رأي خاص- مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة عنوان عريض للإبداع
باتريسيا هاشم – بصراحة: لم يكن الحفل الختامي للنسخة السابعة للمهرجان العالمي لسمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة الذي يقام بتوجيهات سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان نائب رئيس مجلس الوزراء وزير شؤون الرئاسة رئيس مجلس إدارة نادي أبوظبي للفروسية وبدعم من سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ” أم الإمارات ” رئيسة الاتحاد النسائي العام الرئيسة الأعلى لمؤسسة التنمية الأسرية رئيسة المجلس الأعلى للأمومة والطفولة عادياً، لا من حيث التنظيم المحترف ولا من حيث المشاركين المتميّزين ولا من حيث الخيول المتفوِّقة ولا من حيث الحضور المدعو من اكثر من 81 بلداً من حول العالم، بل أيضاً من حيث المحبة الكبيرة التي احاط القيّمون على هذا المهرجان الرياضي الحضور بها، حيث شعر اكثر من ستماية شخص انهم في بلدهم الثاني بسبب حفاوة الاستقبال ورقي التعامل والمحبة الكبيرة التي طغت على كافة تفاصيل المهرجان، وهذا ليس غريباً على بلد لا يتقن الا فنّ العطاء على كافة المستويات، حيث تحوّل مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة الى ملتقى ثقافي اكثر منه رياضي وملتقى انساني أكثر منه فروسي، وحوّل المهرجان إمارة أبو ظبي الى وطن مثالي، أذهل المدعوين من كافة انحاء العالم الذين غادروها حاملين أسمى مشاعر التقدير والاعجاب لبلد يصلح ان يكون قدوة ومثالاً للعالم بسبب السلام والامان الذي ينعم بهما وبسبب المحبة التي يفيض بها على زوّاره وبسبب الجمال والعظمة التي تتجلى في كل معالم هذا البلد، والأهم بسبب احترام الانسان وحقوقه ، فتحولت الامارات وتحديداً امارة أبو ظبي الى منارة انسانية ابداعية لشعوب العالم. وجمع مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة ما فرّقته ظروف كثيرة بين الدول المشاركة، فتحوّل المهرجان الى جامِعة أُممية ، جمع كل الدول المشاركة في هذا الحدث الرياضي العالمي تحت راية المحبة والابداع فقط، فعاش المدعوون الى هذا البلد -الحُلم أروع لحظات حياتهم لا شك في انها ستبقى خالدة في ذاكرتهم .
مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة هو أكثر من مهرجان رياضي عالمي، حيث يصلح بأن يكون حدثاً سياحياً بامتياز أيضاً، فكمواطنة عربية سعدت جداً بسماع تعليقات المدعوين غير العرب وشعرت بالفخر الكبير، فأبو ظبي كانت هي الحدث العظيم وحديث الأجانب الذين يزورونها لأول مرة وتجديد لمتعة من يزورها لأكثر من مرة.
من لحظة الوصول الى مطار أبو ظبي حتى لحظة مغادرته، مشاعر كثيرة تأسرك حتى تشعر وكأنك تتخبّط بين الذهول والاعجاب ورغبة كبيرة في الانتماء الى هذا البلد القدوة. ويأتي مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة ليؤكد لك على ان منظومة هذا البلد تعتمد فقط على الرغبة في الابداع والخلق والتميز والاستثنائية.
فلا تشبه سباقاتهم اي سباق آخر حول العالم لأنها لا تعتمد على تنظيم تقليدي للسباق بل على تفاصيل مضافة سرّها في شغف وعبقرية مضيفيها، على رأسهم سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان هذا الرجل العظيم الذي شعرنا بحضوره القوي في كل ثنايا وفقرات ومراحل هذا الحدث الكبير فكان المبدع السرّي الذي اذهلنا حتى في غيابه، فكان وجوده المعنوي الاقوى على الاطلاق والمحفّز الاساس على نجاح هذا المهرجان.
فقد يجهل البعض ان التميّز لا يكون في تنظيم تقليدي او تقليد نمطي للسباقات انما بشغف مضاف وانسانية تفرض نفسها على الحدث فتُأنْسِن الاحداث حتى الرياضية منها وهنا يكمن سرّ نجاح مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة.
ووراء هذا المهرجان الناجح ايضاً مبدعة لبنانية هي الاخرى لا تتقن الا فن الشغف، طريقها المختصر الى النجاح، أسميتها”دينامو” مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة، وهي بالفعل “دينامو” ابداعي طاقته تعتمد أولاً وآخراً على الايجابية والشغف بما تقوم به، امرأة تعتقدها بداية انها حديدية فتجد نفسك مخطئاً فهي مكوّنة من مشاعر جميلة صافية واجهتها مربكة فتخطىء بتقدير مكنوناتها فتعتقد ان وراء هذه الطاقة الكبيرة انسانة حديدية قوية، ليتبيّن لك انها انسانة فقط والانسانية الخالصة في هذا الزمن اللا انساني صفة تُطلق على كل من يجيِّر انسانيته لخدمة الاحداث والاشياء والاشخاص، واستطاعت المدير التنفيذي لمهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية لارا صوايا ان تثبت نظرية ان الاستثنائية تحتاج أولاً الى انسانية وثانياً الى طاقة ايجابية، ففقط بالحب والشغف الكبيرين نستطيع ان نحرّك جبالاً ونصنع احداثاً ونحقق المستحيل، لذا أعتقد ان كل ما احتاجت اليه هذه المرأة العبقرية هو تجيير هذا الكم الكبير من عشقها لعملها لهذا السباق بنسخه السابعة، فكان الحدث الرياضي الأنجح على الاطلاق وبشهادة كل المدعوين والمتابعين والمنظمين والرياضيين المشاركين.
وتحيّة تقدير بحجم الست قارات المشاركة لكل من ساهم وشارك ونظم ودعم وخطط ونفّذ في هذا المهرجان العربي العالمي فأنتم دون أدنى شك عباقرة ومبدعون حولتم هذا الحدث الرياضي الى مهرجان عالمي حمل بصمات غير تقليدية ستبقى مطبوعة في سجّل المبدعين لهذا المهرجان الكبير.
وبعيداً عن الرياضة والجوائز التي وُزّعت في المهرجان وهي بقيمة مليون و200 ألف يورو ،القيمة الاكبر بتاريخ سباقات الخيول العربية الاصيلة، لا بدّ من التأكيد على ان الجائزة الاكبر كانت من نصيب كل من شارك وحضر هذا المهرجان وكل من كان شاهداً على عظمة هذا البلد الاستثنائي فاستحقت ابو ظبي عن جدارة لقب عاصمة العالم .
شكراً مهرجان سمو الشيخ منصور بن زايد آل نهيان العالمي للخيول العربية الاصيلة، شكراً لارا صوايا، شكراً أبو ظبي…فأنتم أعدتم لنا الشعور بالفخر بوطننا العربي الذي ينبت ابداعاً وليس فقط دماء ويولد أبطالاً وليس فقط شهداء .