رأي خاص- غادة عبد الرازق تخرج من الفقاعة مع سبق الإصرار
كنا جميعاً في انتظار أن تخرج غادة عبد الرازق من تلك الفقاعة التي أحاطت نفسها بها لأكثر من سنتين في عدد من الأعمال التي لم تكن لائقة بحجم الموهبة التي تمتلكها و التي جعلت كبار المخرجين يصنفونها في السابق كالنجمة الأولى بين بنات جيلها لموهبتها الكبيرة.
تخبطت غادة بين العديد من الأعمال التي أغفلت فيها موهبتها و ركزت على جمال إطلالتها، وكان كبار النقاد قد كتبوا عنها خوفاً على تلك (البطلة) بداخلها التي يبدو أنها اليوم قد عرفت كيف تتخلص من تلك الفقاعة وتخرج منها.
حيث نرى في مسلسل (مع سبق الإصرار) غادة السابقة التي تعرف أنها ممثلة محترفة فتتفنن في تحريك اوتار الشخصية التي تمثلها لتخرجها لنا وتتقمصها فتجعلنا ننسى رغماً عنا وجهها الجميل وأنوثتها الأخاذة ولا نعود نرى أمامنا سوى تلك الشخصية التي أعطتها تلك الفنانة كل ما تملك بحرفيتها العالية لتتحول أحاسيسها إلى حقيقة وحالتها إلى واقع.
وها هي اليوم قد مرت حلقتين من العمل ولا زالت غادة متألقة وتعيش الدور وكأنها الدكتورة فريدة فعلاً وتناست مساحيق التجميل ومصفف الشعر وانطلقت مع تلك الشخصية الجادة التي ليس فيها أي شيء من الدلال وإنما يغلفها الكثير من الحزن والإصرار معاً.
مسلسل (مع سبق الإصرار) استطاع أن يخرج وإلى الآن أفضل مافي أبطاله، حيث يظهرون جميعاً كما لم نراهم من قبل، برغم من أن غالبيتهم قد تأرجحوا سابقاً بين أدوار الخير والشر ولكن في هذا المسلسل بالذات هم مختلفون، ابتداءً بأحمد راتب، مروراً بروجينا، و انتهاءً بطارق لطفي و ماجد المصري، و لا ننسى أن الفضل يعود أولاً لذاك المبدع الذي بدأ المسلسل ممسكاً بإحكام بمحاور كل الشخصيات السيناريست أيمن سلامة و مخرج المسلسل صاحب هذا التناغم الجميل في العمل الأستاذ محمد سامي.