احلام مستغانمي: حاولتُ إغلاق صفحتي أكثر من مرة فمنعوني والآخر يخافنا
أكدت الكاتبة والروائية أحلام مستغانمي أن “دبي فتحت ورشة للإنسان العربي الجديد”، مُعتبرة أنها “ورشة رائعة، لأنه خلف هذا الإنسان العربي، في زيه العربي، انسانٌ مثابر، إنسانٌ لا يقبل إلا بالأجمل، بالانفتاح على الآخر، بالرقي، وبالتالي وضعت مقاييس شاهقة وعالية وهذا شيء رائع”.
ونوهت مستغانمي بدبي، في حلقة خاصة من برنامج “قابل للنقاش” على شاشة تلفزيون دبي، والذي تُعده وتُقدمه الزميلة نوفر رمول، أن “دبي مدينة مبهرة، نتوقع منها كل ما هو غير متوقع”.
وتابعت أحلام قائلة “أشارك لأول مرة في مؤتمر بدبي، وهو حدث ثقافي، لأني كنت أعتقد أن دبي مدينة للأعمال وللعمران، وأنا كاتبة، أي أعيش أفقياً، مع الأوراق، وهي مدينة تعيش عمودياً في الأبراج وفي العمارات، وبالتالي ما كان فيه مجال لنلتقي، فأنا كاتبة العتمة، وهي كائن ضوئي… لكن الحقيقة أن دبي فتحت ورشة للإنسان العربي الجديد، وهي ورشة رائعة، لأنه خلف هذا الإنسان العربي، في زيه العربي، إنسانٌ مثابر، إنسانٌ لا يقبل إلا بالأجمل، بالانفتاح على الآخر، بالرقي، وبالتالي وضعت مقاييس شاهقة وعالية وهذا شيء رائع”.
وذهبت إلى القول “أنا أحببتُ الحوار في دبي بين القمة والشعب، فقبل أن تُحاور الآخر، في القارات الأخرى، عليك أولاً أن تتحاور مع أبناء شعبك، وأنا أعجبت بفكرة الخلوة مع الشباب، والاهتمام بهم، والاستماع إليهم، لأنهم هم الذين سيُحاورن ويتحاورون في المستقبل، لقد أحببتُ دبي فعلاً”.
وقالت أحلام مستغانمي، إنها لا تقرأ بالضرورة لكتاب كبار، بل لكتابٍ مغمورين، في الغالب، معتبرة أن أزمة الوطن العربي ليست أزمة قارئ، القارئ “يبحث عن كاتبٍ يُشبهه، يبحثُ عن قضية تلمسه، وعن وجعه، فعندما يلمس الكاتب القضية، والوجع الحقيقي، يتبناه القارئ”.
غبطة أحلام بوصول عدد متابعيها وأصدقائها على الفيس بوك إلى أكثر من أحد عشر مليون شخص، جاءت ممزوجة بقلقها من عدم وجود الوقت الكافي للتفاعل مع الجميع، وقالت “تصوري أنني الآن قارئة لعشر ملايين من الكتاب، على صفحتي على الفيسبوك، وتحولتُ من كاتبة لهذا الكم الكبير من القراء الكتاب إلى قارئة لما يكتبون”.
وبررت تعاطيها الدائم مع وسائل التواصل الاجتماعي بالقول “لقد فُرضت علي فرضاً… توجد عشرون صفحة باسمي، وواحدة من هذه الصفحات لها أكثر من سبعة ملايين متابع، لذا قررتُ أن أفتح صفحة خاصة بي، تُمثلني لأن الصفات المنتحلة تكتب باسمي، وتتخذ قرارات سياسية باسمي، وورطتني في قضايا كثيرة… تنسب إلي ما ليس لي، وتنسب أحياناً جملا وتعبير تمنيت لو قلتها، لكنها ليست لي….”
وتذهبُ أحلام إلى أن صفحتها على الفيسبوك متعبة إلى حدٍ قررت معه أن تُغلقها، ولكن ملايين أصدقاء الصفحة اعترضوا على إغلاق الصفحة ” فقُرائي أغلبهم فقراء، بؤساء، مشردون، لجؤوا إلي، أصبح ملجأ عاطفياً وحتى أن منهم من هاجمني بشراسة معتبراً أنهم مطرودون من أوطانهم ولم يبق إلا أن يطردوا من العالم الافتراضي ووسائل التواصل الاجتماعي” على حد تعبير أحلام.
وتبرر أحلام عدم نشرها لصور انستغرام أو أي صور أخرى على وسائل التواصل الاجتماعي بمواصفته باحترامها لقرائها الذين منهم الجائع والفقير “أرفض نشر تلك الصور المترفة حتى وإن كنت أسافر إلى مختلف المدن والأماكن المختلفة، لا أحب أن أظهر بغير صورتي عند قرائي، وهي صورتي الحقيقية، حسابي مع القراء فقط”.
وتحدثت أحلام بمرارة عن واقعنا العربي اليوم وصورة الإسلام لدى الآخر وقالت “نحن أسأنا إلى ديننا، ألحقنا به من الأذى ما لم يلحقه به الأعداء، بدليل أن الصورة اللي نُصدرها للآخر صورة مخيفة، صورة دموية… مهمتنا ككُتاب هي تحسين هذه الصورة… لكن كم يحتاج الكاتب كي يُجمل العلم العربي، لينسف إرهابي في لحظة كل ما كتبناه”.
تقول أحلام “أنا كاتبة قضية منذ اليوم الأول، تتغير القضايا لكن تبقى القضية الكبرى… وقضيتي الآن أخشى أن تكون قضية فاشلة، كلٌ يحن إلى أصولٍ وقوميات لا أساس لها حتى في مغربنا العربي، مع أننا مسلمين، وسُنيين جميعاً… ننتمي إلى اللغة العربية الجميلة، لأنها لغة القرآن، ولغة الحب، لغة نعشقها جميعا… للأسف العروبة الآن أصبحت نكتة”.
تعترف أحلام مستغانمي بأن “قلق الكتابة” لا ينتابها إلا ليلاً، ولا يصل ذروته قبل منتصف الليل، وتضيف” كأنني ساندريلا، لم أعد أعرف الكتابة إلا فوق السرير، أدمنتها من أيام تربية الأطفال، حين كان عليً أن أعتني بأحدهم وأرضعه، وأكتب في نفس الوقت… كنتُ احفظ أوراقي وما كتبتُ تحت السرير، خوفاً من أن يستيقظ الأطفال في الصباح فيعبثوا بالأوراق ويتلفوها”.
وعن اتهامها للبعض بسرقة أساليبها وبنات أفكارها، أكدت أحلام أنها لم تهاجم أحداً وتقول” أنا كاتبة مستباحة، في عالم يستباح فيه القلم والكتاب، ينهبون ويسرقون وعلينا أن نسكت، أعمالي منهوبة عيني عينك… لا لن أسكت”.