رأي خاص- ريم حنا أسقطت شعارات سيرين عبد النور وعابد فهد النجم المطلق في لعبة الموت
ارادت الكاتبة ريم حنا ان تكون “اينشتاين” عصرها فوقعت في المحظور وخيبت آمال ملايين المشاهدين خلال عرض الحلقة الاخيرة من مسلسل “لعبة الموت” ، طبعاً باستثناء جمهور سيرين عبد النور الذي بات يشبه معجبي نجمة اخرى كانت سيرين تنتقد معجبيها على قلّة ادبهم، فتفوق معجبوها عليهم بأشواط وقد خبرنا ذلك منذ اللحظة الاولى التي انتقدنا فيها بعض الهفوات والاخطاء والعثرات والسقطات في المسلسل، فلم يتقبلوا النقد ولا ناقشونا به، بل عمدوا الى استخدام الاسلوب الارخص على الاطلاق وهو الشتيمة التي لا تليق بنجاح مسلسل “لعبة الموت” ولا بنجمتهم رغم كل الملاحظات عليهما …
ريم حنا التي نجحت في الاستعانة بجايمس بوند في اكثر من حلقة من المسلسل تخلّت عنه في الحلقة الاخيرة وارادت ان تختتم المسلسل على هواها ومزاجها ورؤيتها، فوقعت في محظور النهايات الذي عادة ما يكون “قاتلاً”، فالنهايات في عالمنا العربي للأسف نوعان: اما نهاية سعيدة جداً او اخرى مؤلمة جداً والنهايات تكون عادة غير واقعية وغير منطقية وغير موضوعية ولا يبحث بعض كتابنا عن نهايات مبتكرة ومعقّدة ومركّبة. فلو اراد كاتب فيلم “Sleeping with the Enemy” الذي اقتبست عنه ريم حنا القصة ان تكون النهاية غير تلك التي اجتاحت ملايين الذين شاهدوا الفيلم في التسعينات ، لكان اخترع نهاية اخرى ، فهل تعتقدون انه لم يضَع عشرات السيناريوهات لنهاية الفيلم قبل ان يقرر اي واحد منها يختار ؟؟
الى ان جاءت ريم حنا وقرّرت ان تتميّز بنهاية أقّل ما يقال فيها انها مخيّبة للآمال خاصة على مستوى المثاليات والشعارات التي تحدّثت عنها سيرين عبد النور في برنامج “انا والعسل” و”الهمروجة” التي قامت بها لناحية دعم المرأة والمطالبة بحقوقها ورفض تعنيفها والمطالبة بسنّ قوانين تحميها، فاعتقدنا جميعنا “انها رح تشيل الزير من البير” وان نهاية المسلسل ستكُّرس مطالبها وتدعمها، فكانت ريم حنا اول المناهضين لسيرين وأفكارها ومطالبها، فصوّرت لنا “عاصم” على انه الضحيّة ، ضحيّة مجتمعه ووالدته وتربيته وحبّه وانه انسان طيب وليس وحشاً كما اعتقدنا وهو لا يمكن ان “يؤذي نملة”، فناقضت ريم نفسها وكل ما أظهرته من وحشية في الحلقة السابقة عندما اوسع عاصم سيرين ضرباً حتى “ورّمها” فتمنينا لها حينها الموت لكي ترتاح من عذابها، فجاءت الحلقة النهائية لتنسف 29 حلقة عن بكرة ابيها، وتخرج بخلاصة ان عاصم هو الضحيّة المطلقة وبالتالي وبطريقة غير مباشرة، طلبت له الكاتبة الرحمة واسباب تخفيفية فلم يُدن ولم يُحكم عليه بالاعدام بل حُكم على ضحاياه بالذنب المؤبّد وعذاب الضمير، وكانت نهاية المسلسل صادمة وكما لم يتوقعها ملايين المشاهدين في حين كنا نتمنى لو التزمت الكاتبة بنهاية “sleeping with the enemy” التي نعرضها عليكم هنا والتي تضمّنت تشويقاً ولعباً بأعصاب المشاهد الا ان ريم استعانت بتفاصيل نهاية الفيلم في الحلقات الست الاخيرة من المسلسل بدل ان تتركها الى الحلقة النهاية فتضرب ضربتها وتبتكر حلقة نهائية دراماتيكية تكون حديث الشارع العربي لأيام واسابيع….
مسلسل”لعبة الموت” نجح جماهيرياً وكسر كل الارقام المتوقعة لانه اعتمد على التشويق، هذه النقطة الضائعة في حبر اقلام معظم كتابنا العرب، نجح لانه مقتبس عن قصة أجنبية تعتمد أولا وآخراً على التشويق، فجذبت المشاهد كالمغنطيس!! اما المغنطيس الثاني فكان عابد فهد ، وحش دراما رمضان 2013 ، النجم المطلق في “لعبة الموت” ، الذي سرق كل الاضواء من كل الممثلين الذين -ان قرّرنا استبدالهم- لوجدنا لهم بديلاً الا هو!! فهو لا يتكرّر ولا يُستبدل ولا يمكن الاستغناء عنه او الاستعانة بسواه لانه عامود المسلسل الفقري ولأنه البداية والنهاية للتشويق الذي تحدثنا عنه منذ قليل، ولأنه متمكّن وحقيقي، يُجيّر كل حواسه واحاسيسه للدور،للمشهد وللموقف . هو نجم بكل المقاييس والمعايير، أحبّه المشاهد لانه مقنع في كل حالاته، في غضبه، في جُرمه، في قساوته، في انكساره وحتى في حزنه ، في كل حالاته كان حقيقياً واستدرج كل ممثلي المسلسل الى مجارارته ، فلم يكونوا هم “المميزين” بل كان هو “المستفِّز” الاقوى على الاطلاق ،فعندما تقف امام “وحش” كعابد فهد، لا يمكنك الا ان تُجيّر كل طاقاتك واعصابك وخبرتك وتجاربك وقدراتك لكي ترضيه وتكون على مستوى هذا العملاق العربي الكبير.
مبروك لشركة انتاج مسلسل لعبة “الموت” هذا النجاح الكبير فهي كانت الرابح الاكبر في رمضان على امل ان تعدنا بمسلسلات من نفس المستوى في وقت لاحق، فلا ننتظر رمضان من كل عام بل نستمتع بأقوى الانتجات على مدار السنة.