تغطية خاصة بالصور- تكريم ريمون جبارة ورينيه الديك في معراب… والحكيم يوجه لطشه
راكيل عتيق: يعج مقر حزب القوات اللبنانية في معراب يوميا بوجوه سياسية محلية ودولية ، أما في 27 آذار 2014 وبمناسبة اليوم العالمي للمسرح امتلأ المقر بشخصيات فنية، فحضر عدد من الممثلين ، المسرحيين ، الفنانين والاعلاميين . وذلك تلبية لدعوة من رئيس حزب القوات اللبنانية الدكتور سمير جعجع لتكريم الكبيرين ريمون جبارة ورينيه الديك .
ولم تقتصر دعوة جعجع على التكريم ، بل اتخذ المبادرة لوضع منبر معراب بتصرف الفنانين عامة و”المسرحيين” بشكل خاصة من كتاب وممثلين ومخرجين ، وذلك للنقاش والتحاور وابداء الرأي بالوضع الذي وصل إليه المسرح اليوم في لبنان . فأخذ جعجع على عاتقه البدء بالعمل القانوني الجدي لايجاد حلول تساعد على نهضة المسرح من جديد ، فاتحاً أبواب معراب أمام الجميع لطرح رؤيتهم والتعبير عن مطالبهم التي بعد أن يبتها المجتمعون ويتفقوا حولها ستنقلها الكتلة النيابية للقوات اللبنانية إلى المجلس النيابي كي تصبح قوانين مقرة شرعيا وتتخذ الطابع الجدي الضروري والالزامي كي تترجم على أرض الواقع وعلى أرض المسرح .
بعد تلاوة كلمات كل من رفعت طربيه ، جهاد الأندري وغدي الرحباني ، حضر جعجع ورحب بالحضور مصافحا جميع الموجودين ، ومن ثم سلم الدرعين التكريميين لجبارة وديك ، حيث بدا اهتمام وتأثر جعجع وتقديره للمسرح ولعمالقته فكان نموذجاً نادراً في أيامنا هذه عن السياسي الوطني الذي يجب أن يكون ممثلا وحاملا مطالب جميع فئات وقطاعات المجتمع .
كانت كلمة “الحكيم” محددة بموضوع اللقاء فلم يستطرد لأي موضوع سياسي ولكن كعادته لا يمكن أن تخلو كلمته من “لطشة” ما ، فطلب من الحضور استرداد “السياسيين الممثلين” إلى ملعبهم المناسب .
كل الكلمات التي ألقيت عرضت المشاكل والهواجس نفسها التي يعيشها الفنانون والمسرح اللبناني ولو بطرق وأساليب مختلفة ، فالأوضاع الأمنية والاقتصادية، تقاعس وزارة الثقافة ، غياب دور الدولة اللبنانية وأجهزتها الاعلامية بالإضافة الى الذوق الجماهيري العام الذي يتأثر بعوامل عدة، كل هذه الأسباب مجتمعة شكلت أداة تدمير للمسرح اللبناني لحد خطر زواله .
بعد التكريم، تضمن البرنامج طاولة حوار “فنية” واسعة وشاملة لكافة الحضور للتحاور والتفاوض في حضور النائب فادي كرم ، وكان جعجع لفت في كلمته الى أن رفع راية المسرح والعمل الدؤوب والتحرك تقع على عاتق الفنانين المعنيين، أما السياسيين فيأتي دورهم بعد ذلك بالمساعدة في اتخاذ هذه المطالب منحاها القانوني والتنفيذي. وقال “منوقف مع الواقف ولكن إذا حدا نايم منام حدو ما منوقف حدو “. وبالتالي يطرح السؤال نفسه هل سيستغل الفنانون والنقابات الفنية هذه الدعوى للمشاركة الحقيقية بعرض مطالبهم بما أن الفرصة سنحت لهم وفتحت من أعلى وأهم الأبواب ؟ أم سيتم الاكتفاء بالخطابات والقاء اللوم وتظل ثقافة “النق” هي السائدة ؟
لعل أبرز ما ورد في الكلمات الملقاة تشديد غدي الرحباني على دور المدارس في التنشئة التعليمية التثقيفية الصحيحة، ودعوته للمدارس لادراج حصص لتعليم كل ما يلزم للطالب منذ صغره عن المسرح وعن التاريخ الفني الثقافي اللبناني بالتحديد. فهل يعقل أن يتخرج طلابنا من المدرسة ولا يملكون الحد الأدنى من هذه المعرفة ولا يعلمون من تكون فيروز ؟!
وضع الرحباني الاصبع على جرح ينزف من الجهل والتخلف، فمدارسنا اليوم للاسف بأغلبيتها لا تزال مسارح للعنف اللفظي والجسدي وليس للمسرح الفني المتحضر، فما زال التلامذة يضربون من أساتذة يدافع عنهم الأهل بكل فخر تحت مبررات وحجج حجرية ، فمتى سينتفض المجتمع اللبناني ويغرف من الثقافة التي وحدها تبني أجيالاً واعية تمهد لبناء دولة؟!
شاهدوا الصور