إطلاق الحملة الوطنية للتوعية ضد سرطان الثدي
في إطار شهر التوعية حول سرطان الثدي، تطلق وزارة الصحّة العامّة معايير توجيهية جديدة لتحسين فعّالية وجودة الصورة الشعاعية للثدي في المستشفيات الحكومية في لبنان، كمرحلة أولى من مشروع أكثر شمولية يتعلّق بخطّة متكاملة للتقييم الصحّي التقني. كما كشفت الوزارة النقاب عن قرار وزاري تم استصداره لأول مرة في لبنان تغطي بموجبه وزارة الصحة العامة نفقات عمليات ترميم الثدي بعد استئصاله ابتداءً من شهر تشرين الأول الحالي.
جرى الإعلان عن المعايير التوجيهية الجديدة للصورة الشعاعية والقرار الوزاري أثناء مؤتمر صحفي لإطلاق الحملة الوطنية الخامسة عشرة للتوعية حول سرطان الثدي عقد في مبنى وزارة الصحّة العامّة برعاية السيّدة لمى تمّام سلام، وبالتعاون مع شركة “روش لبنان” وبدعم من نقابة أطباء لبنان، ونقابة صيادلة لبنان، ونقابة الممرّضين والممرّضات، ونقابة القابلات القانونيّات، ونقابة المستشفيات الخاصّة في لبنان، والجمعية اللبنانية للتوليد والأمراض النسائية، والجمعية اللبنانية لأطبّاء التورّم الخبيث، الجمعية اللبنانية للطبّ الشعاعي، إضافة إلى جمعيات مساندة المرضى إلى جانب اللجنة الوطنية لسرطان الثدي.
سلّط المؤتمر الذي أدار محاوره الإعلامي مالك الشريف الضوء على المشاكل المتعلّقة بفعاليّة التقنيات والمعدات السريرية، لضمان سلامة الصورة الشعاعية للثدي ومدى صحّتها. كما ناقش كيفية تنفيذ عمليات ترميم الثدي وشروطها وفقاً لنص القرار الجديد. وشارك في المؤتمر إلى جانب السيّدة لمى تمّام سلام كلٌّ من وزير الصحّة العامة وائل أبو فاعور، والدكتور ناجي الصغير، والدكتور فيصل القاق، والدكتور جوزف مقدسي، والسيّدة ألفت برّو والدكتورة رندة عطيّة.
وسيتمّ اعتماد المعايير التوجيهية الجديدة خلال المرحلة التمهيدية داخل المستشفيات الحكوميّة في خمس مناطق هي بيروت، جبل لبنان، الجنوب، الشمال والبقاع. وتغطي أربع جوانب أساسية هي الجانب التقني والفعالية السريرية الخاصة بالصورة الشعاعية للثدي، ومسيرة السيدة بعد خضوعها للصورة وجودة الإجراءات المتبعة. لذا، سيتيح هذا التقييم فرصة توصيف الوضع الحالي بدءًا من تطوير بروتوكول توجيهي يغطّي مختلف جوانب الصورة الشعاعية من مادية وتقنية وتنفيذه بهدف تحسين جودتها في المستشفيات الحكومية اللبنانية. تبدأ مرحلة التقييم بالمراجعة، يليها جمع البيانات وتحليلها لتسليم التقرير النهائي بعد 12 شهراً.
وإستكمالاً لرسالة حملة السنة الماضية التي تمحورت حول تذكير أمهاتنا، وأخواتنا، وبناتنا وصديقاتنا باستمرار بضرورة وضع صحتهنّ على رأس أولوياتهنّ لجهة إجراء الفحوصات والصورة الشعاعية بشكل دوري، نستطيع القيام بجهود أكبر لاستئصال هذا المرض. وسواء كان الشخص معنياً بهذا المرض بسبب إصابته المباشرة أو إصابة أحد أفراد عائلته، الجميع معني بمكافحة سرطان الثدي، وبالتالي كل شخص يمكنه أن يلعب دوراً مهماً لمواجهة هذا التحدي.
من جهتها، قالت السيّدة لمى سلام: “يجب أن تدرك المرأة أنّ المواظبة على إجراء الفحص الشخصيّ المنزليّ، والتزام إجراء الصورة الشعاعية سنوياً بعد سنّ الأربعين، ليس ترفاً أو خياراً، بل هو واجبٌ وضرورة. على المرأة اللبنانية ألاّ تهمل صحتها، لأن نتائج مرضها لا تصيبها وحدها، بل تزعزع عائلتها برمّتها. ولذلك، على عائلتها أن تذكّرها بهذا الواجب، إذا نسيته أو تناسته أو سهت عنه أو أهملته عمداً”.
تجدر الإشارة إلى أن مبنى وزارة الصحة العامة سيلبس حلّته الوردية دعماً لحملة هذا العام طوال شهر أكتوبر لتشجيع ومؤازرة النساء في نضالهن ضد سرطان الثدي. وفي هذا الإطار، قال وزير الصحّة العامّة وائل أبو فاعور: “هدفنا اليوم، أكثر من أي وقت مضى، أن نكون قادرين على تحسين جودة وكفاءة خدمات الرعاية الصحّية التي تقدّمها المستشفيات الحكومية وتسهيل وصول المواطنين إليها. ويعتبر إطلاق المعايير التوجيهية الجديدة خطوة إلى الأمام في هذا الإتجاه”.
وختمت مديرة شركة “روش لبنان” ألفت برّو بالقول: “يتمحور عملنا حول تطوير منتجات من شأنها تحسين نوعية حياة الناس. كما أن طرح المنتجات المبتكرة في أسواقنا ومساعدة مقدّمي خدمات الرعاية الصحّية على تحقيق نتائج ملموسة طبياً تعتبر من أساسيات نجاحنا المستدام. لذا، نحن نشارك بمشروع التقييم الصحيّ التقني لتقديم خبراتنا وإفادة المرضى”.
تمتد حملة التوعية الوطنية على مدى ثلاثة أشهر، ما يتيح للنساء فرصة الاستفادة من الحسم على الصورة الشعاعية للثدي حتى نهاية شهر كانون الأول 2016، حيث ستخفّض المستشفيات والمراكز الطبية الخاصة في كافة أرجاء لبنان كلفة الصورة الشعاعية إلى أربعين ألف ليرة لبنانية، بينما ستقدّم المستشفيات الحكومية الصورة الشعاعية للثدي مجاناً طوال فترة الحملة.
وبهدف توسيع مدى انتشار الرسالة التوعوية الأساسية لتبلغ جمهوراً أكثر اتساعاً وتؤثر ايجاباً على حياة عدد أكبر من الناس، أعلنت اللجنة الوطنية للخبراء أن البرنامج الوطني السنوي سيتضمن المزيد من المحاضرات المفتوحة للرأي العام التي يتم تنظيمها بالتعاون مع البلديات والمنظّمات النسائية غير الحكومية وتديرها الجمعيات الطبّية ومجموعات مساندة مرضى السرطان.
كما سيجري الترويج للحملة عبر وسائل الإعلام اللبنانية بما فيها الوصلات الإلكترونية على أبرز البوابات والمواقع الإلكترونية الإخبارية من خلال نشرات تثقيفية. وأخيراً نتوجه بالشكر للإعلاميين وممثلي شتى وسائل الإعلام على دعمهم لهذه الحملة الوطنية للمساهمة في توصيل الرسالة ونشر الوعي حول أهمية الكشف المبكر عن سرطان الثدي.