حصري – الكبيران عبد الغني طليس ومريم شقير ابو جودة صرّحا لبصراحة وماذا علّقا على إشاعة انهيار دار الصياد؟

لا شك في ان المؤسسات الاعلامية العريقة لا يمكن ان تتأثّر بأي تيّار انقلابي او تدميري لان عراقتها تبقى صمّام الامان الذي يقيها بلاء اي محاولة لالغائها، فكيف ان كنا نتحدث عن دار الصياد العريقة التي مرّت بأزمات أكبر وأهمّ من تلك التي ذكرتها جريدة الاخبار الزميلة ونحن على ثقة ان السيدة الهام فريحة تدرك جيداً ما تقوم به من تغييرات جذرية على مستوى التحرير والمحررين في مجلة “الشبكة”، لذا سننتظر ما ستؤول اليه هذه التغييرات في المجلة خلال الاسابيع المقبلة، ولنا كامل الثقة ان ورثة الكبير سعيد فريحة سيحافظون على الارث “الصيّادي” ولديهم من الحكمة ما يكفي ليتخطوا اي ازمة قد تعصف بهذه المؤسسة العريقة.

وكانت جريدة “الاخبار” قد ذكرت في مقالها الذي حمل عنوان “دار الصياد تغرق… فهل ينتشلها الوليد؟” ان “دار الصياد” التي تأسست عام 1943 تعيش أيامها الأخيرة وان عصرها الذهبي انتهى وان مجلة «الشبكة» بدأت بحذف أسماء الصحافيين الذين يكتبون المواضيع فيها منذ شهر تقريباً وبالمقابل أكثرت من المواضيع والأخبار الأجنبية مبتعدةً عن السياسة التحريرية العتيقة التي اشتهرت بها وان المضحك أنّ المجلة لم تستثنِ أسماء ثلاثة، هم من أعلام الصحافة في لبنان، وبعضهم عمل في المجلة لنحو 40 عاماً وهم الياس حداد ومريم شقير أبو جودة وعبد الغني طليس، ولا حتى استثنى الحذف اسم مدير التحرير طوني خوري، لتتصدر الصفحة الأولى أسماء آل فريحة. وفي حين أكّدت مصادر لـ«الأخبار» أنّ حداد قدّم استقالته، اكدت بالمقابل ان طليس معتكف في منزله. و أنّ المؤسسة تمارس ضغطاً على موظفيها يجعلهم يتخذون قرار الانسحاب منها خوفاً على صدقيتهم، وبهذا لا تجبر المؤسسة نفسها على دفع معاشات الصرف التعسفي.

ولمتابعة هذا الخبر الذي سقط علينا كالصاعقة، اتصلنا بداية بالاعلامية الكبيرة مريم شقير ابوجودة فاكدت لنا بأنها ما زالت تحل مشاكل القلوب في مجلة “الشبكة” ولفتت الى ان “دار الصياد” عائلتها ولن تتخلى عنهم قائلة: “مش انسان يلي بيتصرف هيك” وتساءلت “هل فتحتم مجلة “الشبكة ولم تجدوا اسم مريم شقير ابو جودة موجود فيها؟” ، وتابعت “ابو جودة” لم اتوقف عن العمل منذ اربعين سنة حتى كنت اكتب صفحاتي الثابتة على الرغم من مرضي، مؤكدة أنها في قلب “الشبكة” وستبقى لآخر دقيقة طالما ان قلبها يخفق.

وتابعت ابو جودة: “انا بنت دار الصياد وملتزمة معها واتخلى عن بناتي ولا اتخلى عنها”.

ولفتت “ابو جودة” الى ان المجلة بحالة تطور ولا يمكن ان تعلن افلاسها مثلما تردد، ولم تتوقف يوماً عن اصدار مطبوعاتها وحالياً هناك صياغة جديدة وهي تفكر ما الذي تستطيع ان تفعله لتقدم شيئاً جديداً.

وعن ما تردد عن حذف اسماء الصحافيين الذين يكتبون المواضيع في المجلة منذ حوالي الشهر، اشارت “ابو جودة” الى انه لا يهمها ان توقع اسمها على المقال لأن الغاء الاسماء هي محاولة لتغيير وتطوير المجلة متسائلة ان كان من المسموح ان تذكر اسماء المحريين اكثر من 6 مرات في العدد الواحد في اي مطبوعة أخرى؟.

واضافت “ابو جودة” الصحافي لا يجب ان يعمل على “الأنا” الخاصة به بل يجب ان يكون ضمن مجموعة لتكون المجلة هي النجمة وليس المحرر.

واضافت “ابو جودة” :”دار الصياد هي من صنعتني وهي داري وبيتي وكما لا استغني عن عائلتي لا استغني عنها وكل الاعمال الاخرى التي قمت بها من خلال ترأس ادارة تحرير بعض المجلات العربية كانت بمباركة آل فريحة وبرضاهم ودعمهم. ولفتت الى انه “لازم من كل بيت يطلع كذا بيت”.

وحول ما تردد عن شراء الوليد بن طلال لـ “دار الصياد” تساءلت ابو جودة “شو هالحكي انو ناطرين الوليد بن طلال؟ “. لقد فعلوا المستحيل لاسترداد “دار الصياد” منه في بداية الحرب لان “دار الصياد” لا تحب ان يتحكّم احد فيها او بسياستها.

وفي حديث مع الناقد الكبير عبدالغني طليس الذي ورد اسمه بين اسماء المعتكفين ، قال لـ”بصراحة” انا قدمت استقالتي ولكنهم لم يقبلوها وقالوا لي يجب ان نتفاوض.” ولفت الى انه شرح مطالبه قائلاً “الاجواء مش عاجبتني وخاصة جو سياسة التحرير الجديدة”. واضاف “طليس” انا بقيت 36 سنة معهم لأنني كنت اشعر بارتياح، وسأرحل عندما لا اكون مرتاحاً.

وحول ازالة اسماء الصحافيين عن المقالات لفت “طليس” الى ان اسمه لم يحذف في آخر مقال كتبه الاسبوع الماضي، وقال “اذا ما انوجد اسمي هذا الاسبوع يعني انا ما بعتت مادة مش يعني شالولي اسمي”.

وقال “طليس” منذ 20 عاماً وانا اتلقى عروضاً لأرحل من “دار الصياد” واستلم رئاسة تحرير مجلات اخرى ولكنني رفضت لأنهم طلبوا مني ان احذف اسمي من “الشبكة” وتابع “كان عندي الله بالسماء ودار الصياد على الارض وكنت ارفض اي عرض يفرض عليَّ ان لا اوقع اسمي في الشبكة”.

وتابع “طليس” :”على الرغم من حرصي ووفائي كأن شيئاً لم يكن على الرغم من ان النخوة لا زالت موجودة. وكشف “طليس” ان جزءاً من الخلاف مع دار الصياد مادي قائلاً انا شبه مقتنع انهم لن يوافقوا على شروطي ولدي احساس ان استقالتي قُبلت، كما كشف “طليس” ان استقالة الزميل الناقد الفني الكبير الياس حداد قد قُبلت فور تقدمه بها.

وعن الاسباب الحقيقية لرحيله عن “الشبكة” قال من الممكن ان نتكلم عن الاسباب الحقيقية فيما بعد ولكن الآن لا استطيع ان اتكلم “بالعاطل عنهم” لافتاً الى انه شعر مؤخراً انه غير مرغوب به قائلاً “مش كتير حابيني او متمسكين فيِّ”.

وختم “طليس”قائلاً:” لم اهتم يوماً بالشأن المادي “وكنت كاسر من حقي” في دار الصياد، ولكن اليوم وضعت رقماً خيالياً واكيد لن يقبلوا به لذلك من الممكن الاعتبار ان استقالتي قُبلت.”

وفي النهاية سألناه اذا تلقى عروضاً جديدة قال “طليس” ربما اذا احدٌ ما رأى ان اسمي غير موجود في “الشبكة” قد يعود ويكرر عرضه علي”

أخيراً نحن بانتظار ردّ رئيسة تحرير مجلة الشبكة “الحبيبة” السيدة الهام فريحة علها تطلعنا على تفاصيل هذا التغيير وتطمئننا على وضع دار الصياد ومجلة الشبكة وعلى مصير باقي المحررين فيها وان كانت هناك اي خطة او خطوات جديّة لاي شراكة جديدة مع سمو الامير الوليد بن طلال لانقاذ الدار ايضاً كما ذكرت “الاخبار” التي اعتبرت ان الوليد سيدخل شريكاً في مطبوعات الدار كلّها، وهي جريدة «الأنوار» ومجلات «الفارس» و«فيروز» و«الإداري» و«الشبكة». وبهذا، سيعيش آل فريحة والوليد شهر عسل انقطع بينهما، حين اتُّخذ قرارُ عدم تغطية نشاطات الأمير في الدار على مدى أكثر من ست سنوات.

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com