“شارع الحمرا” جديد نضال الاشقر
ضمن سلسلة “مؤثرون”، استضاف زافين الجمعة في برنامجه “بلا طول سيرة” على شاشة المستقبل، المسرحية الرائدة نضال الأشقر في حديث حول نصف قرن من المسرح، قبيل افتتاح مسرحيتها وبمناسبة اطلاق النسخة الاولى من مهرجان المسرح الاوروبي في لبنان، ثم الناشطة الاجتماعية الدكتورة اوغاريت يونان التي ساهمت في ولادة المجتمع المدني اللبناني بعد الحرب في جردة حساب: كيف انتهت تجربتها وما هو المأزق الذي وقع فيه المجتمع المدني؟
وتخلل الحلقة عرض مقابلة مع ارون غاندي حفيد الزعيم الهندي المهاتما غاندي، والممثلة اللبنانية العراقية الشابة زهراء غندور لمناسبة بدء عروض الفيلم العراقي “الرحلة” في بيروت، بعد ترشيحه لمسابقة الاوسكار.
البداية مع الممثلة العراقية زهراء غندور، التي زارت استديو “بلا طول سيرة” لتسجيل اللقاء في وقت سابق، وذلك حول فيلمها “الرحلة” الذي حصد عشرات الجوائز الدولية وعُرض في عشرات دور السينما العراقية، وهو أول فيلم يعرض في دور السينما العراقية منذ 27 عاما. وقد اختارت وزارة الثقافة العراقية فيلم “الرحلة” لتمثيل العراق في مسابقة جائزة أوسكار لأفضل فيلم أجنبي، والتي ستوزع في شباط المقبل.
غندور اعتبرت انها محظوظة ان تكون في الفيلم، وانها آمنت بالشخصية التي تجسدها. واوضحت انها لأشهر انقطعت عن رفاقها لتستطيع ان تعيش الشخصية. وقالت انها عراقية وتجد روحا مختلفة في العراق، لكنها لبنانية أيضا وتفخر بلبنانيتها وتعيشها.
الفقرة مع مؤسسة مسرح المدينة، الممثلة والمخرجة والمنتجة السيدة نضال الأشقر تطرقت الى مناسبة اطلاق النسخة الاولى من مهرجان المسرح الاوروبي في لبنان الذي يفترض ان يتحول الى حدث ثقافي سنوي في بيروت، بالتعاون مع الاتحاد الاوروبي، وهو بدأ في 4 تشرين الاول، ويستمر حتى اخر الشهر.
استهل زافين الفقرة بتهنئة السيدة نضال بالسلامة بعد تعرضها لحادث واصابتها بكسر في الكتف.
وبدأت السيدة نضال المقابلة بتوجيه تحية الى الفنانة اللبنانية العراقية الراحلة سحر طه. ثم تطرقت الى مهرجان المسرح الأوروبي، وقالت ان الدول المشاركة اختارت اعمالها، والمهرجان يضم خليطا جميلا اوروبيا لبنانيا، والمهم ان يفيد الشباب مما يقدمه المهرجان.
وتشارك السيدة نضال في المهرجان باستعادة مسرحية “مش من زمان”، وقالت انها تقدم شيئا لم تره ولا مرة ولا في اي مكان. هي سيرة مغناة لحكاية نضال الاشقر لماذا صارت امرأة مسرح، وطفولتها، وهي تمزج بين الواقع والخيال بواسطة الموسيقى والغناء. والمسرحية من كتابة نضال الاشقر واخراجها، والموسيقى والغناء لخالد عبد الله.
واشارت الى انها كتبت النص من 25 سنة، ولما اصروا عليها لتقديم مسرحية خلال المهرجان خطر على بالها ان تقدم هذا النص الذي يجعل الجمهور يتساءل لماذا نضال الاشقر التي تعمل منذ 50 سنة في المسرح صارت هذه الممثلة ووصلت الى ما وصلت اليه.
وتم عرض تقرير عن مسيرة نضال الاشقر التي ظهرت موهبتها في التمثيل والاقناع والقيادة منذ الصغر، وجعلت منها واحدة من الرموز الثقافية الطليعية، في العصر الذهبي للبنان.
وتطرقت نضال الاشقر الى اعمالها الماضية، وقالت ان تلفزيون لبنان يجب ان يسترجع القه. واشارت الى انها لم تلعب كثيرا في السينما، لكن كانت لها مشاهد في “امرأة فرنسية” (une femme française)، ومع الممثلة كاترين دونوف في فيلم “ساحة فاندوم” (Place Vendome).
واوضحت ان “لبنان اليوم في ازمة اكبر انحدار في تاريخه، وكل شيء يجر بعضه. الدولة فاشلة ولا تستطيع ان تقف على رجليها. ولولا وجود المسرح لكان الانسان يخسر الارتباط التاريخي بينه وبين مدينته وبين ترابه وبين امله بمستقبل افضل”.
ولفتت الى ان اهم تأثير قامت به انها كانت دائما مع حرية المراة، ومع المسرح الحر، ضد اي نوع من انواع الرقابة. وعملها في التلفزيون ركز على تقديم صورة عن المرأة المتحررة. واشارت الى انها منذ “رماد وملح” لم تقبل باي عمل قدم اليها لانها كانت كلها اعمال سخيفة. وقالت: “ان التلفزيون اليوم هابط لان شركات الانتاج التي تضع يدها عليه لا يهمها سوى الحصول على ارباح. ان نربح اقل بجودة اكثر هذه هي المعادلة التي يجب ان تكون”.
وكشفت انها تحضر لعمل كبير جدا اسمه “شارع الحمرا”، وهو يتناول ذكريات الناس الذين عاشوا في شارع الحمرا انطلاقا من مقهى “الهورس شو”، وهم اشخاص من كل الدول العربية ومن لبنان، مثل الياس الديري وانسي الحاج وليلى بعلبكي ويوسف وهبي ونور الشريف… وسوف يكونون في “شارع الحمرا” باسمائهم الحقيقية.
الفقرة التالية كانت مع الدكتورة اوغاريت يونان التي تناولت في مستهل حديثها تدشين تمثال اللاعنف العالمي قبل اسبوعين في بيروت، في ذكرى ميلاد الزعيم الهندي التاريخي، المهاتما غاندي الـ 150، وترافق ذلك مع اعلان لبنان التزامه 2 تشرين الأول، كيوم وطني كرسته الامم المتحدة، للدعوة الى ثقافة اللاعنف.
واوضحت ان هذا النصب صممه النحات السويدي الشهير كارل فريديريك رويترزورد، وبيروت هي اول مدينة عربية تحتضن هذا العمل الفني الرمزي، المنتشر في أكبر المدن حول العالم. وقالت:”منذ 20 سنة كنت اريد ان آتي بالتمثال الى لبنان، وقمنا باتصالات لجلبه الى بيروت، وفوجئوا بذلك. وعندما حضروا لمعاينة بيروت، كان رأيهم ان بيروت هي المكان الاقوى في العالم ليكون هذا التمثال موجودا فيه”.
ورأت ان “حديقة المكتبة الوطنية هي مكان تستحق ان نضع التمثال فيه بنسخته الثانية. ونحن اشترينا نسختين من التمثال وثمنهما 80 الف دولار. الكثيرون ساهما معنا والمؤسسة التي تنتج التمثال خفضت السعر”.
واوضحت انه تم التوقيع مع وزارة التربية والمركز التربوي لادخال ثقافة اللاعنف على المناهج التربوية من الروضة الى الثانوي.
وتطرقت الى تاريخ نضالها في اطار اللاعنف، وقالت انها في العام 1984-1985، لما فكرت في اقامة مدرسة للاعنف سخروا من الفكرة في زمن الحرب، معتبرة ان البعض لا يريد تحقيق اللاعنف لانه يعرف انه يوصل الى نتائج لا يريدها.
وعرضت مقابلة تم تسجيلها مع ارون غاندي وهو حفيد الزعيم الهندي المهاتما غاندي لدى وجوده في بيروت، لمناسبة زيارته الاولى الى لبنان لتدشين تمثال اللاعنف في وسط بيروت بدعوة من الكلية الجامعية للاعنف وحقوق الانسان. وأرون غاندي هو عضو في هذه الكلية منذ تسع سنوات.
د. اوغاريت قالت ان ارون غاندي انبهر خلال زيارته لبيروت، عندما شاهد انها تتمتع بهامش من الحرية، وشاهد طلابا من اعمار مختلفة يتجهون الى الجامعة لدرس ثقافة اللاعنف، وقال جملة مهمة: “لم نر مثل هذه الجامعة من قبل. هي ضوء عالمي”.
وتحدثت عن مسيرتها مع زوجها د. وليد صليبي في اقامة الجامعة، وقالت: انا ووليد اخترنا ان نكون متطوعين في خدمة الناس والتغيير في المجتمع.
وتطرقت الى معارك خاضتها منذ التسعينيات، اهمها الغاء الاعدام وقانون خدمة العلم، مشيرة الى ان فترة عملها أمام الإعلام كانت في مرحلة نهاية الحرب، وكان لهم تأثير في الناس والاعلاميين. واوضحت انه ليس لديها حساب على تويتر او فايسبوك لانها لا تحس انها تشبهها.
وعن اسباب غيابها لفترة عن العمل في المجتمع المدني قالت: “لقد حققنا الكثير ولا احد يستطيع ان يسلبنا ما تم تحقيقه، لكن كان هناك ظرف صحي صعب عشناه في المنزل مع مرض زوجي، وهذا اثر فينا وابعدنا عن العمل فترة. لكننا استمررنا نفكر في الطرق الانسب للعمل، وفكرة جامعة اللاعنف ولدت خلال وجودنا في المستشفى للعلاج.
واضافت: “العمل المدني ليس هواية. بل ينبع من الحيوية، وينبع من حدود ايمانك بالقضية”.
واعتبرت ان المجتمع المدني اللبناني اليوم مضعضع، والمهم ان يتوحد حول قضية واحدة، وعندها يستطيع ان يبدل الصورة التي يعطيها من انه يعمل ولا ينجح ولا يصل الى اي مكان، خصوصا اننا نعيش في بلد مكون من اجزاء وبعيد عن الوحدة. الفردية قوية جدا وهذا يضعفنا. فكل طائفة تريد ان تحافظ على نفسها. ليس الهدف ان ينسقوا فقط بل ان يتفقوا على قضية واحدة وان يعملوا من اجلها”.
واعتبرت ان قضية الزواج المدني لم تصل الى خواتيمها السعيدة وان اقتربت منها “ربما لاننا لم نتابع بالزخم نفسه في النضال من اجلها”.