رأي خاص-برنامج ديو المشاهير على حافة الرتابة، فهل ينقذه ابداع القيمين عليه؟
باتريسيا هاشم – بصراجة: لطالما كان برنامج “ديو المشاهير” منذ بدء عرضه على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال يعتمد على المواقف الطريفة بين المشتركين وعلى المواجهات والمناكفات التي تحصل مع أعضاء لجنة التحكيم التي يقتصر دورها اما على ابداء الملاحظات الجديّة والصائبة احياناً اما على مسايرة المشتركين وطمئنتهم وتزويدهم بالدعم احياناً أخرى.
وكانت هذه المهام توزع على اعضاء لجان التحكيم في كل المواسم، فيلبس كل واحد منهم الثوب الذي يناسب شخصيته فكان الاستاذ روميو لحود والفنان الاماراتي عبدالله بالخير والممثل المصري حسن الرداد اصدقاء داعمين للمشتركين في المواسم السابقة يهللون لهم كيفما غنوا ويبالغون في تدليلهم مهما اخفقوا بينما لعب اسامة ومروان الرحباني والصحافية جومانا حداد دور المُحاسب القاسي الذي يُدين المشتركين ويوجه لهم اقسى الملاحظات، فخلق هذا الصيف والشتاء تحت سقف البرنامج الواحد اجواءً اثارت فضول متابعي البرنامج الذين ينتظرون كل اسبوع المواجهة المتوقعة ويتحمسون لها ولو ان ذلك خلق مواجهات قاسية بين المشتركين واعضاء لجنة التحكيم تماماً كما حصل بين المدرب الرياضي جورج عساف والصحفية جومانا حداد حيث بلغت المواجهة بينهما ذروتها وامتدت الى خارج اسوار البرنامج وتصدرت اغلفة وصفحات المجلات كذلك حصل بين الموسيقي أسامة الرحباني والمشتركة الاعلامية كارولينا دي اوليفيرا التي “شخصنت” الخلاف مع الرحباني وشنت عليه وداعموها حرباً اعلامية كبيرة بحجة انه تطاول عليها ونعتها بأبشع النعوت. اذا وباختصار الملم باللعبة التلفزيونية يدرك تماماً ان هذه الخلافات التي تولد من رحم فريق الاعداد والقيمين على البرنامج هي الاساس في هكذا نوع من البرامج الترفيهية وهي تغذيها وتضمن صدارتها ونسبة مشاهدة عالية.
اما في هذا الموسم الجديد من برنامج “ديو المشاهير” على شاشة الـ mtv فالصورة كانت واضحة منذ العرض الاول حيث تبين ان الاعلامية منى ابو حمزة والملحن طارق ابو جودة موجودان في لجنة التحكيم لامتاع المشاهدين بحضورهم المحبب وللوقوف الى جانب المشتركين وتلطيف الاجواء ودعمهم في وجه الحرب النفسية التي يشنها عليهم اسامة الرحباني احياناً والتي هي مبررة فنياً في معظم الاحيان كونه استاذاً كبيراً ولا يقبل بالتجاوزات الفنية ولو كان هذا البرنامج للهواة من المشاهير الذين وافقوا على المشاركة في البرنامج لهدف انساني ودعماً لجمعية معينة الا ان ذلك لا يبرر السكوت عن شواذاتهم والا يكون الرحباني شاهد زور مع التأكيد على ان كاستنغ البرنامج ليس موفقًا كثيراً كون المواسم السابقة ضمت اصواتاً جميلة جداً لمشاهير من خارج الوسط الغنائي والمواسم السابقة خرّجت اسماءً بعضها كان له تجربة في الغناء واصدار الاغنيات بعد البرنامج نذكر منها ماغي ابو غصن وباميلا الكك وكريستينا صوايا ونادين الراسي التي غنت تيترات مسلسلاتها وبعضها الاخر امتهن الغناء الذي تخطى كونه هواية فقط مثل كارلوس عازار وطوني ابو جودة اللذين كانت لهما تجارب غنائية لافتة.
لا شك في ان برنامج “ديو المشاهير” على شاشة mtv هو بين ايادٍ امينة كون منتجته الحالية ناي نفاع من اقدر منتجي البرامج واقول حالية لأن منتجته الاصلية جنان ملاط هي من اهتم باطلاقه قبل ان تتفرغ لانتاجات كثيرة مقبلة ولكنها كانت مدركة ان ناي نفاع ستكون حريصة على مستواه وعلى عامل الجذب الخاص به حيث تصدّر نسب المشاهدة مساء الاحد كذلك مخرجه المحترف وصاحب الباع الطويل في اخراج برامج المنوعات وأعني كميل طانيوس الذي يأخذ على عاتقه نقل صورة رائعة للمشاهدين مباشرة على الهواء دون اي خطأ اساسي يذكر وللنقل المباشر اربابه ولعل كميل طانيوس كان الخيار الموفق لهذا البرنامج .
لا شك في ان برنامج “ديو المشاهر” بنسخته الجديدة يعتمد بالدرجة الاولى على المناكفات والمواجهات بين المشتركين واسامة الرحباني بالدرجة الاولى والتي تخدم البرنامج الى حدّ بعيد كونها “بهارات” البرنامج التي يتفاعل المشاهد معها كثيراً ولكن ذلك لا يكفي لانجاح هذه النسخة منه ورغم كل الاعتراضات على بعض تعليقات الرحباني القاسية الا ان هذا المطلوب منه بالظبط كونه يستأسر بمتابعة المشاهدين وفضولهم والتي خرقها طارق ابو جودة باللوك الغريب وبقبلة لورين قديح الاسبوعية وكذلك منى ابو حمزة بأنوثتها الطاغية وتعليقاتها الراقية وقرب حضورها من قلوب المتابعين.
دخل البرنامج بعد الحلقة الرابعة بشيء من الرتابة بسبب تكرار المواقف والتعليقات. والمطلوب اليوم خرق هذه الرتابة والاستعانة بجديد لأن البرنامج لا يزال في بدايته وهو يحتاج الى اوكسيجين ابداعي ليحافظ على مستوى الترفيه الذي افتتح به الموسم وبعد خروج دينامو البرنامج الاعلامي ميشال قزي لا يمكن الاعتماد فقط على “حالة” الشيف انطوان النافرة والتي برأيي هناك مبالغة كبيرة بالترويج لها ربما لأن البرنامج لا يملك بديلاً كون معظم الشخصيات جامدة بعض الشيء ولا تُحدث “بلبلة” ولم تستطع ان تكون حديث مواقع التواصل الاجتماعي مع محاولة البعض التفرد والتميز الا انها تبقى ضمن اطار المحاولات التي لم تكتمل حتى الحلقة الماضية.