رأي خاص- ميريام فارس أسيرة لقب ملكة المسرح…فهل تشفى من هوسِها قبل ان يقضي عليها؟
باتريسيا هاشم: غمرتْ ميريام فارس جمهورها بتواضعها ليلة رأس السنة وحرصت ان تلتقط الصور التذكارية معهم …هذا ليس كلامي بل كلام البيان الصحفي الذي وزّعه مكتب ميريام فارس الذي ذكر لقب “ملكة المسرح” اكثر من خمس مرات ، فإدعاء التواضع والغرور في بيان واحد أمر مثير للردّ.
بداية مع اللقب الذي عقّد حياة ميريام فارس وحياة الاعلاميين وحياة القيّمين على البرامج التلفزيونية، فلم أستوعب حتى الساعة كيف ان ميريام تشترط اللقب قبل أي شيء آخر اكثر أهمية ، مع العلم ان فنَّها هو بحدّ ذاته لقبٌ وهو بحدّ ذاته هوية ميريام الفنانة الشاملة، الممتلئةِ فناً وحياة وشغفاً، فلمَ هذا التباهي بشيء انت منحتِه لنفسك؟ فملكة المسرح لقب اعطاك اياه احد معجبيكِ وهوعادة يُطلق على أي فنانة تقدّم عرضاً متفوقاً على المسرح.
وأذكر جيداً حين استضافك الزميلان رودولف هلال ورجا ناصر الدين في برنامج “سوري بس” على قناة OTV منذ حوالي السنتين او أكثر وفاجأوكِ بلوحةٍ جمعت معظم صورك على المسرح وقّعها عدد من معجبيكِ وتوسط اللوحة لقب ملكة المسرح، وهذا ربما يكون مصدر فرح وامتننان ورضا لك فتقدير المعجبين أمر ممتع للغاية ولكن هذا ليس كافياً لتدّعي وتجزمي وتحسمي انك ملكة المسرح وتعيشين الدور وتسكرين به، فكان يجب ان تتعاملي مع الموضوع بتواضع أكبر، فمشكورون هم المعجبون الذين يعتبرونك ملكة المسرح ولكن لا يمكنك فرض هذا اللقب علينا ولا على المحطات التلفزيونية حيث تشترطين اللقب قبل السلام والكلام ، حتى ان هوسك به وصل الى حدّ مرضي فأصبحت انتِ تلقّبين نفسك بملكة المسرح وهاشتاغ #QueenofStage يسبق صباح الخير ومساء الخير على جميع حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي .
ولقب ملكة المسرح مبكر كثيراً عليك وعلى سواكِ من الفنانات في الوطن العربي، فالسيدة فيروز هي ملكة المسرح بدون منازع، فأحدٌ لم يستطع ان يتفوق على هيبة حضورها ورهبة وقفتها على المسرح وسحر صوتها وروعة اغنياتها وهي الملكة المُطلقة والوصيفة الاولى والثانية والثالثة .
امّا إن عَنَيتِ انك ملكة المسرح بالعرض الفنّي الذي تقدّمينه في حفلاتك، فهذا استخفاف بعقولنا الى حدّ بعيد، فهل تعتقدين انك إن احضرتِ انتِ وسواكِ من النجمات بعض الراقصين وجعلتهم يتمايلون وراءك على المسرح فهذا يُعتبر عرضاً او Show ؟
عزيزتي ميريام، ان تكوني ملكة المسرح كالنجمات العالميات بيونسيه وليدي غاغا وجنيفر لوبيز وسيلين ديون ومادونا وشاكيرا وريهانا واللائحة تطول فهذا يعني:أولاً ان يكون في ارشيفك اغنيات ممتازة جميعها “هيتات” وحققت مبيعات خيالية، ثانياً ان تستطيعي جمع أكثر من 20 الف متفرج في جميع حفلاتك (فملء صالات لا تتسع الى اكثر من 1000 او 2000 شخص ليس عملاً بطولياً)، ثالثاً ان يكون العرض عالمياً من حيث مساحة المسرح والازياء والديكور والاضاءة والراقصين وتصميم الرقص ورابعاً ان تتحدث عن العرض وسائل اعلام محلية وعربية وعالمية من دون ان ترسلي لهم بيانات صحفية من مكتبك ودون ان تضطري الى شراء اغلفة المجلات وصفحات المجتمع ، حينها فقط تكونين انت وسواك ملكات المسرح.
ولكن ما تقومين به حالياً لا يتعدّى كونه محاولات ناجحة تضمنين من خلالها استمراريتكِ في الفن وزيادة شعبيتك ومحبيكِ وتأمين حفلات اضافية. وإن أصبحت يوماً ما ملكة المسرح بحقّ وعن جدارة، فحينها دعي الناس هم يقولون ذلك عنك ولا تسمحي بأن تقوليه عن نفسك ، فالغرور هو مقبرة الفنان بحق.
حرّري نفسك ميريام من “الأنا” المتضخمة ، فمن تملك هذه الطيبة والمحبة والفن في داخل داخلها لمَ عليها ان تعطي انطباعاً سيئاً عنها لدى الناس؟ فأنا متأكدة انك حين تتخلصين من عبء هذه “الأنا” المتضخمة سيتعرّف الناس على ميريام جديدة ، ميريام الطفلة التي تسكن المرأة النجمة. فأنت ابنة بيت لم يعرف الا المحبة والتواضع والتضحية والتحدّي، لمَ عليكِ ان تتغيري وتشبهي “الآخر” المدّعي والمغرور والسطحي وتجعلين الناس ينفرون منك ويتحدثون عن تعاليكِ في مجالسهم الخاصة ؟
لطالما كتبتُ عنكِ ونصحتكِ لأنني من أكثر من يحترم فنك ولكن أعيش صراعاً مع تقبُّل شخصيتك، ولم يفت الاوان ابداً لكي تفردي جناحي طبيعيّتك وتكوني انت على حقيقتك وتحلقين عالياً بعيداً عن هواجسك وهوسك في الالقاب، فالالقاب فانية يا صديقتي، امّا محبة الناس فأزلية ورحيل السيدة صباح كان يجب ان يعلّمك التواضع وعمق فلسفة الرحيل، الاّ انك لم تتعظي، فأخفقت في آخر تصريحات واطلالات لكِ.
ميريام في حياتك نوعان من الناس ، من يطبّل ويزمّر لك طوال الوقت ارضاءً لك ولأهداف ومصالح كثيرة ومن يقول لك الحقيقة كل الحقيقة في وجهك من اجل مصلحتك…وانت وحدك تقررين لمن تستمعين
نترككم مع البيان الصحفي- ملكة المسرح تحيي أقوى حفلات رأس السنة 2015:استقبلت ملكة المسرح ميريام فارس العام الجديد في فندق لاسيكال الدوحة فامتلئت كبری قاعاته في حفل فاق جميع التوقعات واعتبر الأكبر بين الحفلات التي سبق وأقامها الفندق عينه حيث نفذت التذاكر فور الإعلان عن حفل ملكة المسرح واستمرّ الطلب عليها حتى لحظة اعتلاء ميريام المسرح. تهافت الحضور من جميع الدول العربية وبعض الدول الأجنبية.
ألهبت ملكة المسرح الحضور بأجمل أغانيها القديمة والجديدة ووصل الحماس ذروته عندما غنّت ميريام أغنية دقّوا الطبول، فغنّی ورقص الحضور معها حتى آخر لحظة وجعلت وداع العام 2014 ليلة لا تنسى فغادر الجميع والفرحة تملؤهم حيث أثنی الجمهور علی أدائها الرائع وعلى كيفية امتلاكها للمسرح من لحظة اعتلائه. هذا ولم تبخل ملكة المسرح علی جمهورها فغمرتهم بتواضعها وحرصت علی إلتقاط الصور مع الجميع وخاصة علی طريقة الSelfie.
شاهدوا الصور