خاص-المخرج المصري محمد خان لبصراحة:أهديت فيلم فتاة المصنع لسعاد حسني لأن فيه الكثير من حياتها
بعد ان حصد المخرج المصري“محمد خان” على جائزة افضل فيلم روائي في “مهرجان دبي السينمائي”عن فيلمه “فتاة المصنع”،قرّر اطلاقه منذ يومين في سينما “سوفيل” في بيروت ليعيد امجاد الماضي سينمائيا ما بين هذين البلدين،بحضور عدد من الفعاليات المصرية ومنتج الفيلم محمد سمير وحضور اهل الصحافة والاعلام ولكن بغياب ممثلي الفيلم.
هذا الفيلم من إنتاج شركة” داي دريم للإنتاج الفني” ومن إخراج محمد خان وبطولة هاني عادل،ياسمين رئيس،سلوى خطاب،سلوى محمد علي وغيرهم من الممثلين.
فيلم”فتاة المصنع” يروي قصة”هيام” عاملة مصنع الملابس،تلك الشابة البالغة من العمر 21 ربيعاً،الحالمة التى يوقعها تأثرها برومانسية أفلام سعاد حسني وحقها الانساني بأن تحب فى صِدام مع واقعها الطبقي والثقافي والقيمي، وذلك عندما تُغرم بالمهندس الشاب “صلاح” أحد شباب الطبقة المتوسطة والذي يُشرف على عملها بالمصنع،حيث تقودها غريزتها الرومانسية المبالغ فيها لفعل المستحيل للفت انتباهه الى مشاعرها المتصاعدة، بفضل الوهم وبفضل لا انتمائيتها لواقعها المزعج، ورغبتها الطفولية فى التحليق بعيداً عن صديقاتها المشاكسات وعائلتها الفظّة وشارعها الصاخب المشحون بالعنف وباقي عوامل القُبح التي تحاصرها.
رغم ذلك لم تكن رغبتها فى التحليق بعيداً شديدة التطرف،فقد كان يكفيها قبلة رقيقة تلامس شفتيها، او اختلاس صورة لحبيبها من طرف واحد،او اهدائه كمية لا بأس بها من الجِبن القريش تخفيفاً على مصرانه المصاب، لكن الحياة لم تكن كالأفلام.
ولا شك بان الفيلم يسحب روحك معه منذ البداية بايقاع مناسب وصورة مُفعمة بالحياة، ولكن في منتصف الفيلم يُصوّر لك انك قد تعرّضت لعملية نصب من دار العرض، وأنهم يعرضون الفيلم الخطأ،خواطر قد تنتابك ان هذا بالتأكيد ليس فيلم للمبدع محمد خان،من المستحيل ان يكون الرجل قد أفلس لدرجة ان يُعيد تدوير قصص العذرية التى أكل عليها الفن وشرب، ولكن تكتشف فى النهاية ان الأمر لم يكن كما ظننت، وان ما حدث فى منتصف الفيلم كان مجرد إنذار كاذب للتدليل به على رؤية اجتماعية اكثر عمقاً مما بدا عليه الأمر، ومحفّز درامي للكشف عن أبعاد هذه الشخصيات وحقيقة ما تعيشه.
لا بد ايضاً من التحدث حول شفافية الصورة فى أفلام”خان”الفريدة والمختلفة،فهذا الرجل لديه مخزون بصري حقيقي يجعله لا يلجأ لتقديم المكان بمرجعيته السينمائية التقليدية، بل بنظرته شديدة الخصوصية لمجتمعه والتي لا تتصادم ابداً مع الحقيقة، فيتعايش مع الواقع ويعكسه بحقيقيته للمشاهد وهذا ينبطق ايضاً على المصنع فى”فتاة المصنع”خاصة باللقطات التى صوّرت الممثلين داخل الدهاليز الضيقة للمصنع ومكان تناولهم للطعام،لكن الاهم انه لم يبتعد كثيرا عن مشهد سعاد حسني فهو يمثل عودة “هيام” الى صومعة “سعاد حسني” التي كانت سبباً اساسياً فى مأساتها من البداية.
وكان لتواجد موقع “بصراحة” حديث خاص مع المخرج المبدع والقدير“محمد خان” حيث عبّر الاخير عن سعادته بتواجده في لبنان وبدء عرض فيلم “فتاة المصنع” في بيروت، فلربما يعيد بذلك امجاد السينما المصرية اللبنانية كالسابق، مشيرا انه في الماضي شكّل التعاون المصري اللبناني نجاحاً باهراً لكن مع الوقت تلاشى لذلك ويرى انه من الضروري العودة الى ذاكرة الماضي لمعرفة جوهره.
اما حول إهدائه”فتاة المصنع” للراحلة سعاد حسني، اشار”خان”انه دومًا يهدي اعماله الى كبار المصريين الذين تعامل معهم في السابق واختار الاخيرة لأن الفيلم فيه الكثير من حياتها، فتقصّد عرض اغنياتها وافلامها طيلة فترة الفيلم، حيث ربط دور البطلة بها من خلال تأثُّرها في ادوارها، علّه يعيد ذِكراها وروحها في ذهن المشاهد وكأنها لم ترحل عن الدنيا.
اما المنتج محمد سمير الذي عبّر عن فخره بالتعامل مع القدير محمد خان الذي وصفه بالمبدع، اشار انه يحسده كثيرا كونه تعايش مع كبار النجوم في عالم التمثيل كالراحلة سعاد حسني ويرى ان فيلم”فتاة المصنع”نجح مصرياً نسبة لحقيقيته وواقعيته وقربه من المشاهد، مؤكدا ان المصريين المقيمين في لبنان واللبنانيين سيحبون الفيلم ويتفاعلون معه ويتأثرون بالتفاصيل.