رأي خاص- محطة (أم تي في) الحاضن الاكبر للفنّ اللبناني في حين تبرّأت كل المهرجانات من نجومنا اللبنانيين
لا شك في ان محطة “أم تي في” اللبنانية تشكّل في السنوات الاخيرة درعاً حصيناً للدراما والفنّ اللبنانيين وهي الراعي لهما وتحرص على ايلاء كل اهتمامها وتجيّر كل طاقاتها للمساعدة والمساهمة في انجاز ذلك ، وهذا ما يبدو واضحاً من خلال المسلسلات اللبنانية التي تحرص المحطة على شرائها وهي من دون ادنى شك وبشهادة الجميع من أنجح المسلسلات اللبنانية والتي تقوم محطات عربية أخرى بشراء حقوق العرض الثاني لها بعد “ام تي في” .
ولطالما كانت “ام تي في” ايضاً مهتمّة بالفن والفنانين ولا شك في ان وجود ذوّاقة للفن داخلها واشخاص مهنيين ومحترفين يهتمّون بكل ما له علاقة بالفّن، يساهم الى حدّ بعيد بتسليط الضوء على نجومنا وتعزيز مكانتهم بين الجمهور وهذا ما تحاول المحطة والقيّمين عليها وعلى رأسهم الاستاذ جهاد المرّ تحقيقه من خلال تنظيم المهرجانات الموسيقية الغربية منها والعربية الشرقية، مع علمنا المسبق بتفاوت عدد الجمهور الذي يحضر العرضين، كون الجيل الجديد من الشباب غير منجذب الى الفنّ الشرقي الحديث. وهذا ما تحاول “ام تي في” التعويض عنه من خلال جمع أكبر عدد من النجوم في حفلة ساهرة واحدة حيث سيتسنى لكل الساهرين الاستماع الى اكثر من فنان وبالتالي الاستمتاع بهذا المزيج بين الالوان والانماط الغنائية المتعدّدة من باب حرصها على ابقاء التواصل بين النجوم وجيل الشباب الذي -وللأسف الشديد- يميل اكثر الى الموسيقى الغربية والنجوم الغربيين. وربما يعود ذلك الى افتقاد معظم نجومنا في الوطن العربي الى عامل الترفيه او الـ entertainment في عروضهم على المسرح وهو الجاذب الاكبر لدى نجوم الغرب فلا يكون عرض الفنان مملاً ولا عادياً وتقليدياً بل ينبض بالحياة من اول العرض حتى آخره، وهذا ما سينجح نجوم مهرجان الاغنية الشرقية السادس بالقيام به في الثالث من تموز في الفوروم دو بيروت ، حيث علم موقع بصراحة ان مفاجآت كثيرة قيد التحضير وسيتضمن الحفل وقفات فنّية ممتعة مع نجوم هذا العام وهم : فارس الغناء العربي عاصي الحلاني، النجمة الذهبية نوال الزغبي، البوب ستار رامي عياش، شيرين عبد الوهاب بالاضافة الى مشاركة نجوم من الجيل الجديد وهم جوزف عطية، ناجي الاسطا، سابين، سارة الهاني وانور نور .
مشكورة محطة ام تي في على مبادرتها القيمة فعلاً ولا شك في ان هذه المحطة المتعصّبة لبنانياً تقوم بواجبها وأكثر تجاه كل من شأنه اعلاء مستوى الفنً في لبنان وفي جميع المجالات ولو حاولت كل وسيلة اعلامية وكل محطة واذاعة وموقع الكتروني تشجيع الفنّ اللبناني بدل محاربته والانقضاض عليه وتهشيمه وتهميشه، لكنّا اليوم بألف خير وهذا ما كنّا نتمنّاه حتماً في مهرجاناتنا اللبنانية الدولية التي لم تبادر الى جمع فنانين لبنانيين تحت جناحيها بل كانت اول من تبرّأ منهم لألف سبب وحجّة!!
مشكورة محطة “ام تي في” ومحظوظ الجمهور اللبناني الذي يلتقي كل صيف بباقة من أهمّ النجوم اللبنانيين مع التنويه بأن محطة “ام تي في” تقوم بهذا المجهود الفردي في ظلّ أسوأ الاحوال السياسية والاقتصادية في البلاد.