خاص بالصور-هل يتحرك ضمير مفوضية اللاجئين السوريين والامم المتحدة قبل بتر ساق الطفلة السورية هند خلف؟
خاص – بصراحة: يبدو أن الأطفال السوريين الذين لم يلقوا حتفهم في سوريا وتركوا أرض سوريا أمنين، لم تقتلهم البراميل المتفجرة وصواريخ الطائرات وقذائف المدفيعة ولم يقتلهم إرهاب “داعش”، ينتظرهم الموت في البلاد التي يلجأون إليها ظناً منهم أنها ستكون أكثر رحمة من العدوانية والبطش في سوريا. كل يوم حكاية جديدة ومؤلمة عن معاناة الأطفال السوريين الذين ظنّوا أن بلاد الغرب وبلاد العرب ستكون جنة بدل من نار سوريا، ولكن الحقيقة أن الموت بكرامة في أرضهم أشرف وأرحم من الموت ذلاً أمام المستشفيات أو الموت غرقاً في البحار والمحيطات من أجل الخلاص والنجاة من شبح الموت والقتل الذي يطاردهم منذ نحو أربع سنوات ونيف.
قضية الطفل السوري إيلان كردي الذي قضى غرقاً قبل أكثر من شهرين هزت الضمير العالمي وحركت الرأي العام من أجل مساعدة النازحين ومدّ يد العون لهم، وكما إيلان هناك الآلاف من الأطفال السوريين الذين ينتظرون الموت عاجلاً أم آجلاً بسبب تقصير دول العالم وإهمال الأمم المتحدة وموت الإنسانية في قلوب الناس ببرميل متفجر دمر ضمائر الناس، ولم تعد تلك الضمائر قادرة على مساعدة أطفال كل ذنبهم أنهم وجدوا على أرض إشتعلت بها الحرب وكانوا ضحية لعب الكبار، وكما تقول السيدة فيروز “بحرب الكبار شو ذنب الطفولة؟”.
بحرب الكبار ما ذنب الطفلة السورية “هند أحمد خلف” البالغة من العمر ستة أشهر أن تصارع الموت في لبنان بسبب فساد مفوضية اللاجئين السوريين، ما ذنب تلك الطفلة أن تأكل “الغرغرينا” رجلها الصغيرة التي لم تطأ الأرض بعد؟ ما ذنب تلك الطفلة أن يرفض مستشفى رفيق الحريري معالجتها وإجراء عملية جراحية لها لأن مفوضية اللاجئين لم تمنحهم الموافقة من أجل ذلك. موقع بصراحة يسرد تفاصيل قصة الطفلة السورية “هند أحمد خلف”.
تعرضت الطفلة هند أحمد خلف التي تقيم مع أسرتها في منزل كما يقال “على قد حالهن” إلى فيروس بسبب تعرضها ل لسعة من إحدى الحشرات المنتشرة بسبب النفايات في لبنان منذ أكثر من ثلاث أشهر والتي بدأت تهدد حياة الناس، تلك اللسعة أدت إلى إلتهاب في جسم الطفلة السورية، وبعد دخولها مستشفى رفيق الحريري رفض المستشفى التجاوب مع طلبات إجراء عملية لها لأن مفوضية اللاجئين السوريين لم تمنح الإذن لإجراء العملية، وفي المعلومات أن هناك دكتور من آل شام يبلغ من العمر 70 سنة رفض إجراء العملية للطفلة تحت ذريعة أن الدواء المنظِف يحسن من وضعها الصحي، ما أدى إلى تدهور حالتها الصحية وبدأت “الغرغرينا” تضرب رجلها بسبب الإلتهاب، ودخلت على الخط إبنة السيدة ماجدة الرومي التي علمت في موضوع الفتاة وبدأت تعمل جاهدة لمساعة الطفلة وإنتشالها من فساد ضمائر الأطباء، وبعد محاولات كثيفة تولى الدكتور مجدي الحسيني الإشراف على الطفلة، وعلى مدة ثلاث أيام عمد إلى تنظيف الجرح في رجلها المصابة من أجل تجهيزها للجراحة، وبعد ذلك خضعت الطفلة للعملية التي أمن نفقتها الدكتو مجدي الحسيني بسبب تقاعس المستشفيات ومفوضية اللاجئين السوريين.
بعد إجراء لعملية لم تنته معاناة الطفلة لأن الجرح وصل إلى العظم والطفلة بحاجة إلى آلة إسمها “فاكيوم” تعمل على تنظيف الجرح دون أن تحرك أوجاع الطفلة، والامم المتحدة ومفوضية اللاجئين السوريين لم يحركا ساكناً من أجل تأمين تلك الآلة التي تخفف من أوجاع الطفلة التي تتألم كل يوم عندما يقوم الدكتور مجد الحسيني بتنظيف الدماء والجرح بينما تلك الآلة لن تسبب الأوجاع، وفي حال عدم المساعدة وتأمين تلك المستلزمات قد تسوء حالة الطفلة الى ما لا يحمد عقباه مثل بتر رجلها.
ما تعرضت له الطفلة هند أحمد خلف يتعرض له عشرات الأطفال بأشكال مختلفة داخل سوريا وخارجها، والفساد الذي ضرب مفوضية اللاجئين السوريين بات يشكل خطراً على حياة السوريين كما الحرب في سوريا، وموت ضمائر الناس يبدو أن لا علاج له لأن “الغرغرينا” قد أصابته بمقتل، أما مشكلة النفايات في لبنان يبدو أن خطورتها بدأت تظهر للعلن خاصة بعد قدوم فصل الشتاء وسط تقاعس وغياب تام للحكومة اللبنانية التي تتحمل مسؤولية ما قد يتعرض له كل إنسان على أرض لبنان، من المعيب ومن العار على دولة لبنان أن تستقبل طفلة لم تمت في سوريا في رصاصة أو قذيفة أن تصارع الموت على أرض لبنان بسبب نفاياته المنتشرة على الطرقات.
بقلم: موسى عبدالله