رأي خاص- كان يا ما كان بقديم الزمان… وحدة نصّ خوتة ببرنامج (حرتقجي) تطاولت على ماجدة لبنان
“كان يا ما كان بقديم الزمانْ وِحدِة نُصّ خوتَة ببرنامج ع محطّة، مش عارفة صراحةً الله وين حطّا…
ولو كان قرابتها أنسي الحاج وخطيبها السابق رحباني، هيدا ما بيعطيها الحق تتمسخر ع لبناني…
ولبناني أنا، نُصّو فيروز ووديع ، ماجدة وصباح… وكل الباقيين نصّو التاني!! “
فقد سخرت الفنانة الكوميدة ليال ضو – وهي نصّ خوتة كما وصفت نفسها في حلقة الاسبوع الماضي من برنامج “حرتقجي” الذي يعدّه ويقدّمه الموهوب جداً هشام حداد والذي يعرض على شاشة OTV اللبناني- من
سيدة الفن اللبناني الكبيرة ماجدة الرومي.
وقد اعتدنا في السابق على “خفة ظلّ ليال ضو نجمة طق Rire و بسمات وطن و S L Chi سابقاً والتي لا تتخطى “هضامتها” حدود اللياقة والادب ، واعتدناها طيبة وقريبة من الناس، وهذا ما اكّدته لنا من خلال مشاركتها في الحلقات الاولى في برنامج “حرتقجي”، فبعض الانتقاد ولسخرية لا يشكوان من شيء عادة ان كنا نعرف مسبقاً ان قلب مطلقها “أبيض مثل التلج”، وليس بهذا السواد الذي أظهرته خلال حلقة هذا الاسبوع حيث تحاملت على السيدة ماجدة الرومي ، أهانتها، سخرت منها ومن صوتها وطريقة أدائها للأغنيات وهزأت من فتحة فاهها اثناء الغناء.
ووقفت انا انظر الى الشاشة الصغيرة ولا أصدّق ما أراه وأسمعه واعتقدت لوهلة انها ربما تتحدث عن فنانات آخر زمن ، عن فنانات الـ”هزّي يا نواعم” اللواتي لا يملكن الصوت ولا الاداء ولا “من يحزنون” ولكن، ان تتطاول ليال على الماجدة بهذه العشوائية وقلّة الادب واللا مسؤولية، فذلك يعني انها حاقدة بل حاقدة جداً عليها ، ولو اعطت رأيها بمزاح وقالت ان صوتها لا يعجبها لكنا تفهّمنا ذلك واحترمنا وجهة نظرها فالاعجاب بالنجوم ليس فرضاً كما انه ليس الزامياً ، فكل واحد يتبع اهواءه ويحب من يحبّ ويكره من يكره، انما التهكّم بهذا الشكل الفظيع والنافر، فهو أولاً لا يليق بمحطة OTV صاحبة المبادىء، فشعار “الاصلاح والتغيير” لا يجب ان يبقى شعاراً على ورق انما يجب ان يكون أسلوب حياة يبدأ من اصغر برنامج على شاشتها ، فتكون حينها أمثولة لسواها من المحطات ومثالاً يحتذى به، فلا تسمح ان تهان السيدة ماجدة الرومي في برامجها .
والمسؤول الثاني هو هشام حداد الذي حاول ان يرطّب الاجواء ويصلح اعوجاج الحلقة الا انه فشل امام اصرار ليال على الأذية، فما قامت به لا يندرج تحت خانة “الانتقاد ” انما هو تهكّم واضح وهو مرفوض جملة وتفصيلا لانه نابع من كراهية غير مبّررة.
وان كانت ليال متأثّرة بشخصيتين ربما لم يعودا مقرّبين من الماجدة او ربما لم يكونا مقربين يوماً وهما الشاعر أنسي الحاج زوج عمتها وصديقها السابق الفنان الكبير زياد الرحباني الذي عاشت معه وبطبيعة الحال تأثّرت به وهما عالأكيد يعتبران ان الله “خلق فيروز وكسر القالب” وهذا أمر نتفهّمه ونعترف به ونؤيده، الا ان ذلك لا يعني ان تتهجّم مجاناً وبهذا الشكل الرخيص على رمز من رموز الفنّ اللبناني وهي ماجدة الرومي، فتلغي وجودها وتنهال عليها بالاهانات والتهكّم الساذج فإن شاءت ليال وسواها او لم تشأ، فالسيدة ماجدة الرومي تعتبر رقماً صعباً في العالم العربي وهي الأقرب الى فيروز و الابعد عن سواها من الفنانات، وهي حالة فنية نادرة وكيان فنّي ابداعي قائم بحدّ ذاته، فلا يجوز لكل من تخوّله نفسه السخرية منها والاساءة اليها، فبين “خفة الظل والحرتقة” من ناحية يا ليال وبين “قلّة الادب” من ناحية أخرى شعرة رفيعة جداً، وانت تصرّفت بقلّة أدب حين سمحت لنفسك بانتهاك حرمة كبيرة من لبنان ، فانتهكتِ لبناننا الذي تمثّله الماجدة أفضل تمثيل في كل محافل العالم وهشّمت الصورة الجميلة التي كنا رسمناها لكِ في ذاكرة بقيت وفية لفنّكِ حتى الامس، فبعض رموز هذا البلد ممنوع عليكِ وعلى سواك التطاول عليها…وأنت فعلتِ!!
ونحن اذ نثني على موقف الصحافية ماغي نينجيان ضيفة الحلقة التي دافعت عن الماجدة الا اننا بالمقابل لا نعذر الصحافي تمّام بليق الذي لم يحرّك ساكناً فالتزم الصمت واكتفى بالقول ان رأي ليال يمثّلها وحدها في حين كنا نتوقّع منه موقفاً أكثر جرأة لدرجة ان يصل الى التهديد بالانسحاب ان لم تقدّم ليال اعتذاراً ونحن نطالبها اليوم باعتذار علنيّ على الشاشة نفسها وفي البرنامج نفسه لتعيد الاعتبار الى كبيرة لبنان ولن نقبل اقّل من ذلك وهي حرّة في الاختيار بين ان تكون راقية وتعترف بخطئها وتعتذر او ان تكابر وتعاند وتفقد مصداقيتها واحترامها لدى الجمهور اللبناني الذي هو نفسه جمهور الماجدة .