مكسيم الشامي… أستاذ رسم يُفكّر بأوبرا عربية ويتعلّم اللغات لإتقان الغناء الأوبرالي

 أكد مكسيم الشامي، أول المتأهلين للنهائيات في برنامج “Arabs Got Talent” على MBC4 أنه كان متخوفاً من مدى تقبّل الجمهور لغنائه الأوبرا كونه فن غربي، وألمح إلى أنه لم يتوقع أن يكون من المرشحين الثلاثة للإنتقال إلى المرحلة النهائية وأنه فوجىء لكونه أول المتأهلين بحصوله على أعلى نسبة تصويت.

وقال:”لم أكن أشعر فعلياً بالمنافسة كوننا متبارين من مواهب متعددة ومختلفة، لكنني شعرت أنني أخوض سباق للحصول على قبول ومحبة وتصويت الجمهور العربي، خاصة وأن تصويت اللبنانيين لي فقط لن يكون كافٍ لإنجاحي وهو ما حصلت عليه وجعلني أشعر بالفخر لدخولي سريعا إلى قلوب الجمهور العربي وليس اللبناني فقط وهو ما يعكس وجود جمهور يهتم بفن الأوبرا”.

وأشار الشامي إلى أنه إستشعر محبة الجمهور العربي من خلال قراءته تعليقات لمواطنين من دول عربية عديدة على صفحته على الفيس بوك، والتي وصل عدد المنتسبين إليها إلى 17 ألفا بعد أول إطلالة له في البرنامج، وقال:”تفاجأت بمدى تفاعل الناس معي وبمحبتهم للأوبرا، من كلمات الناس وتعليقاتهم استطعت أن ألمح أشخاصا من دول عربية عديدة، من مصر والسعودية وبلدان أخرى، كلهم تمنوا لي الوصول والنجاح في البرنامج وحياتي المهنية، وأكدوا أنهم سيدعمونني وسيصوتون لي، ربما لم يفهموا كلمات الأغنية، لكنهم أحسّوا بها ودخلت قلوبهم، فالفن هو قيمة عالمية لا هوية لها واللغة لا تقف حاجزا أمام الناس”.

بداية الشامي بالغناء الأوبرالي كانت منذ سنوات عديدة، لكن أول محاولاته لامتهانها كانت منذ ثلاثة سنوات، حيث بدأ التدرب على أيدي مدربين محترفين، حتى أنه بدأ بمحاولة تعلم اللغة الإيطالية ليتمكن من إتقان غناء الأوبرا بشكل أفضل، وقال:”الأوبرا إجمالا تغنّى بالإيطالية، لأنها كلغة فيها نوع من الموسيقى، فكلماتها تنتهي بحروف غير ساكنة، وهو ما لا يوجد بكل اللغات، وغالبا ما تغنى الأوبرا بالإيطالية أو الفرنسية أو الإنكليزية أو الإسبانية أو الألمانية، لا أتقنها كلها لكنني أحاول تكثيف دروسي بالإيطالية، أحفظ الأغنيات وأفهم معانيها وأسعى لتطوير قدراتي فيها”.

وعن صعوبة غناء الأوبرا باللغة العربية أوضح أنه كانت هنالك محاولة لعمل أوبرا بالعربية، حيث قامت فرقة مصرية بترجمت أغنية “لونوز دي فيغارو” لموزار إلى الفصحى وعرضت في دبي، وأخذت ضجة وكانت تجربة ناجحة، وأشار إلى أن محاولات كهذه ستكون صعبة كون اللغة العربية تقتضي لفظ مخارج الحروف بطريقة معينة وهو ما يتناقض مع الأوبرا” ، وأضاف:”تاريخيا الفن هو عالمي لا يقتصر على مجموعة أو ثقافة معينة، وهو صحيح فكل الفنون مقتبسة من بعضها، الموسيقى الغربية مقتبسة من الشرقية، فالغرب أخذ مقام واحد من الموسيقى الشريقة وإشتغل عليه وطور عليه وعمل ما يسمى بالموسيقى الغربية، في اسباينا مثلا كل ثقافتهم الفنية مبنية على الغيتار، والذي هو مقتبس من العود الذي أخذه العرب إلى الأندلس، بمعنى أن الفنون تتناقل بين الشعوب وتنموا عند شعب أكثر من شعب، لي الشرف بمحاولتي نقل هذا الفن إلى عالمنا العربي، عله يتطور على ايدينا، بعد تعريفه للناس. مثل كل الفنون عند انتقالها من حضارة لحضارة تتطور”.

وأشار إلى أنه لو كان يمتلك الوقت الكافي قبل الحلقة النهائية المتقبة، لحاول تعريب أغنية أوبرا وتدرب عليها بشكل صحيح، لكن هذا لن يكون سهلا، فتكنيك الغناء الغربي غير العربي، من ناحية النطق ومخارج الحروف، وتوقع أن يشكل عرضه القادم مفاجأة للناس، خاصة وأنه سيقدم أغنية فيها إحساس وشاعرية، عكس العرضين الذين قدمهما واللذان يغلب عليهما الحماس والتجييش، كما أشار إلى أنه سيعمل على إعداد عرضاً يساعد على إيصال معاني الأغنية إلى الجمهور”.

مكسيم الشامي كان قد قدم عرضاً في أول مرة بحياته خلال حفلة أقيمت لطلاب المعهد العالي للموسيقى في لبنان، وعرضه الثاني كان في مسرح صغير خلال مهرجانات طرابلس، إلا أن عرضه الأكبر كان على مسرح برنامج “Arabs Got Talent” والذي شاهده الملايين في الوطن العربي، وعن هذا الموقف أكد أن الخوف تملّكه قبل صعوده على المسرح، لكنه تحول إلى شخص آخر بعدها، خاصة وأنه صار بموقع المسؤولية أمام ملايين المشاهدين، والكثيرين الذين أحبوه من عرضه الأول، وهو ما دفعه لتقديم الأفضل لهم.

الشامي نحات وأستاذ رسم في الجامعة ويحضر للماجستير في فن النحت، وعن ترابط فن الرسم والنحت بالغناء قال:”هنالك مقولة تقول أن الفنون هي مجموعة سواقٍ من منبع واحد، والمنبع هنا هو إحساس الإنسان الذي يختار لغة أو وسيلة ليترجم إحساسه وتفكيره، أكيد هنالك علاقة بين الرسم والموسيقى، فعندما تغوص بالألوان تشعر أن هنالك موسيقى، بعض الفنانين اشتغلوا على علاقة الرسم بالموسيقى أو اللون بالموسيقى كما أن هنالك موسيقيين كبار مثل فيفالدي ألف مقطوعة موسيقية عن الفصول الأربعة، وعندما تسمعها تتخيل فصل الربيع مثلا”.

وعن وجود سوق للغناء الأوبرالي في الوطن العربي، أشار مكسيم إلى أنه حتى في أوربا الأوبرا كانت مقتصرة على الطبقة الراقية التي تستطيع دفع ثمن تذاكر المسارح لسماع الأوبرا، أما عامة الشعب فلم يسمعوا بها قبل اختراع الراديو والتسجيلا، كما أن فنانين مثل بافاروتي ساهموا في إطلاق هذا الفن على الصعيد الشعبي، حيث أقيمت بعض الحفلات لعامة الشعب، وقال:”لهذا فمن المستبعد ألاّ ينتشر هذا الفن في الوطن العربي، خاصة إذا أُشيع بين الناس وصارت أغنياته تعرض في الراديوهات وكثرت العروض في المسارح، عربيا كثيرون قبلي دخلوا هذا المجال، وكثيرون يهوون سماع أغنياته ويتذوقونها وهو ما يدعوا للتفاؤل”.
تذوق الموسيقى وعشقه لها دفعا بمكسيم إلى الاكتفاء بسماع أغنيات عمالقة الطرب الأصيل من عبد الوهاب وفريد الأطرش وأسمهان والتي، وعلى حد قوله، كانت تمتلك صوتا أوبراليا رائعا، كما يعشق فيروز وأغنياتها ووديع الصافي، أما الأغنيات الحديثة فهو لا يسمعها ولا يحفظها.

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com