رأي خاص- كوك استوديو وميشال الفتريادس ولّادة الابداع بعد تزويج الفن الشرقي الى العالمي
لا شك في ان برنامج Coke Studio احرز النتائج التي كان يهدف اليها القيّمون على هذا البرنامج من خلال المزج بين الموسيقى الشرقية من ناحية والموسيقى العالمية من ناحية أخرى ونجحوا في جذب الجمهور العربي الذوّاق والتوّاق الى موسيقى جديدة بالشكل والمضمون، تُخرج الأذن من قمقمها ومن الاتون الذي وضَعها فيه الواقع الفنّي العربي الذي يتأرجح منذ اعوام بين التكرار والتكرار، لدرجة ان الاغنيات التي نتجت عن هذا البرنامج شكّلت مساحة ترفيه ومتعة للجمهور العربي .
ولم تأخذ الاغنيات التي تمّ مزجها وطهوها وتخميرها في استديوهات Coca Cola حقّها من خلال الحلقات التي تعرض على شاشة mbc والتي هي من انتاج ميشال الفتريادس الذي ابدع في اختيار الاصوات العربية والاجنبية وفي اختيار الاغنيات، فجاء بثّها عبر الاذاعات اللبنانية ليعطيها مزيداً من الاوكسيجين فوصلت سالمة متميّزة ومتألّقة الى كل المستمعين وشكّلت حالة فنيّة استثنائية وخلقت مناخاً ابداعياً ولو جديداً علينا ، ولكن ليس على ميشال الفتريادس الذي تميّز دوماً بتزويج الفن الشرقي الى فنون عالمية أخرى.
لا شك في ان الساحة الفنيّة العربية عامة واللبنانية خاصة بحاجة الى دمّ فنّي جديد ، الى ابداع جديد على مستوى الالوان الموسيقية، وربما هذه مسؤولية الملحنين اللبنانيين الذي يجب عليهم ان ينتفضوا على ثقافتهم الموسيقية الشرقية ، ونحن لا ندعو هنا- لا سمح الله- الى التخلّي عن ثوابتنا الفنيّة الشرقية بل الى خلق نمط فنّي عصري جديد شرط ان يتمتّع بمقاييس ابداعية عالية وهذا ليس بالشيء المستحيل انما يحتاج الى انفتاح الملحنين على كل ما يُقدّم من اعمال موسيقية ابداعية في العالم، فنقدّم بدورنا الى العالم موسيقى واغنيات متميزّة نكسر من خلالها طوق الرتابة والتكرار .
فكرة ناجحة جداً وموفّقة جداً لميشال الفتريادس وكوكا كولا التي استثمرت في دعم الموسيقى الشرقية والتي ستعوّم السوق الفنّي المحلّي بببعض الاغنيات الجديدة لنجومنا العرب ، أغنيات أقّل ما يقال عنها انها ولّادة للمتعة و لمشاعر الفرح لدى متذوقي الفنّ المتميّز.