رأي خاص- بعد في تيتا بس ما طلعت عالتلفزيون برمضان
لا شك في ان “الفوضى” هي العنوان العريض لشهر رمضان المبارك على شاشاتنا الصغيرة وليست طبعاً الفوضى المنظّمة بل الفوضى القاضية التي تضع كل البرامج والمسلسلات في مطحنة واحدة بغض النظر عن مستوياتها المتفاوتة او المحطات التي تعرض عليها.
اليوم سنجول على محطاتنا العربية وخاصة اللبنانية منها وننقل لكم بأمانة أجواء الفوضى التي لم نشهد لها مثيل في اي موسم رمضاني آخر، فشاشاتنا تشهد على فورة فنية نادرة يمكن تسميتها شهية مفرطة او جوع قديم للظهور في هذا الشهر الفضيل .
ماذا تريدون ان نسمي فنانا تّمت استضافته ضمن برامج لبنانية اكثر من 10 مرات في اسبوع واحد حيث كان يلبّي احياناً دعوات بعض البرامج التي تبثّ نهاراً ، فكان يسأل الاسئلة نفسها ويكّرر الاجابات نفسها، حتى بات المشاهد مستعداً لكتابة السيرة الذاتية لكل فنان تمت استضافته خلال الشهر الفضيل؟
ومن الامور المضحكة المبكية ايضاً ان احد الفنانين حلّ ضيفاً على احدى البرامج التلفزيونية المسجّلة ليتحدث عن خلافه مع احد زملائه بعدما تمّت استضافته في احدى الاذاعات قبل يومين حيث تمّ الحديث عن حلّ النزاع وعودة الامور الى سابق عهدها بين الرجلين فكانت حلقته المسجّلة على التلفزيون “بايخة” و”منتهية الصلاحية” وهذا يؤكّد مرّة جديدة على حالة الفوضى السائدة والاستخفاف بعقول المشاهدين التي نعيشها في رمضان.
كل البرامج الفنية المسجّلة التي عرضت في رمضان لم تكن جاذبة للمشاهد الذي يفَضّل متابعة البرامج المباشرة التي يتفاعل معها الى حدّ بعيد وهذا ما ساهم في انجاح بعض البرامج وافشال أخرى، فلم تخدم البرامج المسجّلة النجوم حيث بدت اخبارهم معلّبة وليست وليدة اللحظة، ولا نفهم حتى الساعة ما كان المانع في ان تكون هذه البرامج مباشرة بكل عفويتها واخطائها وهفواتها فهذا ما اعتدناه في رمضان حيث كانت تنقل المحطات التلفزيونية في السابق اجواء الخيم الرمضانية وكل المقابلات التي كانت يجريها الاعلاميون على هامشها .
لم نشهد على هكذا فوضى منذ وقت طويل وهذا الجوع العتيق عند فناني الصف الثاني وبعض الاعلاميين خلق حالة من الاشمئزاز لدى المشاهد الذي ملّ نفس الضيوف الذين كـ “طرزان” يتنقّلون من محطة الى أخرى ومن اذاعة الى أخرى وموضة استضافة اكثر من 4 ضيوف موضة لا تصلح دائماً خاصة في هذا الشهر الفضيل، فأي مشاهد طبيعي قد لا يتلقّف ثرثرة اكثر من 30 ضيف في ليلة واحدة، ففضّل المشاهد ان ينتقل الى متابعة المسلسلات، يتابعها بسلام ويستمتع بها بهدوء بعيداً عن صخب برامج المنوعات الفارغة من اي مضمون باستثناء بعضها طبعاً والاحصاءات اكبر شاهد على نجاحها لذا تصدّرت قناة “الحياة” المصرية كل الاحصاءات التي اجريت منذ بدء الشهر الفضيل وكان لبرنامج نيشان “انا والعسل” الحصّة الاكبر من نسب المشاهدة .
لم اكن امزح حين كتبت على صفحتي الخاصة على موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” : ” بعد في تيتا ما طلعت عالتلفزيون برمضان” فهي ربما الوحيدة التي لم تتم استضافتها في ظل هذا الجوع المستشري للظهور فلم يحسب نجومنا اي حساب لاطلالاتهم التي جاءت عشوائية وفقط مراعاة للمحطات والاذاعات وزملائهم فيها على حساب نجوميتهم ومكانتهم ومحبّة الناس لهم.