زاوية القراء- حداثة المرأة ومرآة الحداثة

اذا حضر الربيع في اي موسم من المواسم وتربع على عرش الغرب والشرق، وأشرقت شمسه، يشرق عبر لمسات المرأة وحضورها.
المجتمع الحر، بحاجة ماسة الى اقرار قانون يحمي المرأة، ويلزم المجتمع الذكوري باحترامها كإنسان يتبادل معه العطاء والفكر والانتاج، الحرية القانونية تنشئ العدالة وتنظم الشؤون الداخلية بين افراد المجتمع.
ويحقق تحرير المجتمع الذكوري من استغلال المرأة ووضعها في اطار كماليات حياته، بل عنصر اساسي لنجاح حياته كمجتمع متكامل اسري وسياسي وطبي وتربوي وإعلامي.
المرأة في المجتمع العربي منتهكة الحقوق بشكل فظيع، وتواجه معالجة مرض فكري يحيط بها في استعمال حقها بالدرجة الاولى، وبالانفتاح على ما أوجد الله لها وللرجل، من وسائل دماغية معينة لبعضها البعض.
الرجل والمرأة خلايا في جسد المجتمع ولا يستطيع الجسد ان ينتقص من عمل خلية واحدة فيموت.
لذلك نرى الاوجاع في الجسد الاجتماعي.
ساهمت المرأة في مسارات احقاق الحداثة في كل مجالاتها، هي مرآة الحداثة بحضورها وحنانها ومثابرتها.
اضفت المرأة على الحداثة رونقا مميزا في اظهارها اينما وجدت، فنشعر تلقائيا برونقها عند اي اطلالة لها.
الحداثة الاعلامية التي غذتها المرأة في ثقافتها وحضورها لا يستطيع المجتمع العالمي باكمله انكار لمسات المرأة في انقاذ المجتمع عبر تطوعها في الحركات الناشطة كالصليب الاحمر والدفاع المدني وغيرها من المجالات.
المرأة مُنقذة في عدة محطات اساسية، في انقاذ البشرية، والأمة. السيدة العذراء ساهمت في انقاذ الخلق كله.
امرأة فرعونية انقذت النبي موسى من الغرق في نهر النيل وانقذت مصر كلها وخرج منها عدة امم وحوّلت مصير شعب بأكمله.
المرأة اللبنانية بحاجة الى هذا القانون بشكل ملحّ ورسمي، ليس فقط للحضور في المجالس النيابية بل يحميها حقا من حالة الاغتصاب الجسدي والنفسي، والعنف، وسرعة الخاطر بأنها انسان ضعيف جسديا وعليها الاحتمال، وليس لديها اي مرجع يحميها، هذا الفكر السائد جيّش الرجل ضدها، وصاحب العمل، والغريب كونها امرأة.
القانون لحماية المرأة من العنف يلزم الفكر الذكوري بطريقة او باخرى برباطة الجأش مما يخفف من التسرع اللامبالي بمرجعية لها تؤمّن الحدّ من الهجوم عليها وإلباسها المظالم.
واذا كان الخوف في بعض الاوساط من اشغال المراكز القضائية بقضايا المرأة نسبة لكثرة القضايا الأسرية، يدخل عنصر الدين ليخفف التوجه الاول نحو القضاء بل نحو كاهن او شيخ الرعية كمبدأ اول.
والكاهن والشيخ يحملان ملف المشكلة الى القضاء المختص الذي يكون مجهزا ومعدا من قبل الدولة.
اللهم دون الرشوة من قبل الطرفين، من قبل الرجل الى الكاهن او الشيخ او من قبل المرأة.
هكذا ننشط عمل الدين في انسنة المجتمع واستدراك ارادة الله في الأُسر ومجالات العمل.
نطالب باقرار هذا القانون وعدم التأجيل والتأخير فيه، على أن يكون قانونا وشرطا من شروط الزواج وعقد العمل، بعدم التعرض لها بأي شكل من الاشكال.
الالتزام القانوني يحقق الانضباط في المجتمع ويقلل من الفلتان السائد، وعلينا ان نسعى ونقر لكي نصل الى حياة افضل. لا يكفي عرض المشكلة ونخاف ان نكثر التضحيات، بجب ان يلتزم المجتمع الذكوري باحترام المرأة واحترام حقوقها وآرائها وحمايتها بالدرجة الاولى.
المرأة تحب وتعطي بلا حدود، والرجل يتطلب بلا حدود. ويشعر بالمنافسة الدائمة مع المرأة الناجحة كونها امرأة وكونه رجل، مع انه يعلم ضعفه دونها بينه وبين نفسه، وانها دعمه الاول ولأجلها يعمل.
وكذلك القضايا التي تقتل فيها المرأة كقضايا الشرف. كثيراً ما تُقتل وهي بريئة، اعدام هذه القضايا تخفف من اعدامها. هناك دولة وقضاء فليشتكيها.
هناك كنيسة وجامع ولا يحق له ان يعدم حياتها. الله وحده اعطى الحياة والله وحده يأخذها.
يجب الاقرار في القوانين والعمل بها لضبط المجتمع لكي لا يتحول المجتمع الى غابة وحوش.
ولماذا الحد من اعطاء المرأة المركز الاول في المجال السياسي، لماذا الحد من مقدارها، الله رفع امنا العذراء مريم الى السماء، وهي صورة حواء الجديدة وام الخلق الجديد، ولماذا آدم العتيق يحط من مقدارها ويلبسها صورة الاغراء فقط لا غير. فالمرأة ام الدنيا وآدم الجديد رفعها..
لنعي كلنا الى اية جهة نوجه مجتمعاتنا. الى صورة الله ام الى صورة العبودية.. هي الجندي المناضل في كل مجالات المجتمع في الخفاء وفي الظاهر.
هي تزيّن الورود.. ولا ربيع دون ورودها..

المرأة الكاتبة

مقالات متعلقة

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com