تغطية خاصة بالصور- رئاسة الجمهورية ووزارة الشؤون الاجتماعية كرّمتا نجوم (مش مسموح الفقير يجوع) واعلنتا نتائج المرحلة الاولى من برنامج دعم الاسر الاكثر فقرًا
لبّى عدد كبير من الوزراء والنواب والاعلاميين والفنانين دعوة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان الى قصر الرئاسة في بعبدا لاعلان نتائج المرحلة الاولى من برنامج دعم الاسر الاكثر فقرا الذي أطلقته وزارة الشؤون الاجتماعية والذي شارك فيه عدد كبير من الفنانين والاعلاميين وذلك بحضور السيدة الاولى وفاء سليمان وعقيلة رئيس مجلس النواب السيدة رندة بري ورئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي، عقيلة الرئيس الراحل الياس الهراوي السيدة منى، وزير الشؤون الاجتماعية وائل ابو فاعور إضافة الى عدد من الوزراء والنواب والشخصيات السياسية والاجتماعية والاعلامية والفنية وشخصيات المجتمع المدني.
بدأ الحفل بالنشيد الوطني، ثم كانت كلمة لعريفة الحفل الاعلامية ديما صادق رحبت فيها بالحضور، ثم تم عرض فيديو كليب لأغنية قدّمها عدد من الفنانين والاعلاميين اللبنانيين وهم دينا حايك ، نقولا الاسطا، جيلبير جلخ، سنا نصر، بريجيت ياغي، هاني العمري، ورد الخال، فيني رومي ، هشام الحاج، جورج خباز ، الين لحود والاعلامي الكبير مرسيل غانم.دعماً للمشروع، اضافة الى فيلم وثائقي عن آلية عمل واهداف برنامج دعم الاسر الاكثر فقرا” ونتائج المرحلة الاولى منه التي أظهرت اكثر من 13000 عائلة تعيش تحت خط الفقر الادنى بين 33000 عائلة تمت زيارتها من قبل موظفي وزارة الشؤون الاجتماعية .
من ثم كانت كلمة للوزير ابو فاعور الذي جاء فيها:
منذ أشهر عشرة، وبعد سنوات من التطواف في أدراج الوزارات والمؤسسات ، أعلنت مشروع دعم الأسر الأكثر فقرا بحضور رئيس مجلس النواب ورئيس مجلس الوزراء وكبار أركان الدولة والمجتمع المدني .
وقد كان في الأمر ما يتجاوز التحدي ، كان ثمة مخاطرة
مخاطرة بمصداقية الدولة ، ورصيد مصداقية الدولة لا يحتمل الاسراف او التبديد
مخاطرة بمصداقية الحكومة ، والحكومة كانت لا تزال بكرا
مخاطرة بثقة الناس ، والناس ملّوا الوعود التي ما جلبت لهم طحينا
مخاطرة بآمال الفقراء والفقراء ما عادوا يحتملون خيبات الأمل
أشهر عشرة، نشط فيها موظفو الوزارة وفريق رئاسة الحكومة، نشط فيها العاملات والعاملون الاجتماعيون، من بيت الى بيت ، من قرية الى قرية ، من واحة بؤس الى اخرى ، من منزل لم تزره شمس الدولة في يوم من الأيام الى حي ظلله الفقر الى حدود العتمة.
ثلاثة وثلاثون الف طلب في المرحلة الاولى ، اي ثلاثة وثلاثون الف زيارة الى ثلاثة وثلاثين الف منزل او شبهة منزل.
بعضهم لم يصدق ان الدولة تزوره وقد قضى العمر بحثا عنها ، بعضهم بكى وأبكى، بعضهم تحصن في كبرياء فقره فأخجلنا، بعضهم حتى اللحظة لم يصدق لكن جلّهم وثق بنا ولا نستطيع ان نخون هذه الثقة.
فخامة الرئيس ، دولة الرئيس
الفقر في لبنان كان امتيازا عندما كان للفقراء من ينطق باسمهم ويدافع عنهم عندما قال معلم افتخر بالانتساب اليه : ان البؤساء والمشردين ، هؤلاء الذين ليس على صدورهم قميص هم الذين سيحررون هذا العالم.
الفقر بات يتما عندما أشاحت الدولة بوجهها عن فقراء لبنان واختصرتهم أبناء طوائف وأتباع مذاهب ومريدي ملل وتابعي سياسات تأبه لكل شيء الا لفقرهم وعوزهم .
الفقر كان دائما في اساس صراعاتنا وحروبنا وانقساماتنا وعرفت السياسة بدهائها اذا لم أقل بخبثها كيف تجعل الفقير عدوا للفقير وكيف تنصب المتاريس بين فقراء الوطن فيقتلون مرتين : مرة بفقرهم ومرة برصاص بعضهم البعض.
ليس في الامر منحة ولا منة ولا مكرمة من الدولة تجاه أبنائها المفترضين ، بل ان مفهوم دولة الرعاية ، دولة الرعاية الاجتماعية هو ما سقط طويلا من بنية تفكيرنا .
لا ندعي اننا فيما نقوم به ، نطوى صفحة الفقر في لبنان او نردم الهوة السحيقة بين اللبنانيين لكننا بهذه التجربة التي تحصنت بالشفافية الى أبعد الحدود نطلق النفير لما يجب ان يكون .
اي دولة قاصرة اذا لم تتوجه الى فقرائها قبل أغنيائها ، وانتم اليوم يا فخامة الرئيس في عهدكم والى جانبكم دولة الرئيس تطلقون مسارا جديدا في مستقبل الوطن .
هذا المشروع لم تتلاعب به يد السياسة ولم تقاربه أصابع الطائفية ولم تقترب منه ملائكة الزبائنية وحتى اننا لا نعرف كوزارة اسماء المستفيدين ولا نريد ان نعرف.
لا نعرف انتماءاتهم ولا نريد ان نعرف
لا نعرف ما نسميه توازنات ولا نريد ان نعرف
نعرف فقط اننا تعاملنا مع المواطن كمواطن وهذا يكفي
هذه مرحلة أولى . ستليها مرحلة ثانية وثالثة وسيتم تقييم نتائج كل مرحلة وطموحنا ان نحول هذا البرنامج الى مؤسسة دائمة تعنى بفقراء لبنان وتطور البرامج لخدمتهم وتوجه الخدمات اليهم بدل الدعم العشوائي الذي درجنا عليه لسنوات طويلة.
هي فرصة لتوجيه الشكر الى كل الشركاء في انجاز هذا العمل : البنك الدولي، السفارة الايطالية، السفارة الكندية الذين ساهموا وساندوا هذا البرنامج وشاركوا فيه .
الشكر للفنانات والفنانين والاعلاميين والاعلاميات الذين تطوعوا لهذا العمل ومنحوه من ذواتهم لمسة انسانية راقي.
الشكر لفريق عمل رئاسة الحكومة الذي كانت له اليد الطولى والعقل الراجح في هذه المسيرة.
الشكر لفرق عمل الوزارة، للرسل المجهولين العاملات والعاملين الاجتماعيين وللفريق المركزي لادارة المشروع.
الشكر لوسائل الاعلام التي تعاطفت وساندت ووقفت الى جانبنا.
فخامة الرئيس ، دولة الرئيس
هي الدولة تعترف اليوم بفقرائها ، بل تعيد الاعتراف بنفسها
شكرا للزملاء الوزراء والنواب الذين تفاعلوا مع هذا المشروع
شكرا لدولة الرئيس بري على دعمه ومؤازرته
شكرا لدولة الرئيس ميقاتي الذي احتضن هذا المشروع وواكبه وأولاه الاهتمام وكرس له من وقته وجهده الكثير لكي نصل الى ما وصلنا اليه .
أشكرك فخامة الرئيس ، أنت الذي شاركتنا شغف خدمة الفقراء والانتماء الى قضاياهم ، أنت الذي احتضنت هذا البرنامج وآمنت به ومنحته ثقتك ولو مخاطرة أو ثقة أو محبة
بهذا المشروع ، تتجول دولتنا في ثنايا الفقر من باب التبانة الى جبل محسن ، من أقاصي البقاع وجرود الهرمل ، من جبل لبنان الى جنوبه ، الى عكار والى العاصمة بيروت وضواحيها التي تتعانق فيها الأحياء الشاهقة مع الأحياء المسحوقة حيث تطغى روائح السيجار الفاخر على طبخات بحص الفقراء التي ما نضجت يوماً .
فخامة الرئيس
أنه زمن البحث عن الدولة ، ولو في كومة قش الطوائف وفي هشيم النزاعات والنزعات والأهواء والانقسامات،
في زمن شك الدولة وعدم يقين المواطن أقول :
عسى ان نكون قد ساهمنا في مصالحة الدولة مع ابنائها من الفقراء،
عديمي الحيلة، خفيضي الصوت ، لكن الفقراء اصحاب الكبرياء الذي لا ينضب،
ان الدولة، في مدها وجزرها ، هي الخيار الذي لا خيار سواه
ان الدولة، في قوتها وضعفها ، في عدلها وجورها ، هي الملاذ الذي لا ملاذ سواه.
وأقول : ان الدولة اذا قويت لاذ بها المواطن واذا ضعفت لاذت هي بحكمة عقلائها وابنائها حماية لهم.
وفقتم يا فخامة الرئيس ومعكم دولة الرئيس في ما تقومون به
شدد رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان على أن بناء لبنان على واحات قليلة من الازدهار وسط أحياء فقيرة وأرياف مقفرة ليست مدخلاً للاستقرار السياسي والأمني، مؤكداً ان ديموقراطيّة الخبز وعدالة توزيع الثروة، هي بوليصة التأمين على الأمن والسيادة والاستقرار، ومحفّز على التضامن الاجتماعي الذي يعبر الطوائف والمناطق ويعزّز الوحدة بين اللبنانيين، علاوةً على كونه واجباً إنسانيّاً وأخلاقيّاً.
وإذ اعتبر أن “البرنامج الوطني لدعم الأسر الأكثر فقراً” الذي اطلقته وزارة الشؤون الاجتماعية بارقة أمل على جبين اجتماعي يهدّده البؤس، فإنه أشار الى أن المسألة الاجتماعيّة ستظل في صدارة جدول الأعمال الوطني.
واكد رئيس الجمهورية ان مستقبل النموّ والاقتصاد يبدو واعداً في ظلّ التحولات الديموقراطيّة وما يمكن أن توفّره من انفتاح واستقرار، بالإضافة إلى أنّ مسيرة التنقيب عن النفط والغاز ستفتح آفاقاً مريحة للوطن، لافتاً الى أن ما يحتاجه لبنان هو انقسام من نوع آخر، أيّ حول شعارات اقتصاديّة لا سياسيّة، وإلى حركة اجتماعيّة ونقابيّة مستقلّة عن أيّ هوى طائفي أو حزبي وإلى إعادة بناء اقتصاده على أسس تؤدّي إلى إحياء الطبقة الوسطى كضمانة للتوازن ورافعة للنظام المدني.
شاهدوا الصور والفيديو