خاص – بعد حرص “ام بي سي” عليهم اخلاقياً وادبياً، من يحاول استغلال أطفال “ذا فويس كيدز”؟
خاص – بصراحة: في الوقت الذي حرصت به قناة “أم بي سي” في الحفاظ على أطفال برنامج “ذا فويس كيدز” من الإستغلال وعدم ظهور القناة في موقف المسُتغِل لأسباب أخلاقية وأدبية وحمايتهم خلال مشاركتهم في البرنامج من كافة أنواع الإستغلال الإعلامي والصحفي والفنّي، يبدو أن مرحلة ما بعد البرنامج مختلفة كلياً، حيث بدأت بعض شركات الإنتاج والفنانين بإستغلال مواهب الأطفال خاصة وأنهم باتوا نجوماً بحكم صغر سنهم ولفت أنظار الجمهور العربي نحوهم، حيث أنهم منجم من ذهب بالنسبة لبعض شركات الإنتاج التي يبدو وأنها لا تراعي القوانين والضوابط الأخلاقية التي حرصت عليها مجموعة “أم بي سي” وحاولت قدر الإمكان أن تصل بالأطفال إلى برّ الأمان ونجحت في ذلك، ولكن المسؤولية بعد البرنامج باتت على عاتق أسرة كل طفل لحمايته من مافيا الفن.
بعد إسدال الستارة على “ذا فويس كيدز” قبل نحو أسبوعين بدأت عملية التواصل مع الأطفال الذين شاركوا في البرنامج من بعض شركات الإنتاج والشخصيات الفنية، ومهما كانت نوايا هؤلاء سليمة تجاه الأطفال، إلا أن ذلك لا يمكن وصفه إلا من باب الإستغلال والربح المادي لأن عدداً كبيراً من الفنانين تخرّجوا من برامج المواهب ولكنهم قابعون في بيوتهم ولم تلتفت لهم أي شركة إنتاج، إذا لماذا إتجاه هذه الشركات نحو الأطفال؟
من الأطفال الذين وقّعوا مع شركة إنتاج في لبنان شركة تدعى الأرز، الطفل السوري أمير عموري الذي يعتبر جوهرة فنية وقد سجل أمير أغنية سوف يتم تصويرها على طريقة الفيديو كليب.
قد يكون النجم المصري هاني شاكر أكثر حرصاً من غيره على الأطفال كونه نقيب الموسيقيين في مصر وله باع طويل في الفن العربي، ولكن أمير الغناء العربي سقط في فخ ما قد يُسمى بأنه إستغلال على الرغم من نواياه الطيبة، حيث شاركت الطفلة المصرية فرح الموجي في إحدى حفلاته قبل ثلاثة أيام في جامعة القاهرة، وتعرض هاني لإنتقادات عبر مواقع التواصل الإجتماعي خاصة وأن العام الدراسي لم ينته.
أما الفنان المصري حمادة هلال الذي ساعد الطفل المصري لؤي عبدون من خلال تقديمه ديو غنائي بمناسبة عيد الأم حمل عنوان “أم تعالي”، إستغل موهبة لؤي حيث أن حمادة هلال من الفنانين الذين خف وهجهم الفني في السنوات القليلة الماضية، وإعتبر البعض أن ما قام به حمادة هلال من أجل التسويق لنفسه مجدداً على أنه عراب الطفل لؤي عبدون وداعمه الأول ولكن الهدف الحقيقي ليس لؤي بل حمادة هلال نفسه.
من جهته قد يكون تامر حسني في موقف سليم إلى حدٍ ما حيث تعاقد منتج فيلمه الجديد “الطيب والشرس الطويل” مع الطفل المصري أحمد السيسي صاحب الكاريزما المميزة والذي شغل مواقع التواصل الإجتماعي بموهبته على الرغم من أنه إبن سبع سنوات، وأكّد تامر على أنه منذ أكثر من سنة يبحث عن طفل في مميزات السيسي لمشاركته في فيلمه، ولكن قد ينظر البعض الى ذلك على أنه إستغلال للشهرة الواسعة التي حققها أحمد السيسي حيث أن الجمهور العربي سوف ينتظر الفيلم من أجل مشاهدته مما يحقق للفيلم نسبة أرباح خيالية.
بين جميع المواقف الأنف ذكرها كان موقف جمعيات حقوق الطفل التونسية أكثر حزماً حيث منعت الطفلة التونسية نور قمر قبل شهر من المشاركة في حفل عيد الحب مع الفنان صابر الرباعي بحجة أنها طفلة والحفاظ على سلامتها النفسية ضرورة، ويعتبر موقف جمعيات حقوق الطفل التونسية أخلاقياً وأدبياً ولا بد وأن تقوم جمعيات حقوق الطفل في مختلف الدول العربية وبالتحديد في مصر ولبنان من منع مهزلة إستخدام الأطفال وإستغلالهم الفني لأن ذلك لا يختلف عن عمالة الأطفال التي يعارضها القانون الدولي ومنظمة الأمم المتحدة للطفولة اليونيسف، حيث أن ما يحاك في هذا الموضوع أشبه بمؤامرة على الأطفال.
يبقى ان ننتظر المقابلة المرتقبة مع الاطفال الستة الذين وصلوا الى نهائيات “ذا فويس كيدز” والمتحدث الرسمي بإسم مجموعة “ام بي سي” الاستاذ مازن حايك الذين سيحلون ضيوفاً يوم الاحد المقبل على برنامج “أكابر” والاعلامي نيشان لنسمع رأيه بكل ما يحصل مع الاطفال وان كان لمحطة كل العرب الحق بالتدخل لمنع كل هذه التجاوزات.
بقلم: موسى عبدالله