العاصفة تضرب محطة (ان بي ان) اللبنانية
العاصفة تهب في nbn مجدداً، وموظفوها يعلنون العصيان. في ظل امتناع «الشبكة الوطنيّة للإرسال» عن دفع رواتب الموظفين منذ مدة، رسم هؤلاء تحركهم على مرحلتين، نفذوا الأولى أمس، حين توقف موظفو أقسام المونتاج والتحرير عن العمل، وقصدوا مكتب المدير العام قاسم سويد لإبلاغه القرار الأخير بأن «الإضراب اليوم (أمس)،هو خطوة أولى ستتبعها أخرى تصعيديّة ثانية يوم الاثنين المقبل». وهي تتمثل في التزام الموظفين دوامات العمل فقط، لأنهم لن يؤدوا أعمالهم، ما داموا لا يقبضون معاشاتهم، وخصوصاً أن مستحقاتهم الوظيفيّة في ذمة الإدارة تتجاوز ستة أشهر، لكونهم يقبضون قسماً من الراتب فقط شهريّاً. هذا إذا لم نذكر مستحقات المتعاقدين التي وصلت عند البعض إلى سنة ونصف تقريباً.
وفي اتصال مع «الأخبار»، طلب المدير العام للمحطة، قاسم سويد، تأجيل الكلام الآن، ولم يشأ التعليق على ما جرى أساساً. وبهذا، أجّل سويد التصريح للصحافة، لكن يبدو أن هناك من يحاول التقليل من أهمية ما جرى.
تأتي الخطوات التصعيديّة للموظفين متأخرة، لأنهم علّقوا الأمل على الوعود، وعلى ما تردد داخل أروقة المحطة، بأنّ النجدة الإيرانيّة آتية قريباً وسوف تنتشلهم من المأزق الذي يتخبطون فيه. هكذا، مثّل هذا الكلام الجرعة المهدئة التي استخدمتها الإدارة لكسب الوقت، وتأجيل نقمة الموظفين والحؤول دون تحركهم، ثم تبيّن أن لا وعد ولا من يعدون.
وإذا كانت الصورة التي تنقل أجواء الموظفين اليوم داخل المحطة سوداويّة، وتبيّن أن الوضع سيتخذ منحى تصعيديّاً، يحاول المصدر تبسيط الأمور، والتأكيد أنّ ثمة مبالغات كبيرة في هذا الكلام، يسوّقه أشخاص يحاولون الإساءة إلى المحطة. وفيما لا ينفي المصدر تحرّك الموظفين، بل يصفه بالعابر، لكنّه يؤكّد أنّ «خطوة الاثنين المقبل بالإضراب عن العمل، لم تذكر من باب التهديد الجدي». هنا يخبر القصّة نفسها، إنما عبر اختيار كلماته بعناية، فينقل عن أحد الموظفين قوله «إذا لم نقبض رواتبنا حتى يوم الاثنين، فسنوقف العمل».
هكذا، يتأزم وضع nbn أكثر، والأزمة التي زادت حدتها منذ تخلّي مجموعة «الخرافي» (كويتية) عن حصتها في القناة، وتوقفها عن دفع معاشات الموظفين، تجعل الوضع أسوأ يوماً بعد يوم. وفي ظل ما قيل عن تأليف وفد للاجتماع برئيس مجلس النوّاب نبيه برّي لإيجاد حلول جذريّة، يرى مصدر مقرب من المحطة أن «لا جدوى من التواصل مع الرئيس بري، لأنه لن يتدخّل مطلقاً». ويلفت المصدر إلى أنها ليست المرة الأولى التي يُستنجَد فيها بالرئيس بري. عند بدء عمليات الصرف التعسفي التي طاولت مجموعة موظفين في الفترة الماضية، والاستغناء عن أكثر من إعلامي بطريقة غير مفهومة، ناشدت الإعلاميّة هالة الطويل الرئيس بري أن يتدخل سريعاً، لإنقاذ المحطة «التي باتت في أمسّ الحاجة إلى ثورة إداريّة وإعادة هيكلة». غير أن أسابيع طويلة مرّت ولم يحلّ برّي شيئاً في هذا الأمر أو غيره.
دق ناقوس الخطر والأزمة تزيد حدّة، وتجعل وضع المحطة رهناً بالمجهول، فمتى تجد صرخة الموظفين صدى عند المعنيين؟ ومن سيلتفت إلى مستقبل nbn، ويوجِد حلاً لأزمة وسيلة إعلاميّة تعيش معاناة منذ انطلاقتها؟
نقلاً عن جريدة الاخبار اللبنانية، كتب المقال باسم الحكيم العدد ١٦٧٦