بالصور – الفنانة الفلسطينية: ريما المزين بين الحضور والغياب

الفنانة الفلسطينية: ريما المزين، تتصف بغزارة الانتاج، وبحثها الدؤوب لتقديم الجديد قدر المستطاع، حققت تواجد وحضور فني كبير، على الصعيد العربي والصعيد العالمي بشكل خاص، من خلال مشاركاتها الفنية ضمن معارض شخصية وجماعية وملتقيات فنية المقامة في امريكا، لندن، بلغاريا، فرنسا، ايطاليا.

ويتركز نشاطها الاخير بايطاليا ففي عام 2013، قدمت ثلاثة معارض شخصية على التوالي، كل معرض كان يحمل فكرة وتقنية جديدة، المعرض الاول: “جلسات نسائية” في 3/2/2013، المعرض الثاني “بالفلسطيني”: 28/7/2013، المعرض الثالث: “أنا مش رقم” 2/11/ 2013.

هذا وسوف تقدم ريما معرضها الاول لهذا العام 2014 في ايطاليا، تحت عنوان جدلي وهو “الحضور والغياب”.

وتحدثنا ريما عن المعرض قائلة:
في هذه المعرض اعتمدت على مفردة جديدة، لم يسبق ان قمت بتوظيفها داخل عملي الفني، وهي (علقات الملابس)، ورسمت اسكتشاتها الاولى في عام 2013، وهي مقتبسة من لقطات في فيلمي (نسيم الحرية) الذي قمت بتنفيذه 2012… لاشرع بعد ذلك بترجمة هذه الاسكتشات في بداية شهر مارس والانتهاء في اواخر شهر ابرايل من عام 2014.

انقسمت الاعمال بين 20 لوحة تشكيلية ، و اعمال في مجال الانستلاشن ، وحملت بعض اللوحات التشكيلية اسماء مختلفة كانت على النحو التالي:
(الشهيد… مثنى وثلاث ورباع… الربيع مرًمن هنا… مجموعة لوحات: تعلق قلبي ب…؟؟؟… احلام معلقة، انتظار، الانقسام الفلسطيني، مجموعة العباية).
اسماء الأعمال في مجال (الانستلاشن) ضمن مجموعة الحضور والغياب:
( انتظار، هذا الذي يبقى..؟؟؟ تنوع… شماعة أخطاءنا).

اما المفردة الشكلية (تعليقات الملابس)
مثلت هذه المفردة الوحدة البنائية للنسيج الإيقاعي والتكويني، لجميع اعمال الحضور والغياب، وفي بعض الاحيان استوحيت اسماء بعض اللوحات وفكرتها من مفردة (تعليقات الملابس) مثل: شماعة اخطاءنا، احلام معلقة، تعلق قلبي ب…؟؟؟ (عليقة الملابس) كما ذكرت هي العنصر البنائي والمحوري الذي صيغت من خلاله صياغات تشكيلية وتوزيعات متنوعة، وفق تطبيق قيم فنية مثل: التكرار والتراكب، الشفافية، التجاور..، وتختلف في كل مرة المعالجة التشكيلية والرمزية لهذه المفردة، كي اقدم عبر كل عمل حالة شعورية وانسانية مختلفة.

فكرة اعمال (الحضور والغياب)
ثنائية الروح والجسد…. الخير والشر… القبح والجمال… الحضور والغياب… هي شكل من اشكال الفلسفة الانسانية على مر العصور… استقيت الفكرة من قراءتي لكتب النقد المسرحي والفلسفة المعرفية للفيلسوف جاك ديريدا، ضمن مكتبة زوجي المخرج الاردني عاهد عبابنه، ففي العمل المسرحي يمثل الحضور الجانب الواقعي والمادي، بما هو مدرك حسي ندركه بحواسنا نراه رؤية العين، بينما يمثل الغياب الجانب المعنوي لاشياء التي نفكر فيها بعقولنا ونحسها بعواطفنا…
على هذه الفكرة بني موضوع اعمالي، استحضار حضور اشخاص في الغياب، ففي حياتنا العادية نشتاق الى الاشخاص رحلوا عن عالمنا الحسي المادي، ولكن تأبنا عواطفنا وعقلنا الباطن إلا ان يستحضرهم من خلال اشياء تدل عليهم… مثل ملابسهم، فعندما نرى أثوب أشخاص قد رحلوا عن حياتنا، توقد داخلنا الحنين لهم، ويأخذ عقلنا برسم صور من ذكريات تقاسمناها معهم…

واليوم ونحن امام هذا الكم الكبير من الموت، ترى الامهات تحن الى اطفالها الذين استشهدوا من جراء القصف والحرب والقتل والارهاب… وهذا ما ترجمته في لوحات (الشهيد، والربيع مرُ من هنا، بين السماء والارض).

وأيضاً الاحلام التي تراودنا عن حياة افضل، عن حب سيأتي عن فارس الاحلام، كلها نستحضرها في هيئة ثوب زفاف او سترة العريس، كما في مجموعة لوحات (تعلق قلبي ب..؟؟؟).

وفي النهاية تبقى ثنائية الحضور والغياب ثنائية فلسفية تفتح الف باب للتخيل والابداع.

شاهدوا الصور

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com