسكار؟
في الأوسكار، كلّ أبناء الكار يحضرون الحفل… في العرب-كار، ان لم يكن فائزاً، عار أن يحضر…
تغريدة من أروع التغريدات التي أطلقها مؤخراً الاعلامي نيشان ديرهاروتيونيان ولو انها بالشكل طريفة الا انها بالعمق موجعة. ونيشان الذي يدرك كيف ومتى يبعث برسائله البناءة المباشرة وغير المباشرة عبر موقع التواصل الاجتماعي”تويتر” يتقن كتابة التغريدات الهادفة التي تتضمن أفكاراً شيقة تارة تحتاج الى عقل وتارة تحتاج الى قلب وفي كلتا الحالتين لا تذهب سدى، فهي تترك اثرها الطيب في كل الاوقات.
تغريدة نيشان تضع الاصبع على جرح عقد نجوم العرب، عقد تنخر بعظم “الأنا المتضخمة” حتى انها باتت مَرضيّة تسدل الستائر السوداء أمام عيون من يجب ان يُريهم الفنّ الحياة باللون البمبي ويفتح عيونهم على آفاق مشرقة ومضيئة فتراهم يتقوقعون داخل أنانيتهم وغرورهم وبين جدران النجومية العازلة للتواضع والانسانية.
بالأمس صورة جمعت اهم نجوم هوليوود ألتقطت خلال حفل توزيع جوائز الاوسكار حصلت حتى الساعة على اكثر من ثلاثة ملايين “ريتويت” وهو رقم ليس بخيالي نسبة لأسماء النجوم المتواجدين فيها ولملايين المشاهدين الذين كانوا يتابعون الحفل، الا انني أؤكّد لكم ان من بينها أقلّه مليون ريتويت للجمهور العربي الذي اعتبر مندهشاً الصورة حدثاً فظيعاً فقط لأنه لا يرى شيئاً مماثلاً في الوطن العربي وهذا ما عناه نيشان حين تحدث عن المشاهير العرب الذين لا يحضرون مهرجانات واحتفاليات مماثلة ان لم يكونوا فائزين فيها او مكرمين ويعتبرون ذلك عاراً وهذا أمر يتكرّر كل عام في جميع المهرجانات التكريمية اللبنانية على رأسها “الموركس دور” حيث وحده الفائز يحضر الحفل ويغيب عنه المرشحون الآخرون في مشهد غير صحّي وحضاري لا نشهده الا في بعض الدول العربية.
ولو اننا نتفهّم ان يشكّك بعض النجوم بمصداقية معظم المهرجانات التكريمية في لبنان والوطن العربي تارة بسبب سوء ادارتها وأحياناً أخرى بسبب سوء سمعتها ، الا ان ذلك لا يمنع ان يتخطوا جميعاً هذه التفاصيل الصغيرة والسطحيّة ويروا الصورة بشكل اكبر وأعمق ويعكسوا صورة حضارية عن لبنان .
تخيلوا لو جمعت صورة ال “selfie” لألين ديجينيرس مقدمة حفل الاوسكار بالامس أهمّ نجوم لبنان والوطن العربي وهم يرتدون أجمل الازياء والابتسامات، هل تعتقدون انها كانت ستحصد ثلاثة ملايين ريتويت فقط ؟ طبعاً لا، بل أكثر بكثير ولا ابالغ ان قلت انها كانت ربما ستوحّد الوطن العربي وتجمعه حول صورة ستكون دون أدنى شك نادرة جداً.