صديق السيدة صباح جوزف غريب يكشف اسرار عن حياتها: لم تتزوج من عمرو محبو ولا مني… ولم تشاهد مسلسل الشحرورة
صباح: “صاروا مموتيني أكتر من عشرين مرّة هلقد اخدتلن من دربن؟! و كل شي عملتو بحياتي هيدا اللي طلع معن!!”
هي فنّانة لبنانيّة، هي أسطورة الغناء العربي، هي شحرورة لبنان… بعد عدّة عقود من الفنّ والعطاء صارت على حجم الوطن… 85 فيلمًا سينمائيًّا، 3500 أغنية، 27 مسرحيّة، هي حديث معظم الصّحف والمجلات والصّالونات، شائعات كثيرة طالتها وما زالت…
هي حجر أساس في قلعة الفنّ اللبناني والعربي، من فيلمها الأوّل “القلب له واحد” سرقت قلوب الكثيرين وبشعرها الأشقر شكّلت نقلة نوعيّة… من لبنان إلى مصر إلى الوطن العربي إلى كلّ العالم.
لمناسبة ذكرى الإستقلال أردنا ضيفةً على حجم الوطن ومن أفضل من شحرورة لبنان وأسطورة كلّ الأجيال: ستّ الكلّ وشمس الشّموس، صباح أن تكون حديث “العمر مشوار على إذاعة لبنان الثقافة ” في هذه الذكرى الوطنيّة؟!…
كثر شاركوا في حلقة الصّبوحة: صديق العمر المزيّن جوزف غريب، ابنة شقيقة صباح ابنة الممثلة لميا فغالي كلودا عقل، الموسيقار الياس الرحباني، الفنان إيلي شويري، وغيرهم…
جانيت فغالي من مواليد بدادون 1927 وأكّد جوزف أنّ تاريخ ميلادها 10 تشرين الثّاني 1927 وليس أي تاريخ آخر كما يُقال. تعلّمت ووالدُها لم يكن ظالمًا بقدر ما كان محافظًا ويخاف على أولاده، وبعد الفتاتين كان ينتظر الصّبيّ فأتت جانيت ليولد بعدها أنطون. شقيقتُها جوليات ماتت إثر رصاصةٍ طائشة ووالدتها يبقى سرُّ موتها لغزًا حتّى صباح نفسها وحتّى اليوم لا تعرف ماذا حصلَ لأنّها كانت في مصر. وزيجات صباح الكثيرة ممكن أن تكون ردّة فعلٍ على ما كان والدها يقوله لها بأنّها لا تلفت ولا أحد يكترث لجمالها، فأرادت أن تبرهن له أنّها مرغوبة. جولة سريعة عن طفولة صباح استعرضناها، كيف التقت بقيصر يونس وعرّفها بالمنتجة اللبنانيّة آسيا داغر في مصر. وعن سؤال إن حلّ خلافٌ بينها وبين قيصر نفى جوزف ذلك وأكّد أنّ صباح كانت وبقيت الفتاة المدلّلة لدى آسيا…
وهنا كانت مداخلة من ابنة شقيقة صباح الممثّلة لميا فغالي، كلودا عقل الّتي ترافق الصّبوحة اليوم وتهتمّ بها أكّدت أنّ الصّبوحة اليوم بخير وطلبت منها أن تتضع على صفحتها الّتي تُنشأ لها أغنيّة “صبّوا فوقك النّار” و”تسلم يا عسكر لبنان” لمناسبة ذكرى الاستقلال، وأضافت أنّ الصّبوحة لا تعرف أن تحقد فهي دائمًا تجد أسبابًا تخفيفيّة لكلّ من يسيء إليها. ذكرت كلودا أنّ أشخاصًا قلائل يطمئنّون عليها وأبرزهم الفنانة رولا سعد. وعن دور الدّولة قالت إنّ الرّئيس قد كرّم الصّبوحة ومنحها درعًا ولكن لا أحد يتكلّف بعلاجها من الجهات الرّسميّة.
وتابع جوزف بالقول: “انا عشت وأعرف صباح من حوالى العشرين سنة وأعرف كم أعطت: صباح إن امتلكت عشرة آلاف ليرة، تسعة ونصف منها للآخرين وتحتفظ بنصف ألف لنفسها… وهنا سأله د. عماد عن ولديها صباح وهويدا ولِمَ لا يهتمّان هما بأمّهما؟ فأجاب جوزف أنّ صباح عاش معظم حياته في أميركا وتشرّب من ذهنيّتهم ولا يوجد هناك هذا الرّابط العائليّ، فهو يطمئن على والدته ولكنّه لا يشعر بأنّه ملزم بها أمّا عن هويدا فقال إنّها لم تنسجم والحياة في لبنان ففضّلت البقاء في أميركا حيث تعلّم الرّقص!
وتابعت الاعترافات والتساؤلات عن منزل الصّبوحة في الحازميّة والتي باعته عندما علمت بما حصل مع هويدا وسأل د. عماد إن كان فعلاً هذا البيت هديّة من الرئيس الليبي السابق معمّر القذّافي؟ أنكر جوزف وقال: هذا المنزل شقّة من البناية التي بنتها صباح وكلّ هذه مجرّد أقاويل وهنا كانت مداخلة من الكبير إيلي شويري الّذي تكلّم على كرم صباح وأيّام العزّ التي عاشها مع هذه الأسطورة التي لا تتكرّر واعترف بأنّ صباح هي من أمسكت بيده وعرّفت موهبته إلى الجمهور وغنّت له “تعلا وتتعمّر يا دار” و”عامر فرحكن”… وختم بحسرةٍ على فنّ اليوم وعلى الاستقلال الّذي يعيشه لبنان، فالفنّ والاستقلال اليوم كلاهما باطلان!
وتابعنا مع جوزف لنعلم منه عن وضع الصّبوحة اليوم وقال إنّها تسكن في فندقٍ في الحازميّة ولا أحد يهتمّ بها إلاّ هو وكلودا وهنادي (الممرّضة) وأصحاب الفندق وكلّ من تبقّى يطمئنون عليها بين الحين والآخر. أمّا عن شكلها الخارجيّ فقال جوزف إنّها الصّبوحة بشعرها الأشقر التي تريده كلّ يوم أن يصفّفه لها وتضع أحمر الشفاه وتبقى في الفندق، ولو لم يزرها أحد لا تقبل إلاّ أن تكون بكامل أناقتها، وتمضي وقتها وهي تشاهد التلفزيون…
وعندما سأله د. عماد إن كان الوضعُ مزريًا كما يُقال أجاب جوزف نافيًا: صباح كلّ ما تأمر به يُنفّذ، بوليصة التّأمين الخاصّة بنقابة الفنانين تدفع فاتورة الاستشفاء وما تبقّى نحن نسدّده… “صباح منّا عايزة حدا ومش صباح اللي بتعيش عَ الشحادة…”
وهنا فُتِحَ باب الشّائعات التي رافقت صباح من أوّل طريقها الفنّي وأكّد أنّها لم تتزوّج من ملك جمال لبنان عمرو محيو ولا منه هو، وعن شائعة وفاتها انفعل جوزف: “يا عيب الشّوم، والله العظيم عيب كلّ شخصٍ ينقل هذا الخبر أو يعتبره نكتة يتبادلها والغريب أنّ الخبر يأتي من فنانين وممثّلين، فليحترموا عمر صباح ومشوار صباح. ولمّا سأله د. عماد عن ردّة فعل الصّبوحة عندما تسمع هذه الأخبار قال تضحك وتقول: “صاروا مموتيني أكتر من عشرين مرّة هلقد اخدتلن من دربن؟!”
وكانت مداخلة من الموسيقار الياس الرّحباني الذي نوّه بأخلاق صباح التي تعطي دون أن تُشعر الآخر بالضّعف وهذا ما حصل معه عندما ذهب إلى قبرص وعرفت صباح بالضيق المادّي الّذي يمّر به فاتّصلت به لتقول له إنّها تريد منه لحنَيْن وبسرعة فقط لكي تعطيه المال الذي يحتاج إليه… وختم الموسيقار بقوله هؤلاء الكبار الذين لا يتكرّرون لا بفنّهم ولا بأخلاقهم ولا بمعاملتهم مع الآخرين…
ثمّ فتح د. عماد موضوع مسلسل “الشّحرورة” الذي انتقده الكثيرون وأكّد جوزف أنّه مليء بالتشويه لصورة الصّبوحة وللوقائع ولم يلتزموا بالنّص الذي قرأته صباح وبحضوره: “لا شعر صباح ولا فساتين صباح ولا حتّى سيرة صباح الحقيقيّة فلم يُخبروا إلاّ عن زيجات صباح في كلّ حلقة كانت تتزوّج لتطلّق في الحلقة التالية وحياة صباح كانت أغنى من ذلك بكثير، كارول سماحة زارت صباح وهي من رفع المسلسل ولولاها لكان المسلسل خسر، فلم ينجحوا إلا بالـ”بوستر” على الطرقات… وعندما سأله د. عماد عن رأي صباح عندما شاهدت المسلسل قال إنّ صباح شاهدت أوّل خمس حلقات ولم تتابع قائلةٍ “هلّق كل شي عملتو بحياتي هيدا اللي طلع معن!! ولم ترد أن ترفع دعوى قضائيّة وهي في هذا العمر فلن تدخل المحاكم…
وعندما أتى د. عماد على ذكر فادي لبنان انفعل جوزف وقال: صباح عندما تسير الأرض تهتزُّ تحت قدميها فليست صباح التي تُضرب وتسكت!. فادي لم يقلّل من احترام صباح وإلاّ لما بقيت معه 16 سنة، ولكن جرت حادثة وتمّ الانفصال. وعندما سأله د. عماد أين فادي اليوم ولِمَ اختفى عن السّاحة الفنيّة بعد انفصاله عن صباح؟ ردّ بأنّ فادي تزوّج مجدّدًا وأصبحت لديه عائلته الخاصّة وهو يتّصل بصباح ويطمئنّ عليها. وعن سؤال د. عماد إن كانت صباح فعلاً “مدام بنك” مع أزواجها أجاب جوزف هي “مدام بنك” مع كلّ المحيطين بها…
وقبل الختام طرح د. عماد على جوزف السّؤال: لِمَ هو قريب من صباح؟ أبهدف الشّهرة؟ انفعل مجدّدًا وأخبر كيف تعرّف عليها وهو صغير وكيف بدأ التّعامل بينهما وأكّد أنّه اليوم بقرب جانيت فغالي الإنسانة وليس بقرب صباح الفنّانة! وهو لا يريد لا الشهرة ولا المال هو يريد فقط راحة صباح “فلو طلبت لبن العصفور لأمنته لها دون تردّد”. وفي ظلّ هذا الوقت كان يحاول الاتّصال بصباح كي تتواصل مع المستمعين وتسلّم عليهم فشكرت مبادرة “لبنان الثّقافة” التي أرادت أن تزورها في عيد ميلادها وعندما وضعها الصّحي لم يسمح لها بذلك أرجئوا المقابلة إلى عيد الاستقلال لتكون ضيفةً على قدر الوطن وقال جوزف :” صدّقني عندما ستسمع هذه الحلقة ستدمع عينا صباح لأنّها لم تستطع أن تكون هنا وتشهد على تكريمها، وهي تردّد دائمًا “لبنان الثقافة عم بكرموني دايمًا لأنن من الإذاعات القليلة اللي بتحطلّي أغانييّ”.
وفي ختام الحلقة سلّم د. عماد المزيّن جوزف غريب درعًا تكريميًا لأسطورة الفنّ وشحرورة لبنان “صباح” وذلك عن مجمل عطاءاتها الفنيّة ومسيرتها المميّزة.