بصراحة : مادلين مطر الجلّاد ام الضحيّة؟
حلَت الفنانة مادلين مطر بالامس ضيفة على برنامج حديث البلد على شاشة ال mtv اللبنانية وتحدّثت عن الملابسات الحاصلة مؤخرا حول فيديوكليب اغنية “اما عجايب” الذي يواجه حملة اتهام واسعة بسبب سرقة الفكرة من فيديوكليب آخر لفرقة روسية تدعى In yan والذي أخرجه الآن بدويف
حاولت مادلين تبرئة نفسها وتبرئة مخرج العمل فادي حدّاد والقاء التهم على شركة اعلانات هي الاولى في لبنان بحسب مطر باعت المخرج فادي حداد الstory board وهو كان يجهل تماما حقيقة ان ال story board بيعت الى مخرج آخر.
وفي تصريح سابق لمادلين في جريدة الشرق الاوسط العدد 11441 اكّدت ان هذا النوع من المشاكل صعب معرفة وقائعه بالظبط ، ففي حين يؤّكد حدّاد ان الروس نقلوه عنه، يؤكّدون هم ان حدّاد نسخه بالتفاصيل.
الا ان المعلومات التي سرّبت للاعلام تفيد ان المخرج الروسي الآن بدويف قد نفّذ العمل في العام 2008 وقد استوحاه من اعلان تجاري لعطر عالمي فكيف يكون الروس هم من سرقوا الفكرة ام نقلوها عن فادي حدّاد؟
وان سلّمنا جدلاَ ان شركة الاعلانات اللبنانية الشهيرة قد باعت الstory board لحدّاد فمن المستحيل ان يصار الى تنفيذ أدّق التفاصيل تماما كالفيديوكليب الروسي، فالفكرة المعروضة (وهذا ان صدّقنا ادّعاء حدّاد- مطر) قد تنفّذ باي شكل مختلف عن الشكل الروسي الاصلي من حيث الديكور والثياب والجوّ العام للأغنية الذي نقله حدّاد بحذافيره .
من يتابع الاغنيتين – وسنعرض عليكم بالصور والفيديو مشاهد منهما – يتأكّد ان التقليد هو بحت لبناني ولا يهمّني من المسؤول، شركة الاعلانات التي تتكّتم مطر عن ذكر اسمها حتى الساعة بالرغم من قساوة النقد الذي وجّه اليها ام المخرج فادي حدّاد، الا انني كمشاهد لا يسعني الا ان اجزم ان الفيديوكليب اللبناني نسخة طبق الاصل عن الروسي و”عيب” ان ندّعي عكس ذلك.
فلو وضعت ال story board مفصّلة من الالف الى الياء وارسلت الى المخرج والبطلة ، فمن المستحيل ان يأتى على ذكر عدد الصحون ونوع الطعام على طاولة المدعويين في الفيديوكليب ولا كيفية التقاط مادلين ل”فلّينة” زجاجة الشمبانيا بفمها ولا طريقة تمايلها ومشيها ولا “بصم” الديكور بهذا الشكل الواضح والفاضح، فهذه تفاصيل لا يستطيع ان يقلّدها الا من يشاهد الفيديوكليب ويراقب كل التفاصيل ويحفظها عن ظهر قلب وهذا ما قامت به وبدون أدنى شك الفنانة مادلين مطر ومخرج العمل .
فليس عيباً ان نخرج الى الاعلام ونقول “نعم” نحن قلّدنا الفكرة لانها أعجبتنا كثيراً ، و”نعم” نحن أردنا ان نصوّرها بأدّق تفاصيل الفيديو الروسي الاصلي ، فاين العيب بذلك؟؟ فبدل ان ننسب عملاً لنا ونحمّل “فلان وعلّان” المسؤولية وان تصل بنا الوقاحة واستغباء الناس الى اتهام المخرج الروسي بسرقة فكرتنا في حين نحن من نقل الفكرة “بامها وابوها” فلنخرج ونقول “حبينا كثير الفكرة واخدناها” وهذا طبيعي في عصر الانترنت واليوتيوب والانفتاح على الغرب ، ولو اني الوم حداد المبدع “ببصم” الفيديوكليب في حين كان يستطيع ان يضيف له من روحه ويعطيه بعدا شرقيا بل ان “يلبننه” ليشبه مجتمعنا بعيدا عن ابتذال الغرب والمشاهد المبالغ فيها والمستفزّة .
انا لست مع الصحافة التي اتهمت مطر وحدّاد بسرقة الفكرة الروسية والتي تحاملت عليهم ورشقتهم بالحجارة، بل انا اتفّهمهما تماماً فهذا يدّل على متابعة فنانينا ومخرجينا للغرب ومواكبة التطور الحاصل في انتاج الفيديوكليبات والاغنيات وهذا شيء ايجابي ودليل انفتاح وعصرنة الا انني الومهما على نكران ذلك والتهّرب من المواجهة والوقوع في فخّ الصحافيين الذين لم تعد هذه الحجج تنطوي عليهم ، فاحترموا الصحافة المثقّفة وواجهوا بحكمة وحنكة دون القاء اللوم والتهم على الآخرين …
مع حبّي