محدّث رأي خاص- أجلدوا ماجدة الرومي ان شئتم ولكن… حاسبوا (سي ان ان) أولاً

كان بالنا قد انشغل بعد شهر رمضان المبارك في البحث عن المواضيع التي قد تُثار من جديد على الساحة الفنية لنكتب عنها بعد الشحّ في الاخبار الذي شهدناه قبل الشهر الفضيل بما ان معظم نجومنا في حالة من الكساد بسبب فوضى الثورات والانقلابات في معظم الدول العربية.

وبعيداً عن الاخبار الروتينية عن حفل هنا و اطلاق اغنية هناك، لم يخطر على بالنا أبداً اننا سنصطاد في الماء التي عكّرها بعض النجوم ان بتصرفاتهم او بمواقفهم التي كانت على البال وعلى الخاطر ولكنها لم تكن ابداً بهذه السوداوية وبهذا اللغط الذي أحدثته بين مؤيّد ومعارض وبين مدافع وشاجب وبين حاقد وغفور….

لن أدخل اليوم في موضوع النجمة اللبنانية اليسا وتصريحها الذي صار الاشهر على الاطلاق خلال الايام الماضية ، والذي حين نتذكّر فيما بعد صيف 2013 سنستذكر هذا التصريح لا محالة بالاضافة طبعاً الى احداث سياسية وأمنية خطيرة . شرحت اليسا وبرّرت ما قالته وأقنعت جمهور “الضاحية” او لم تقنعه، هذا لن يغيّر شيئاً في اهمية التصريح كونه كان صادماً لشريحة كبيرة من اللبنانيين الذين فهموا تصريحها بالظبط كما قالته وليس كما قصدت ان تعنيه، الا ان ذلك يبقى ضمن خانة “أهل البيت” والعتب بين اهل البيت الواحد يبقى حميماً و”على قد المحبّة” ،وان كان من حقّ اللبنانيين ان يعتبوا على نجمتهم المحبوبة كذلك يحق للنجم ان يعبّر عن الموقف والرأي والمبدأ الذي يريد وهذا ما تكفله الحرية والدستور والديمقراطية .

اما في موضوع السيدة ماجدة الرومي، فهو أشدّ خطورة و حساسية كونه يندرج تحت خانة “السياسة الخارجية” وهي عادة ما تكون من اختصاص أصحاب الشأن في السلك الديبلوماسي وفي المجال السياسي. وربما ان أردت ان أتوسّع أكثر أقول انها ليست من شأن الافراد، فأمر كل بلد يعنيه وحده، وعلى ابعد تقدير يعني المتعاطين بالسياسة الخارجية من الدول الأخرى.

وبالرغم من عشقي للسيدة ماجدة الرومي ومحبتي واحترامي الكبيرين لها، الا انني كنت اتمنى ان تحيّد نفسها عن هذا الجدل وتغنّي فقط للحبّ والسلام والحرية بعيداً عن هرطقات السياسية والدخول في أزقّتها ودهاليزها أسوة بباقي الفنانين العرب الذين أرفض وبشدّة أن يتدخلوا في شأننا اللبناني الداخلي. ويا ليتها التزمت الدعوة الى المحبة والوحدة بدل تصنيف اطراف سياسية بحرينية معارضة للنظام ونعتها بأبشع النعوت حين قالت “جئنا نحييكم شعباً وقيادة ونشد على أيديكم، أنتم السالكين دروب النور، المتصدّين للعتمة وجيوش الظلام” وذلك خلال افتتاح مهرجان “صيف البحرين” في المنامة …

ولكن، وفي المقلب الاخر تذكرتُ ان معظم نجومنا اللبنانيين ابدوا رأيهم أيضاً بالحالة المصرية وما يحدث في مصر وبالحالة التونسية وما حدث في تونس وبالوضع السوري وما يحصل في سوريا ، عبّروا عن رأيهم بكل ثقة وجرأة وبوقاحة أحياناً ولم تحاسبهم الصحافة اللبنانية كما تُحاسب الماجدة اليوم، اتعلمون لماذا؟ لاننا استنسابيون ، نغدق بالمديح على ما يناسب توجهاتنا وميولنا ومعتقداتنا وسياستنا وحزبنا وتيارنا وزعيمنا وبيئتنا ونلعن ساعة ما يناقضها جميعها ، فهل نحن فعلاً وطنيون وديمقراطيون ؟ ام اننا متجذرون بالانتماء الطائفي والمذهبي والسياسي حتى الثمالة وحتى حدود اللا منطق واللا ديمقراطية؟

الماجدة عبّرت عن رأيها وكيف تفكر بواقع الامور والاحداث وكيف تراها هي وكيف تتعاطى معها…بغض النظر ان كنا نوافقها او نختلف معها، ولكنها حرّة بالتعبير عن هواجسها، حرّة بكل أشكال الحرية والوانها وعلينا ان نتقبّل ذلك بمحبة ولو بعصبية.

ومن الطبيعي ان نعبّر نحن بدورنا عن رأينا المناهض ولكن بدون تجريح وذمّ وجلد، فلا هي ارتكبت معصية او جريمة لا سمح الله بالتعبير عن نفسها ولا نحن سنرتكب المعاصي ان ردينا عليها برقي ومحبة موجّهين لها كل الرسائل التي نريد ولكن بأدب الديمقراطية التي نجاهر بها ولا ننصهر فيها للأسف، بعيداً كل البعد عن المساءلة وكأنها ارتكبت جرماً ، في حين انها مارست حقها بالتعبير والذي يحاسبها عليه التاريخ… وليس نحن!!

وفي المقابل نحن نتفهّم هجوم الصحافة المعارضة في البحرين على الماجدة والتي لم توفّر شتيمةً واتهاماً وقدحاً وذماً لأن بعض الاقلام اعتبرت كلامها مستفزاً، وهذا امر بديهي وطبيعي وغير مستهجن، ولعلّ الماجدة كانت تعلم سلفاً انها ستتعرض لهذه الحملة الشعواء، فمن يدّق الباب يسمع الجواب لا محالة، شرط ان يكون على أهبّة الاستعداد لتلقّفها وماجدة الرومي الحكيمة لم تكن لتوجّه كلاماً قاسياً لقوى المعارضة لولا انها كانت مستعدة لكل أشكال الردود وأنواعها، وهي وحدها تتحمل مسؤوليته، فاتركوها تنزع شوكها بيدها ولا تكونوا ايها الزملاء الشوكة الكبيرة التي تطعنها في خاصرتها ، فهذه هي الحرية وهذا هو ثمنها …

وهنا لا بدّ من أن أتوقّف عند المقال الذي نشره موقع CNN اليوم والذي قام محرّره بخطأ جسيم لا يمكن ان يمرّ مرور الكرام في موقعنا ، فنحن لا نتفهم هذا الخطأ الخبيث ونتساءل ان كان مقصوداً ، فقد أورد المقال ان ماجدة الرومي نجمة سورية وهذه فضيحة في موقع عالمي كموقع CNN ولا يمكن التصديق انه ورد خطأ او سقط سهواً. فالماجدة أرزة من أرزات لبنان وهي مرآة لبناننا وطابع وطني بريدي أميري، بغض النظر عن موقفنا السياسي منها وان كنا نتفق معها او لا ، فمن غنت لسِتّ الدنيا “بيروت” هي لبنانية أصيلة حتى النخاع وCNN مطالبة على الفور بتصحيح هذا الخطأ الخبيث والنجس، ونحن اللبنانيون مهما تصادمنا في السياسة ومهما فرقتنا انتماءاتنا ومهما شرذمتنا عقائدنا، الا ان لبنان في نهاية المطاف يجمعنا…دائماً يجمعنا……كما يجمعنا صوت الماجدة على حبّ لبنان!!

تحدث الثلاثاء الساعة 1.30
بعد الظهر بعد ان سلط موقع “بصراحة” الضوء على الخطأ الذي ورد في المقال على موقع “سي ان ان” بالعربية عندما ذكروا ان السيدة ماجدة الرومي هي سورية ، تم الاستجابة لطلب موقع “بصراحة” وتصحيح الخطأ واستبدال كلمة السورية باللبنانية.

الخطأ الذي اقترفته CNN

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com