رأي خاص – ما هي الحلقة المفقودة في خلاف راغب علامة ومحطة أم تي في؟
باتريسيا هاشم – بيروت : بعد شهرين من العمل الشاق، خطفت الراقصة اللبنانية كاريل ورديني اللقب من امام الراقص المصري محمد جامد وذلك في الحلقة الختامية من برنامج “يلا نرقص” التي حملت عنوان سهرة الابهار والتشويق بحسب مقدمة البرنامج ريتا حايك.
وكان من المتوقع ان يحيي الحلقة الختامية من “يلا نرقص” السوبرستار راغب علامة الذي اعتذر عن المشاركة قبل يومين فقط من الحلقة واعلن ذلك بسلسلة من التغريدات اطلقها على صفحته الخاصة على موقع تويتر وذلك بسبب اعدام الجندي الشهيد علي البزال على ايدي منظمات ارهابية.
وفي هذا السياق وقبل بدء الحلقة مساء الاحد، عرضت نشرة اخبار الـ “ام تي في” تقريراً عن السوبرستار راغب علامة تحت عنوان “لماذا غاب السوبرستار عن يلا نرقص؟” من اعداد جان نخول عُرض من خلاله ابرز حفلات السوبرستار خلال الاشهر الاخيرة بعد اختطاف الجنود اللبنانيين من قبل الارهابيين واعدام بعضهم محاولين التلميح الى ان راغب ليس شخصاً مبدئياً فكيف يوافق على الغناء في حفلات ما ويعتذر عن الغناء في حفلات أخرى واسباب المنع المبدئية واحدة اي خطف الجنود واعدامهم وقد ذكر التقرير ايضاً انه طُلب من راغب غناء أغنيات وطنية في الحفل الا انه بقي على موقفه في الانسحاب.
وبعد عرض التقرير خرج السوبرستار عن صمته وأوضح عدة نقاط في سلسلة من التغريدات اطلقها على صفحته الخاصة على موقع تويتر جاء فيها: “رأيت التقرير على أخبار المحطة العزيزة mtv حول موقفي من اعتذاري عن الظهور في برنامج يلا نرقص. للأسف كان التقرير غير دقيق من حيث المضمون”
وتابع: “في الحقيقة أنا من أنصار محاربة الإرهاب بمتابعة الحفلات. خصوصاً ان بلد كبلدنا يعاني دائماً من المشاكل الأمنية وبالتالي اذا توقفنا سيتوقف الفن، لكن الظهور في برنامج غنائي راقص يشاهده الملايين ليلة إعدام احد الجنود والتهديد بإعدام آخرين اليوم يختلف عن الظهور في حفلة مقفلة عددها محدود”.
واضاف السوبرستار: “انا لم أطلب يوماً توقيف نشاطنا في حفلات عامة او تلفزيونية او ايقافها لكن الظهور المباشر في يوم يُذبح فيه الجنود غير لائق بحقنا جميعاً”. “كنت أتمنى تحويل هذه الحلقة الى أغاني وطنية على المحطة التي أحبها وأشاهدها وأحترمها mtv لكن أحداً لم يعرض علي هذا العرض.واتفهم صعوبة التغيير”.
واوضح “علامة”: “وللتوضيح فأنا موجود في لبنان وعدت خصيصاً ولا يوجد ارتباط عندي الا مشاهدة الأخبار ومتابعة مجريات الأمور الخطيرة”.
وختم معبراً عن حبّه لمحطة “ام تي في” وقال: في الحقيقة انا أحب هذا البرنامج وأعشق محطة mtv وكنت اتشوّق للظهور في بلا نرقص.لكن كلنا نعلم ان الظرف اليوم تحديداً صعب ودقيق جداً جداً جدا”.
ومعلومات بصراحة تؤكّد ان راغب ناقش اعتذاره عن الغناء في الحلقة مع رئيس مجلس ادارة المحطة الاستاذ ميشال المرّ، حيث عرض راغب ان يغني أغنيات وطنية ان أصرّوا على استضافته فتم الاتفاق على الغاء المشاركة حبياً.ولكن تفاجأنا بالأمس من الحملة القاسية على السوبرستار ان في نشرة الاخبار أو في افتتاحية الحلقة الختامية من “يلا نرقص” حيث قامت مقدمة البرنامج الممثلة ريتا حايك بتوضيح سبب اعتذار راغب مؤكدة ان البرامج التلفزيونية لا تختلف عن الحفلات انطلاقاً من المبدأ نفسه اي مقاومة الارهاب بالفرح والحياة.
وهذه المعلومات المتضاربة من قبل الطرفين تؤكد ان هناك “قطبة مخفية” او حلقة مفقودة في الموضوع ولكن، وفي جميع الاحوال، كنا نتمنى ان تحترم محطة (ام تي في) قرار راغب علامة ولو انه لم يخدم مصالحها بالامس، فهو قرار وطني يعنيه كثيراً.وفي النهاية لا يجوز الخروج على الفور من عباءة الصداقة التي جمعتهما خلال السنوات الماضية حيث حلّ راغب ضيفاً على معظم برامج المحطة ولم يعتذر عن أي منها ولا يجوز لمحطة محترفة ان تسمح بحالة “الردح” التي تحصل منذ الأمس على هوائها وفي كواليسها وعلى حسابات بعض موظفيها على مواقع التواصل الاجتماعي.
فراغب علامة و”أم تي في” عودانا على رقي كبير في التعامل وهما مدرستان في الوطنية، فيا ليت التزمت (ام تي في) الرقي في التعامل مع موقف محرج كهذا ووصلت مع راغب الى اتفاق يرضي الطرفين، سيما وان راغب معروف بكرمه مع كل المحطات التلفزيونية اللبنانية، فلا يجوز هذا التعاطي مع نجم كبير من لبنان خاصة وانه تخطى بالامس الحملة التي انطلقت من (ام تي في) والتي اتهمته بتصوير صورة سلفي في الكنيسة خلال جنازة الراحلة صباح حيث تبين لاحقاً انه النجم العربي وليد توفيق فحذفت المحطة المقال وطلبت من أحد موظفيها الاعتذار علناً من راغب.
ورغم هذه الاساءة، تخطى راغب الموضوع واستمر في الترويج لمشاركته في “يلا نرقص” قبل اعدام العسكري المخطوف علي البزال، فما كان منه الا اتخاذ القرار الحكيم بالاعتذار…
ولكن يبقى السؤال اين كل الحقيقة في الموضوع ومن يملك هذه الحقيقة ان كان راغب عرض غناء اغنيات وطنية في الحلقة الاخيرة و”ام تي في” تدّعي انها طلبت منه ذلك أيضاً؟
