رأي خاص- الى زافين: هل اتعبك الابداع والنجاح لدرجة انك طالبت بإجازة منهما ووافقت على تقديم هذا البرنامج؟‎

لم يتسنى لي مشاهدة الحلقة الاولى من برنامجه الجديد “عالاكيد” فوعدت صديقي الاعلامي الكبير الاستاذ زافين قيومجيان ان أشاهد الحلقة التالية منه عالاكيد لانني لن اوفّر فرصة مشاهدة البرنامج الذي تآمر على ذاكرتنا وحاول مسح سنوات 13 منها من خلال تركيبة تلفزيونية جديدة من ابتكار الشركة الرائدة periscoop ومن اخراج المبدع باسم كريستو.

لم أخبر زافين انني شاهدت مشاهد من الحلقة الاولى في مكان ما لانني لم اكن قد كوّنت بعد فكرة واضحة ونهائية عن البرنامج، فانتظرت الحلقة الثانية ، وثانية بثانية كنت أسأل نفسي وانا اشاهد الحلقة “اين زافين” ؟

ان كنتم تعتقدون انني لا اعرف زافين جيداً فانتم مخطئون. وان كنتم تعنون ان ذاك الشاب الوسيم الذي يجلس في صدارة الشاشة و يضع النظارات ويرتدي الابتسامة الماكرة احياناً والساحرة احياناً أخرى فهذا طبعاً ليس زافين الذي أعرفه. فالفرق بين من اعرفه ومن تعرفونه 13 سنة من الابداع والحنكة والدهاء والذكاء و13 سنة من الخبرة في تقليب الرأي العام على الظلم واليأس والاستسلام و13 سنة خبرة في محاورة اخطر الشخصيات اللبنانية والعربية وفي كافة المجالات و13 سنة خبرة في محاكاة العقل والمساهمة في تطويره وتفعيله ومَن شاهدته في برنامج “عالاكيد” هو عالاكيد شاب هاوٍ جديد موهوب جداً في فنّ الكلام والاهمّ انه موهوب جداً في معالجة قضايا الناس الصغيرة والعالقة حيث يجري اتصالاً من هنا ويقنع ضيفاً من هناك بمساعدة فريق عمل “شغّيل” وجريء، وهذه مهام قد يقوم بها باندفاع كبير اي اعلامي هاوِ جديد يبحث عن هوية له ويريد ان يثبت انه جدير بثقة المحطة والجمهور وربما المعلنين ايضا، ولكن اين زافين قيومجيان؟

من وجّه الرأي العام خلال اكثر من 13 عاماً ومن كان مبادراً الى تحفيز اللبنانيين على اكثر من قضية واكثر من رسالة واكثر من دور، ومن كان عموداً فقرياً في احداث الانقلابات الفكرية وتوريط الجمهور في القضايا الاجتماعية والانسانية الأهم في هذا الشرق الرازح تحت اثقال التناحرات السياسية، ومن كان مبادراً الى احداث صدمات ايجابية حثّت الناس على استعادة ادوارهم الانسانية بالدرجة الاولى كان زافين قيومجيان،عين وأذن واوتار و عصب الشعب اللبناني الذي تحدث باسمهم ودافع عنهم وحمل قضيتهم .

في السياسة كان رائداً ،في الثقافة كان علاّمة ، في المجتمع كان ثائراً ، في الفنّ كان موّجِهاً وكان الصورة المشرقة والمشرّفة للبنان على كل المنابر العربية والعالمية التي اعتلاها بصفته سيد برنامج “سيرة وانفتحت”، سيد الحوارات الهادفة والمثقِفة وسيد التوعية الاجتماعية في غياب تام للاعلام الوطني التوجيهي ولدور الوزارات المعنيّة . هذا هو زافين الذي تعرّفت عليه، وعالاكيد ليس من شاهدته بالامس .

فمَن كان ملكاً في ادارة اصعب الحوارات واكثرها حساسية وخطورة، لا يعالج قضية ابواب حديدية وشيكات بلا رصيد وتعدّيات على حقوق بعض المواطنين التي يستطيع أي اعلامي القيام بها ، صدقوني أي اعلامي طموح وموهوب يستطيع الجلوس في علبة الكبريت تلك التي يسمونها ديكوراً والى جانبه ثلاث محامين كان يمكن اختصارهم بواحد فقط واستقدام جمهور من جماعة “الزقيفة” وملاحقة قضايا اللبنانيين التي لا تنتهي والتي على اساسها ولدت فكرة هذا البرنامج لان صاحبة الفكرة peri cochin الذكية جداً تعلم ان للبنانيين قضايا قد تحتاج عالاكيد الى اجزاء واجزاء لاستيعابها .

تلفزيون “المستقبل” ماذا فعلت بزافين ؟ اهكذا نكافىء مبدعاً من لبنان فنعيده الى الوراء 13 سنة بدل ان نكرمه باستحداث “سيرة وانفتحت” وفتح نوافذ جديدة في البرنامج وخلق محاور وفقرات جديدة وصرف ميزانيات هائلة على الانتاج وتوسيع رقعة تغطيته للاحداث فيسافر البرنامج الى اكثر من بلد عربي وغربي لمواكبة الاحداث ومناقشتها .

اهكذا اعتقدتم انكم ستستعيدون مكانتكم بين المحطات اللبنانية ببرنامج اقل ما يقال فيه انه “بضيّق الخلق” وممّل بالرغم من محاولات “الاكشن” التي تحاولون اضافتها اليه ولكن دون جدوى؟ لا تصدقوا كل ما يقال عن البرنامج فإن كان الناس يشاهدونه فقط من باب الفضول وباب الدعم لمن كان رفيقهم لأكثر من 13 عاماً…

وهنا اتوّجه الى صديقي زافين لأسأله “هل اتعبك الابداع والنجاح لدرجة انك طالبت بإجازة منهما ووافقت على تقديم هذا البرنامج؟”

يتبع…

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com