رأي خاص- عودة غير موفقة ابداً لبرنامج الاطفال (ميني ستوديو) الذي تحوّل الى محطة اعلانية بعيداً عن الابتكار
تأملنا خيراً بعودة برنامج الاطفال الاول في لبنان Mini Studio الى شاشة mtv بعد انتهاء عقده مع محطة lbci وبسبب شحّ برامج الاطفال المتخصصة في لبنان اعتقدنا ان mini studio سيعوّض على جيل كامل من أطفالنا وبما اننا من متابعيه منذ اطلاقه بداية على شاشة mtv منذ افتتاحها حيث كان للبرنامج صدى ايجابي كبيرK أصبنا بخيبة أمل كبيرة لدى مشاهدتنا لحلقة اليوم التي لم تتضمّن جديداً ولا حتى قديماً بل وقتاً ضائعاً على الهواء ملأه معدّو البرنامج بالاعلانات فتحوّل البرنامج لمجموعة من المحطات الاعلانية لطعام الاطفال والالعاب ولم يحقق الهدف الذي وجد لأجله أصلاً.
عوّدنا برنامج mini studio على التثقيف الهادف وعلى تقديم معلومات قيمة وضرورية وأستذكر اليوم حلقاته القديمة حين كان يشقى معدّوه ومقدّموه من اجل تعليم اولادنا اموراً حياتية هامة بالاضافة الى الرقص والغناء وتقديم مواد تثقيفية حقيقية بعيداً عن الاستسخاف والاستخفاف بعقولهم خاصة وان البرنامج اليوم يتعاطى مع جيل الانترنت والIpad والIphone وهم أذكى بكثير من أجيال سابقة كان الوصول اليها أسهل بكثير ، لذا كان المطلوب من القيمين على هذا البرنامج البحث وبعمق عن مضمون شيّق جديد يحاكي عقول هذا الجيل الذي لن يكتفي بتسريح شعر Barbie او دهن الnucrema على قطعة من الخبز او قصّ علب الpicon والرسم عليها فقط لأن هذه الشركات هي راعية للبرنامج او الاستعانة بهم في الاستوديو للتصفيق فقط.
في النسخة القديمة من mini studio كان مقدّمو البرنامج يتمتعون بالكاريزما التي افتقدها مقدمو النسخة الجديدة وبقوة ولم اجد فيهم ما يشجّع على المتابعة وكنت أفضّل الا يبصر البرنامج النور على ان يبصره مع بعض الهواة الذين لن يضيفوا شيئاً اليه.
في النسخة القديمة، كان الاولاد يتعلمون الغناء على طريقة الkaraoke اما اليوم فيظهر على الشاشة من يغني لهم من الضيوف الاطفال فلا يحققون اي افادة. وفي النسخة القديمة ايضاً كانت المقدمات يعلمون الاولاد خطوات الرقص ليضمنوا ان المشاهدين سيستفيدون من هذه الفقرة اما اليوم فيُجبرون على مشاهدة من ترقص لهم دون ان يتمكنوا في لحظات من حفظ الخطوات لتنفيذها.
نأسف حقاً لهذه العودة الخجولة لبرنامج الاطفال الاول في لبنان الذي كنا نعوّل على عودته كثيراً ولكنه للأسف خيّب أمالنا وطبعاً آمال كل الاولاد والاطفال الذين لم يجدوا فيه جديداً في ظل تقدّم التكنولوجيا التي يستمتعون بها وفي وجود برامج للأطفال متخصصة ومتقدّمة أكثر ان على شاشاتنا اللبنانية الاخرى ونذكر منها برنامج kazadoo او على المحطات العالمية وكنا نتمنى الا يصار لاستثمار هذا البرنامج لجمع اكبر عدد من المعلنين والرعاة وتخصيص كل هذه المساحة لهم بدل التفكير بعمق وحكمة بأسلوب جديد للتعاطي مع هذا الجيل المتطور وبالتعاون مع مقدمين ومقدمات اكثر احترافاً فالتعاطي مع الاطفال دقيق وحساس جداً ولعله الاصعب على الاطلاق ونعتبر mini studio بشكله ومضمونه الحالي سقطة مدوية لعودة غير موفّقة للبرنامج.