رأي خاص – أديل تزلزل العالم بـ “مرحبا”، فهل يتعظ النجوم العرب؟
متابعة – بصراحة: غابت النجمة العالمية أديل عن الساحة الفنية العالمية لفترة ناهزت الثلاثة أعوام بسبب ظروف عائلية، وعندما قررت العودة إختارت أن تقول “مرحبا” على طريقتها الخاصة حيث أطلقت قبل أيام أغنية جديدة حملت عنوان Hello لتصل التحية لما يناهز المئة مليون شخص حول العالم في غضون ستة أيام فقط اذ قارب عدد الذين شاهدوا الأغنية على اليوتيوب عتبة ال 100 مليون مشاهدة، محطمة بذلك الأرقام في سابقة قد تكون هي الأولى من نوعها.
هذا النجاح ليس جديداً على نجمة مدينة الضباب لندن لأن نجاحاتها السابقة والجوائز العالمية التي حصدتها تتحدث عنها، لعل وعسى أن يكون نجاح أديل حافزا للنجوم العرب الذين يدعون العالمية ويتباهون بتخطي أعمالهم الفنية المصورة عتبة مليون أو إثنان و “تقوم الدنيا ما تقعد” مع بعض الاستثناءات طبعا كان اخرها فيديو كليب اغنية “المعلم” للفنان المغربي سعد المجرد الذي تخطى الـ 180 مليون مشاهدة واعمال مصورة اخرى لنجوم كبار الا ان ارقامهم المرتفعة لا تتحقق الا بعد اشهر وسنوات وليس بعد ستة ايام فقط .
من النجوم العالميين يجب أن تكون الإستفادة، والنتيجة التي حققتها أديل في غضون أيام قليلة يجب أن تكون أكبر صفعة يتلقاها بعض النجوم العرب الذين يعيشون في وطن عربي عدد سكانه يفوق ال350 مليون نسمة، ويتباهون بنجاح أغنية حققت مليون مشاهدة على اليوتيوب بعد أشهر وليس بعد أيام. ليس تقليلاً من شأن نجومية الفنانين العرب ومكانتهم ولكن الحقيقة أحياناً قد تكون بطعم المرارة، هل يستطيع أحد الفنانين العرب أن يغيب عن الساحة الفنية لمدة ثلاث سنوات ويعود من بعدها بذات القوة التي كان عليها قبل الغياب؟ قد تكون الإجابة على هذا السؤال غير واضحة أحياناً، وفي أحيانٍ أخرى الإجابة صادمة لأنه ببساطة لن يستطيع العودة.
والأمثلة في الوطن العربي متعددة ومتشعبة حول غياب نجوم كان لهم إسمهم الفني الكبير ولم تفلح محاولاتهم في العودة.
يدعون العالمية والإقليمية ويكاد بعضهم لم يتخط المحلية، شعارات يرددها بعض النجوم العرب وأمام عالمية أديل لا تجوز المقارنة ولا نعتقد ان اي نجم عربي يسمح بمقارنة نفسه بها لأن بالمقارنة ظلم للنجم العربي فهي أي أديل قلبت في ستة أيام موازين الأرقام وأثبتت أن النجومية ليست بالتواجد على الفيسبوك والتويتر والإنستغرام بل هي أفعال وأعمال. ومن يتابع صفحتها الرسمية على الفيسبوك يكتشف أنها ليست فاعلة بما فيه الكفاية ولكن أي منشور تنشره يحقق أرقاماً لا يحققها النجوم العرب الذين يتباهون بملايينهم على مواقع التواصل الإجتماعي.
هل يستفيد النجوم العرب من أديل؟ هل يتعلمون معنى الإستمرارية الحقيقية؟ هل يدركون كيف تكون النجومية الحقيقية بالعمل والفعل وليس بالقول والإطلالات الإعلامية؟
لعل وعسى أن يستفيد النجوم العرب من هذا الدرس للإستفادة من الغرب والتعلم من تجارب الأخرين ليس عيباً بل إن العيب في عدم التعلم.
بقلم: موسى عبدالله