رأي خاص- هل تستمر محطة “أم تي في” بالتورّط مع كلوديا مارشيليان في الحياة دراما؟

في الحلقة الاولى من السلسلة الدرامية “الحياة دراما” للكاتبة اللبنانية كلوديا مارشليان والتي بدأ عرضها على قناة ” ام تي في” اللبنانية ليلة أمس والتي كانت بعنوان “الست” وهي من بطولة النجمة سيرين عبد النور التي تجسّد دور مطربة وممثلة مشهورة تدعى “سمر” والتي تعيش مع زوجها “رامي” الذي يجسّد دوره الممثل القدير يوسف حدّاد.

سمر تحّب زوجها وابنتهما السا كثيرا وتعيش حياة الترف من كل حدب وصوب ان لناحية زوجها رجل الاعمال الغني او لناحية فنّها الذي يدّر عليها بالمال الوفير ولكن قلق وغيرة زوجها عليها يسيطران على حياتهما الزوجية فيقضّان مضجعهما ويقلبان حياتهما راساً على عقب ويخلقان بينهما مواقف صعبة وحسّاسة جداً هدّدت زواجهما أكثر من مرّة.

سمر التي تخصّص اغلب أوقاتها للاهتمام بنفسها ونجوميتها ومعجبيها ،تكرس بالمقابل بعض الوقت لعائلتها، وسرعان ما تطفو على السطح الخلافات الزوجية مع كل نجاح جديد تحقّقه سمر ومع كل ازدياد لعدد معجبيها. وتُظهّر الحلقة الحالات التي يعيشها زوج أي امرأة مشهورة وبعض الارتدادات والهزات والانهيارات والِعقد التي تنتج عن هذه الشهرة التي لا يحتملها و يتقبّلها عقل الزوج في معظم الاحيان خاصة الزوج الشرقي الذي من الصعب ان يتشارك زوجته مع أي كان ومن الصعب ان يقبل بهامش الادوار ونصف الضوء الذي تسلبه اياه نجومية زوجته.

يعيش رامي صراعا داخليا أليماً ويجد صعوبة في تقبّل شهرة زوجته والاضواء والمعجبين وبعد مدّ وجزر دقيقين تهدّد سمر العاشقة التي برهنت لزوجها عن كمّ الحبّ الوفاء الذي تختزنه له والتي تحمّلت وعانت الكثير بسبب نوبات غضب زوجها غير المبرّرة والمنطقية وغير الحكيمة بالانفصال عنه ان لم يسارع الى تصحيح الوضع المعوّج وانقاذ زواجهما والحفاظ عليه .

وان اردنا ان نقيّم الحلقة الاولى من هذه السلسلة أي “الحياة دراما” نجزم ان الحلقة الاولى منه كانت موّفقة جداً ان من حيث القصّة او الكاستينغ او الانتاج او الاخراج وهو من توقيع المخرج المعجزة فيليب أسمر الذي يحصد منذ عدد ليس بكبير من المسلسلات اعجاب النقاد واهل الصحافة والغيورين على الدراما اللبنانية .

لا شك في ان الثنائي سيرين عبد النور – يوسف حدّاد يكّرر تجربة ناجحة فقد سبق ومثّلا معاً في “سارة” واختيارهما للقيام بهذا الدور كان ضربة معلّم” كالعادة واعني هنا طبعاً كلوديا مارشيليان التي رشّحت سيرين ويوسف لادوار البطولة في هذه الحلقة .

سيرين في بعض المشاهد كانت “روبي” أكثر منها “سمر” وربما لان هذه الحلقة صوّرت تزامناً مع تصوير روبي وبالتالي من الطبيعي ان تكون روبي متجذّرة في شخصية سيرين عبد النور ومسيطرة عليها الاّ ان سمر أكثر طيبة ورقّة وحنان ونجحت سيرين مرّة جديدة في لعب دورها على أفضل ما يرام وكانت جميلة جداً وموفقة باطلالاتها.

اما يوسف حداد فهو ميزان كل الاعمال الدرامية وحيث يشارك “يطبش الميزان” ويمنح العمل مزيداً من النجاح لانه محترف، صادق وحقيقي ، تصدّقه حين يفرح وكذلك حين يبكي وهو شخصية محبّبة عند كل متابعي الدراما اللبنانية.

اما المخرج فيليب أسمر فشكراً كبيرة على هذه الصورة الجميلة وشكراً على كل اللقطات التي تجزم اننا انتقلنا معه الى زمن اخراجي جديد بعيداً عن الرتابة والملل والتكرار فمن يتابع الاعمال الموّقعة من فيليب يتورّط في حبّ المسلسلات لانه يجبرنا على التعلّق بها من حيث لا ندري ومن حيث لا ندرك اين سرّ جماليتها .

اما تلك الخطيرة كلوديا مارشيليان فتذكّرني كثيراً بالمجنونة “احلام مستغانمي” التي من السهل الممتنع باسلوبها تمنعك من خيانة كتاباتها والالتفات الى كتب أخرى مهما علا شأنها ومستواها لأنها فيها جاذب ومغنطيس وكل مغريات القراءة ولأنها بسيطة ولكن محنّكة وداهية في اسلوبها الذي يجعلك مدمناً على كل سطر وكلمة من كتبها وكلوديا المجنونة بأفكارها اصبحت تدرك من اين تؤكل كتف المشاهد وعرفت “دواه” فتتقصّد في كل مرّة ان تكون الداء وتفتك بالمشاهد وتنخر حواسه.

أخيراً لا يسعنا الاً ان نثني على الاعلامية ريما كركي التي ناقشت مع ضيوفها الممثلة ماغي بو غصن، الدكتور جناح الحسن، الإعلامية ماتيلدا فرج الله، والإختصاصي في الإرشاد والتوجيه الزوجي والعائلي الدكتور رائد محسن. موضوع الحلقة فور انتهائها وهذه المرأة المثقّفة جداً واللائقة جداً تعرف دائماً كيف وبأي أسلوب تستفز حشريتك لمتابعتها فهي النار والماء في آن، بنعومة فائضة تطرح أسئلتها الجريئة وتعلم متى تلاطف ومتى توّجه الضربة القاضية ويكون الحوار معها في نهاية المطاف هو الرابح الاكبر

ولا بدّ من توجيه تحية الى محطة “ام تي في” الداعم الاكبر اليوم للدراما اللبنانية عل امل ان يستمر الدعم بالرغم من بعض الخسارات التي تتكبّدها المحطات الارضية لسدّ عجزها جراء هذا الدعم .

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com