رأي خاص- توّقعنا ان تهّب العاصفة على سيمون اسمر من الجبل… فأتت من الجنوب
لثلاثة أسابيع وموضوع الفنان فارس كرم والمخرج الاستاذ سيمون أسمر يتفاعل وقد تُرجم ذلك من خلال التصريحات والتصريحات المضادة ومن خلال التوضيحات والتفسيرات والى ما هنالك من الأسلحة الاعلامية الدفاعية التي تتقنها – والحمد لله –معظم المجلّات اللبنانية التي تصّح فيها مؤخراً أغنية “ما قلّي وقلتلوه” لـ الفنان فريد الأطرش.
أعدتُ قراءة مقابلة الاستاذ سيمون أسمر في مجلّة نادين العدد رقم 2012 تاريخ 30 نيسان 2012 حيث صرّح أسمر ردّاً على سؤال الزميل سليمان اصفهاني عن رأيه بالنجم فارس كرم من خلال سؤال يقول حرفياً “كيف ترى فارس كرم الآن؟” .وأجاب أسمر حرفياً كما ورد في نادين:
” يقدّم فارس كرم لوناً غنائياً عمره ليس طويلاً ونهايته قريبة “
” يقدّم أغنيات كلماتها لا تعيش لفترة طويلة . ليس بامكانك ان تكون مواضيعك آنية وموسمية مثل أغنية عيد الأم هذه، المناسبة ممكن ان تعود كل عام لكن “التنورة ” لن تعود”
تمعّنتُ جيّداً ومن جديد بإجابة الاستاذ أسمر الذي وان شاء الملايين او لم يشاؤوا هو استاذ كان ولا يزال يقول كلمته ويمشي ولو انها لا ترق لأحد في معظم الاحيان، ولو انه يهين من حيث لا يدري ، ولو انه “يغتال” دون ان يدرك ماذا يفعل، لكنّه هكذا “صريح” زيادة عن اللزوم وربما نحن في الوطن العربي لا نحتمل آراء المحترفين والمهنيين وبالمقابل نتقبّل الآراء المعوّجة ونموت في الـ”يمكن” و”ايه ليه لأ” و”مش غلط” و”كنت بفضّل” لأنها ايجابات ديبلوماسية تروي غرور الشعب العربي، فكيف اذا الفنانين الذي يشترون – ان صّح لهم- ثناء بعض المقّربين منهم “شراية ” ويعشقون من يمدحهم ويفيض ومن يغدق عليهم بالجمل المنمّقة التي تقطر عسلاً وسكّر، فيشعرون بالرضا التام وكأن فنّهم ومسيرتهم الفنية ستنهار غداً ان وجّه احدهم النقد او عبّر عما لا يتناسب مع مصالحهم .
فارس كرم صديق وعزيز ولكن اعذرني هذه المرّة لا بدّ من انصاف سيمون أسمر الذي لم يقّلل من شأنك ولم يهنك أبداً حين قال ان عمر اللون الغنائي الذي تقدّمه قصير ونهايته اصبحت قريبة ” وهو لم يتقصّدك أبداً ولم يقترب من شخصك ولم تطأ قدماه أرض غرورك. فقد صرّح الرجل عن رأيه وما يعتقد وهو حرّ. يقول ما يشاء ساعة يشاء ، طالما انه لم يهن صوتك ونجوميتك وشعبيتك وربما هو على حق ، فالناس سئمت وملّت الطبل والمزمار وأغنية “التنورة” التي كسّرت الارض ليست أزلية وجو بو عيد ربما قصّر عمرها أكثر حين أطلق فيلمه الاول “تنورة مكسي” فهل تواطأ مع سيمون اسمر؟
استدرجوك فارس كرم لكي تهين سيمون اسمر ونسيت انه في كل مناسبة يعتبرك الاقوى والاشطر ويثني على مواقفك الشهمة معه حين لم تتركه وهو في عزّ محنته الصحية الاخيرة منذ سنوات حيث صرّح في اكثر من لقاء انك ابن أصل ، فهل نسيت؟؟
وحتى حين اخطأت بحقّه واطلقت عليه اسم “سوسو الوحش” في مجلّة الشبكة العدد 2931 تاريخ 7 ايار 2012 وقلت عنه ما لا يقال حتى في فورة الغضب حيث صرّحت : “يا عيب الشوم، اللي اختشوا ماتوا، اتمنى ان لا تكون نهاية احد كحال نهاية سيمون سمر ، قفل معو الزمن من عشرين سنة، جوّي ورجولتي لم يسمحا لي بالاستمرار معه…” وببالرغم من ذلك، صرّح سيمون أسمر لمجلة الجرس العدد 435 تاريخ 11 ايار 2012 وقال : “انا لا اكّن لفارس سوى الاحترام والتقدير” واكّد اسمر انه عنى ان على فارس ان يغيّر مضامين اغنياته ويتناول مواضيع جديدة واضاف ان اغنية التنورة ليست اغنية تغنّى لاكثر من ثلاث سنوات ، واصّر ان لها وقتها وانتهت “
اذا يا عزيزي فارس كرم انت كنت ضحيّة تسرّعك والامر كان ليحّل باتصال سريع من بلاد العمّ سام بالمخرج سيمون أسمر وكان حقّك سيصلك حتى آخر فلس، الا انك ربما اردت ان تخلق هذه البلبلة لغاية في نفسك او في نفس احد المقربين منك وتعتبر كل ذلك من ضمن البروباغاندا الاعلامية. الاّ ان هذا، وبدون أدنى شك ارتّد عليك سلباً ، لانك تطاولت على من اعتبر ان تقصير التنورة موسمي وموضة لا تدوم ونتمنى ان تعود المياه الى مجاريها قريباً لأنك ابن اصل كما يقول عنك سيمون أسمر دائماً ولأن الاستاذ ولو اتى مئات المخرجين من بعده فهم لن يسدّوا فراغه في برامج المنوعات على الشاشات العربية واللبنانية لأنه ملكها ليس لناحية الاخراج فحسب بل لناحية الاعداد في البرامج التي يخرجها وهنا بيت القصيد وبالتالي آراءه قيّمة دائماً أعجبتنا او لم تعجبنا…
وأخيراً نقول للأستاذ أسمر وليس من باب الشماتة -لا سمح الله – انما من كل ابواب المحبة التي شرّعناها بيننا ، اننا بصراحة كنا نتوّقع ان تأتيه العاصفة من الجبل …فأتته من حيث لم نكن تتوّقع….من الجنوب!!