بالفيديو- تصريح اصالة في موازين يتفاعل، والنقيبة سميرة البارودي تردّ عليها: نود ان نعرف من اصالة اسماء المعارضين المفقودين في لبنان
قد تكون الأزمة السورية أكثر مَن طاولت بشظاياها الوسطين الفني والإعلامي. صحيح أنّ لوائح العار انتشرت بين مصر وتونس، لكن سريعاً، عادت الأمور إلى نصابها، ونسي المصريون مواقف غادة عبد الرازق الداعمة لنظام مبارك، وتابعوا مسلسلها «سمارة» في رمضان الماضي. وحدها الأزمة السورية دخلت «موسوعة غينيس» في عدد الفنانين والإعلاميين الذين سقطوا ضحايا مواقفهم مما يجري بين داعم ومناهض للنظام، وامتد الأمر إلى تراشق ـــــ مسفّ في غالب الأحيان ـــــ بين المعارضين والموالين منهم، وتخطّت الأمور لائحتي العار والشرف. رأينا جورج قرداحي يطير من mbc بين ليلة وضحاها بسبب موقفه الداعم للنظام السوري، كما رأينا قطر توصد منذ أسبوع أبوابها في وجه ملحم زين وتفتحها لفضل شاكر.
أما أصالة التي تقف في الضفة المقابلة منذ بدء الاحتجاجات، فها هي تواجه الموقف نفسه. بعدما أعلنت من المغرب قبل أسبوع أنّها لن تزور لبنان إثر اختفاء معارضين سوريين هناك، نقلت مجلة «سيدتي» أمس عن نقيبة «الفنانين اللبنانيين المحترفين» سميرة بارودي قولها إنّ «أصالة منعت نفسها بنفسها من زيارة لبنان. أليست هي من صرّحت بأنها لن تزور بلدنا مجدداً؟ لبنان أكبر من أن تقوّمه أصالة ولن نقبل أن يتعامل معنا البعض بهذه العدائية، فلبنان فتح قلبه لكل الفنانين العرب، وموقف أصالة في هذا الخصوص مستغرب ومستنكر». وحالما انتشر هذا التصريح عبر مواقع التواصل الاجتماعي، خال الكلّ أن النقابة اتخذت موقفاً رافضاً لزيارة صاحبة «يا مجنون» إلى لبنان.
لكن في اتصال مع «الأخبار»، قالت الممثلة اللبنانية إنّ تصريحها شخصي لا يمثّل النقابة. وحين وضعناها في صورة تصريحات أصالة التي وصلتها بطريقة مبالغ فيها لعبت على وتري الإثارة والحساسيات القطرية، قالت بارودي إنّ نقابة الفنانين تحترم حرية التعبير، «وإذا كانت أصالة خائفة على أمنها الشخصي من زيارة لبنان، فهي حرة، وخصوصاً أنّ الأمر يتعلّق بحياتها»، لكنّها أضافت هنا: «نودّ أن نعرف من أصالة أسماء المعارضين السوريين المفقودين في لبنان غير قضية شبلي العيسمي؟». وتابعت: «أما إذا كانت أصالة قد تعرّضت للبنان تحديداً، فللنقابة موقفها في الوقت المناسب».
من جهتها، أكّدت أصالة من مقر إقامتها في القاهرة لـ «الأخبار» أنّها لم تذكر أبداً عبارة أنّها لا تريد زيارة لبنان، مضيفة إنّها لم توجه أي إهانة إلى الشعب اللبناني، لكنّها أوضحت أنّها تلقت تهديدات وتحذيرات بعدم زيارة سوريا أو لبنان «بالتالي، فإنّ خوفي من زيارة لبنان أمر منطقي ومقبول انسانياً». وأشارت إلى أنّها مستعدّة لزيارة بيروت في أي وقت «لو شعرت بأنّ حياتها ستكون بأمان»، لكنّها علمت بوجود «حالات إيذاء تعرّض لها معارضون سوريون في الأراضي اللبنانية». وتعجّبت من ردود الفعل العنيفة على كلامها رغم أنّ «هناك تبايناً في مواقف الفنانين اللبنانيين من الأحداث في سوريا، فلماذا يحقّ للبعض أن ينتقد تلك الأحداث، وأنا لا؟». وأنهت أنّها تحمّلت طويلاً الشتائم والإهانات التي وجهها إليها فنانون سوريون ولبنانيون، «فلماذا لا يحق لي التعبير، وخصوصاً أنّني لم أستخدم أي أسلوب غير مهذب؟». إذاً، أدّى الإعلام هذه المرة دور المحرّض، مفسّراً تصريحات أصالة من الزاوية الخطأ. مع ذلك، فطول أمد الأزمة السورية يهدّد بمقاطعات ولوائح وشروخ (وشتائم) جديدة في صفوف أهل الفنّ والإعلام، ولا يبدو أنّ الوقت وحده سيكون قادراً على محوها.
نقلاً عن جريدة الاخبار اللبنانية كتبت المقال أمل الأندري العدد ۱۷۲۰