رأي خاص بالصور- المخرج جاك مارون استعان بوحوش في مسرحية (كعب عالي) ومن كان منفتحاً كفاية… فليشاهدها

مسرحية “كعب عالي” التي تعرض على مسرح مونو، نسخة عصرية لمفهوم “بيجماليون” الذي أرساه جورج برنارد شو. تتناول جوانب ثلاثة تؤثر عميقاً في مصير شخصيّات المسرحية: التحرّش الجنسي؛ الوقوع في حب الأشخاص غير المناسبين؛ واحتمال وقوع مثلث حب رباعي الأطراف. أبطال المسرحية هم: شابة مثيرة ومتطيّرة هي ريتا حايك، أستاذ جامعي يدرّس اللغة العربية هو طلال الجردي وخطيبته شابة أرستقراطية هي نسرين أبي سمرا ومحام لعوب هو عمار شلق. استوحيت “كعب عالي” واقتبست من المسرحية “سبايك هيلز” لتيريزا ريبيك.

من ليس من هواة المسرح بكل ابعاده وابداعه وتميّزه وخلقه والاهمّ بكل تطرّفه لن يستمتع كثيراً بهذه المسرحية التي جمعت اثنين من “ديناصورات” التمثيل اللبناني هما عمار شلق وطلال الجردي بالممثلة الحدث وحديث الساعة ريتا حايك التي شاركت في هذه المسرحية التي تكرّسها نجمة المهمات الصعبة حيث يتطلب دورها شخصية متحرّرة، جريئة، عنيدة ومتمرّدة. وعرفت ريتا حايك كيف تغازل النصّ وتجيّر له كل طاقتها وشغفها وجنونها وإقدامها ، فكانت خير مترجمة لواقع فتاة مثيرة ومستقلة لها علاقات كثيرة مع الرجال ومتصالحة مع نفسها لدرجة انها لا تخجل بالتعبير عن رغباتها الجنسية مع من تشاء واينما تشاء.

للوهلة الاولى بدت الصدمة على وجوه الحاضرين في مسرح مونو. ولأن المكتوب يُقرأ من عنوانه، ادركوا جميعاً انهم امام “زوبعة” مسرحية ليست اعتيادية او عادية ، فشدّوا الاحزمة وغرسوا أجسادهم في مقاعدهم تحسباً لأي عاصفة او اعصار – من يدري- فالحوار كان “حامياً” وعلى نار ليست خفيفة ابداً، لذا كان لا بدّ من توقّع تصاعداً دراماتيكياً تارة في وتيرة الجرأة في معالجة القصة وقول الحقيقية كما هي دون “روتوش” وتارة في وتيرة الاباحية التي طغت على هذه الدراما الكوميدية الممسرحة التي تنقل واقع فتاة هي ريتا حايك بدور “جورجي” تعيش علاقات كثيرة وتتأرجح ميول هرموناتها بين جارها وصديقها الاستاذ الجامعي طلال الجردي الذي وقف الى جانبها وساعدها على التأقلم في المجتمع الراقي ولكنه اغرم بها بالرغم من ارتباطه بشابة ارستقراطية هي نسرين ابي سمرا وبين مديرها في العمل المحامي عمار شلق الذي طلب منه جارها توظيفها فيحاول التحرّش بها واجبارها على ممارسة الجنس معه.

بالشكل قد يبدو الموضوع مستهلكاً ولكن بالمضمون لا شك في انه ابداع حقيقي “مبكّل” أي لا يمكن خرقه ابداً، ان لناحية النص المحترف الذي ترجمته أرزة خضر او لناحية احتراف الممثلين الاربعة الذين ابدعوا في ترجمة النصّ ونفخوا فيه الروح على مسرح حرص المخرج جاك مارون ان يقدّمه بشكل عصري وجديد وبرؤية جديدة للمسرح اللبناني. ولم تكن رؤيته لتتحقق لولا انه استعان بوحوش في مجال التمثيل وتحديداً المسرح ، حتى لو كان ما يقومون به يندرج تحت خانة “السهل الممتنع” الا انه السهل الممتع ايضاً والبعيد عن أي تكلّف او مبالغة وهذا هو الانطباع الذي تركته المسرحية عند كل المدعوين الى حفل الافتتاح الذي حضره المؤلف الموسيقي أسامة الرحباني والفنانة هبة طوجي والفنانة اليسا والاعلامية جيزيل خوري، المخرج سليم الترك، الممثلين ندى ابو فرحات، تقلا شمعون، بيار داغر، جوزف بو نصار، ديامون بو عبود، عصام بريدي، نيكول طعمة، المخرج ايلي معلوف، الفنان سامي خياط.وكوكبة من نجوم المسرح والتلفزيون وطلاب الفنون الجميلة.

عمار شلق، طلال الجردي، ريتا حايك ونسرين ابي سمرا أثروا كثيراً مسرح مونو من خلال مسرحية “كعب عالي” واثروا المسرح اللبناني بشكل عام ولونّوه بكل الوان الفرح والجمال في ظل كل السواد والتشاؤم الذي نعيشه على الساحة اللبنانية والمخرج جاك مارون المناضل كان جرعة الامل للمسرح اللبناني الذي يحتاج الى مارون وسواه من المناضلين في سبيل اعادة الوهج للثقافة والفنّ والابداع في هذا الوطن الجريح المناضل الاكبر …

اخيراً نذكّر ان مسرحية “كعب عالي” مستوحاة من مسرحية “سبايك هيلز” لتيريزا ريبيك،ترجمة: أرزة خضر،اقتباس وإخراج: جاك مارون،سينوغرافيا: المهندس فادي منصور،مهندس الصوت: جان جبران،مهندس الإضاءة: هاغوب ديرغوغاسيان،مصممة الأزياء: ريّا فرحات، إنتاج: جاك مارون و”محترَف المُمَثِّلين”،المُنتجان المُنَفِّذان: جاك مارون ­ آلان أمين رعد ومدير الإنتاج: روزانّا لحّود وهي تعرض الساعة 8:30 مساء كل خميس وجمعة وسبت وأحد، بين 29 تشرين الثاني 2013 و19 كانون الأول 2014، على خشبة “مسرح مونو”، شارع جامعة مار يوسف.

تُباع البطاقات في كافة فروع “فيرجين ميغاستور” 01999666 وعبر الموقع الإلكتروني: www.ticketingboxoffice.com أسعار البطاقات: 50 ألف ل.ل. و35 ألف ل.ل.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com