سوزان نجم الدين خطفت الأضواء خلال تكريمها في مصر
هي وطنٌ لا يهدأ، دائم الدينامية يملأ الدنيا ويشغلها بأحداثه المثيرة، عابراً بحدوده خارج تراسيم الأرض والأوطان ليصبح طائراً، كوكباً، نجمة… هي وطنٌ يحمل في داخله وطناً، يجوب به أصقاع الدنيا فيشتدّ حضوره في كلِّ محفلٍ في زمنٍ اشتدّت عليه الأزمات…
هي وطن الحب والحياة، عشتار سوريا تنثر عطرها أينما حلّت فيستفيق الحبّ ويُدهش من وقع أسير حضورها في محافل الشوق.
تُثبتُ يوماً بعدَ يوم أنها علامة في تاريخ فن الأداء الدرامي العربي فهي دائمة الصعود في سلّم الحياة والإنجاز، تتميّز مع كل إطلالة وتخطفُ أضواء كل مدينة تحلّ في ضيافتها نجمة، تنتزع الدهشة من قلوب كل الحاضرين ليصبح إسمها عنواناً للتميّز والإختلاف ولتكرّس نمطاً أدائياً يتخطّى وهجه إمكانيات الكاميرات، حافرة في مخطوطة الإبداع العربي إسم سوزان نجم الدين.
شهدت المحافل العربية يوم أمس تركيمها مرّتين في يومٍ واحد، فحلّت مكرمّة في ضيافة جامعة الدول العربية في مقرّها الرئيسي في القاهرة حيث مثّلت مقعد سوريا مع صانعي الدراما هناك، لنشهد على أن الفنّ يستطيع مدّ الجسور حيث تفشل السياسة. وقد افتتح السيد أحمد أبو الغيط الأمين العام لجامعة الدول العربية، الدورة الخامسة من مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام بالقاعة الكبرى بمقر الجامعة العربية بالقاهرة.
جاء ذلك بحضور معالي الدكتورة هيفاء أبوغزالة اللأمين العام المساعد رئيس قطاع الإعلام والاتصال بالجامعة العربية ودكتور أبراهيم أبو ذكري رئيس الاتحاد العام للمنتجين العرب والمستشار فوزي الغويل مدير الامانة الفنية لمجلس وزراء الاعلام العرب ووقد تقدّمت نجم الدين حضور العديد من الفنانين العرب منهم: سمية الخشاب و وسامح يسري والمخرج احمد صقر وسناء يوسف وايناس عز الدين وعفاف شعيب واحمد عبد الوارث وداوود حسين ومحسن محي الدين وياسر فرج وشريف خيرالله وغيرهم ورؤساء اتحادات المنتجين في كل الدول العربية.
ثم تم تكريم نجم الدين مساءً عن كافّة أعمالها وإنجازاتها وتسلّمت درع الإتحاد العام للمنتجين العرب تحية تقدير للجهد الخلّاق والإبداع في مجال العمل العربي المشترك وذلك في حفل مونديال القاهرة للأعمال الفنية والإعلام بمسرح مدينة مبارك التعليمية، تحت شعار رؤية عربية موحدة نحو إعلام وفن عربي جديد، بعد أن قدمت النصف الثقافي من الحفل حيث لفتت نجم الدين أنظار الحضور بالمقدرة الآسرة لتطويعها مسار الحفل وضبط إيقاعه حتى في لحظات تفلّته، فاستطاعت أن تملأ جميع الفجوات لتُمسك بالحضور الذي أدهشه سطوة حضورها، فأظهرت عن موهبة تقديم استثنائية وجهوزية حاضرة لمّاحة ولغة عالية في لباقة وجمال حركتها على المسرح بالإضافة الى حرفية متميزة، خاصة لجهة سهولة التعامل مع الحدث واللحظة مهما تقلّبت مداراتهما. الأمر الذي شكّل هوة كبيرة بعد تسليمها عملية التقديم لمن أتى بعدها يستكملون تقديم الفقرات الفنية.
حين نراقب تنقلات سوزان نجم الدين والعلامات التي تتركها في كل مكان تحل عليه، ندرك أنها صاحبة مشروع مختلف وأبعد من كونها أحد مشاهير العالم العربي خاصة أننا في زمن الشهرة فيه لممثلات عرض الأزياء، وما يشعرنا بالأمان وجود أمثال نجم الدين ممن يجيدون فن الدراما تقنياً وفلسفياً، فهي تحمل عمق هذه الدراما بجميع أبعادها ومركبات بناء أدوارها لتكون أحد أعلام هذا الفن بمفاصله الصعبة والمركبة. ويجعلنا ننتظر كل جديدٍ لفاتنةٍ تعيد تركيب النصوص والأدوار بكل عملٍ تقدّمه.