زافين قيومجيان يبدأ العدّ العكسي لاختتام برنامج (سيرة وانفتحت) بعد ثلاثة عشر عاماً
أعلن زافين في ختام حلقة الاحد الماضي من “سيرة وانفتحت” إنطلاق العدّ العكسي لاختتام البرنامج، وقال إنّ هذه الحلقة التي أرادها تحية إلى عميد الصحافة اللبنانية الراحل غسان تويني هي آخر حلقات سيرة وانفتحت، قبل تقديم حلقات خاصة ابتداء من الاسبوع المقبل تحت عنوان “سيرة وانفتحت – العدّ العكسي”، ختاما لثلاثة عشر عاما من الحلقات الاسبوعية المتواصلة.
وفي تحيته إلى تويني قال زافين إنّه سيخصص الحلقة لمناقشة “من يحمي الصحافيين اللبنانيين؟، لاسيما في ظل ما يواجه الاعلام اللبناني من أزمات إقتصادية وسياسية وأمنية ورقابية ومهنية.
إستضافت الحلقة: وزير الاعلام وليد الداعوق، النائب غسان مخيبر، وعضو مجلس نقابة المحررين الجديد الصحافية سكارليت حدّاد.
في بداية الحلقة تناول الضيوف مسيرة تويني والأثر الذي تركه في عالم الصحافة اللبنانية والعربية، وكيف كان مرجعاً كبيراً لكلّ صحافي وسياسي ورجل فكر. فقال الداعوق إنّ “خسارة إعلامي كبير كتويني هي خسارة كبيرة للبنان والعالم العربي، هو رجل المواقف الصعبة، والتوازن والرأي الحكيم ، ومن الصعب تكراره. وهو سيبقى قدّوة للعيش المشترك والمواقف الحازمة في المحن”.
أما مخيبر فقال إنّ “تويني كان بالنسبة لي صديقا ومرجعا، ألجأ إليه في الكثير من المراحل، وهو القدوة في الفكر والمسلك. لقد اختصر في شخصه شخصيات عدة، وتمتع بارادة كبيرة دفعته إلى الاستمرار والمصالحة والغفران والايمان. إنه قدوة ومدرسة بكل الابعاد الانسانية”. وأضاف: “رغم كبر سنه كان يتمتع بروح الشباب. لم يكن الراحل للبنانيين فقط، بل لكل المنطقة العربية”.
وتحدثت حدّاد عن تويني وعلاقتها به: “عندما دخلت عالم الصحافة كان مرجعاً بالنسبة لي في كل شيء. هو شخصية مؤثرة على صعيد المجتمع، كما على صعيد الافراد”. كما تحدثت عن قوة شخصيته وصلابته في المواقف الصعبة. وأكدّت على أنّ “رحيله خسارة كبيرة للبنان والعالم لأنّه شخصية من النادر تكرارها”.
أما بالنسبة إلى موضوع الصحافة والصحافيين اللبنانيين ومن يحميهم، فقالت حداد إنّهم “يعيشون في خطر دائم، ويتعرضون للخطر الامني، والخطر السياسي، والخطر القضائي… وبحث موضوع حمايتهم يتطلب دراسة، واعادة نظر في قانون الاعلام والمطبوعات. نحن نحتاج إلى قانون عصري يتناسب مع المستجدات الطارئة على صعيد الصحافة الاعلام”. كما تحدثت عن العمل النقابي ودوره في حماية الصحفيين، ورأت انه الحل الامثل لهم لأنّ “النقابة تتحدث باسم الصحفيين وتعمل من أجلهم”.
وتناولت حدّاد عمل مجلس نقابة المحررين السابقة، وصوّبت بعض الاخطاء التي وقعت فيها، كالاستئثار بدور النقابة وحصر عملها بشخص النقيب. وقالت إنّ “المجلس الجديد يعمل على تصحيح اخطاء عدة وقع فيها المجلس السابق ونحاول صناعة مؤسسة تجمع كل الصحافيين ولدينا برنامج حافل لتصحيح الكثير من الامور العالقة”.
أما النائب مخيبر فرأى أن “حماية الصحفيين يجب أن يتم معالجتها في عدة محاور، جزء منها سياسي ، نقابي، قضائي وقانوني…”. وأضاف: “لا قانون يحمي الصحافيين اليوم لذا يجب العمل من أجل حماية الصحافيين من القرارات التعسفية واعادة النظر في الكثير من القرارات والعبارات الواردة في القانون والتي تطال الصحافي وأمنه بشكل مباشر. كما يجب اعادة النظر بالقانون الذي يحكم وينظم عمله”.
وأضاف: “الصحافة اللبنانية تحتاج إلى حماية خاصة وقانونية، وخصوصاً تعرض الصحفيين إلى الكثير من الضغط والأذى والقتل… ويجب وضع عقوبات مشدّدة على الذين يعتدون على الصحافيين. كما يجب إيجاد أحكام خاصة في القانون لتنظيم آلية عملهم وصرفهم من العمل وحمايتهم من الصرف التعسفي”.
ووافق الداعوق مع مخيبر على “أهمية وجود قانون يحمي الاعلام والاعلاميين”، وتمنى “الاهتمام بالاعلام ككل، مرئيا ومسموعا ومكتوبا. بالاضافة إلى الموظفين الملحقين بهذه الوسائل كالتقنيين والمصورين”. كما اقترح ” تكوين اتحاد يضم جميع النقابات الخاصة بهم. لأنّ في ذلك تفعيل وتقوية لدورهم وقراراتهم”. ورأى أن “وزارة الاعلام يجب أن تعمل بالتعاون مع النقابات لتحسين وضع الاعلام والاعلاميين ككل”.
لم توافق حدّاد مع الداعوق على “إنشاء اتحاد يضم جميع النقابات الصحافية والاعلامية، لأنّ “في ذلك تشتيت لصوت الصحافي وتشعّب للقوانين التي تحكمه”. وفضلت “وجود نقابة محررين قوية ومستقلة عن تدخل وزراة الاعلام ، وحتى نقابة الصحافة، لأنّ في ذلك تسهيل لحرية واستقلال النقابة والصحفيين”. وتناولت حداد موضوع الجدول النقابي وآلية الانتساب فيه والتعديلات التي ستلحقه. كما تحدثت عن مشاكل الصحافيين والأوضاع القانونية الخاصة بهم التي يجب أن تعدّل وتطوّر”.
وخلال الحلقة تناقش الحضور في موضوع اقتراح قانون جديد للاعلام والمطبوعات. وشرح مخيبر أبرز نقاط اقتراح القانون الذي تقدم به إلى المجلس النيابي، وهو يضم الكثير من التعديلات التي تنظم العمل الاعلامي. كما تحدث الضيوف عن “تنوّع وسائل الاعلام واختلافها وخصوصاً في فترة ما بعد الحرب”، وأجمع الحضور على أنّ “قانون الإعلام والمطبوعات الحالي بات بالياً وغير مناسباً”. كما تناولوا “موضوع الرقابة على الاعلام، والصرف التعسفي الذي حصل في أكثر من وسلة اعلامية وصحفية، والذي طاول أكثر من 2000 موظف”.
وفي نهاية الحلقة ناقش زافين مع الضيوف وضع الاعلاميين، والحلول الممكنة التي يمكن أن تحميهم من الاخطار والمال السياسي وتحكّم أصحاب المؤسسات الاعلامية بهم. كما ناقش “وضع الاعلام اللبناني ككل، وانحسار دوره في ظل تراجع المال السياسي، وانتقال مركز الاعلام إلى دبي”. وشدد المجتمعون على أهمية إعادة ألق الاعلام اللبناني ودوره، وإنشاء مدن إعلامية ضخمة لاستعادة دور الاعلام في لبنان والعالم العربي”.