بالصور- برعاية نورا جنبلاط… حكاية حلم عمل اوبرالي استعراضي تجلت فيه روعة الحاضر وعِظم التاريخ
مسرحية حكاية حلم، عمل اوبرالي ، إجترحت لوحاته من عمق التراث العالمي ، في قالب استعراضي تتجلى فيه روعة الحاضر وعِظم التاريخ.
هي علياء ، عاشقة الفن ونديمة الطرب، وذواقة كل تراث. لا يخبو حلمها ولا تسكن رغبتها في ان تكون اميرة تتسيد عرش الفنون.
حلم لطالما كانت علياء تحدث به نفسها وجدها (الزمان ) ، ذلك الرجل المسن الذي تجلله ملامح الوقار ، فهو من واكب امنية حفيدته وخبر التاريخ والشعوب وعاصر الازمان والدهور ،. كانت تسكنها وصاياه ، التي باتت كعناوين ونصائح تتردد في وجدانها كصوت ضمير في احايين واحايين، يحفزها على الوصول الى مبتغاها كأميرة للفنون، تلك الفنون التي تجاوزت الجغرافيا والتاريخ، وتعدت شرقيته وغربيته ، فالفن هو الفن ، لغة الحضارات وعصارات ثقافاتها.
تتالت بيانات الحضارات للمشاركة في احتفالية تنصيبها كأميرة على عرش الفنون ، الا ان امراً بات ينغص عليها ذلك الحلم ، بعد ان اصر كل امير من امراء الامم ان يجعل عرشها في حاضرته ومملكته مستعرضاً اروع رقصاته وأبهاها.
تتعاقب اللوحات الراقصة في جو محموم بالإثارة والتحدي ما بين فنون الامم وتراثها على مرأى ومشهد من الأميرة المتوَّجة.
يترقب الامراء حكمها وقرارها ، وهي التي ابهرها الجميع ، وخالطت وجدانها كل الرقصات ، فما من لوحة الا واخذت بشغافها ونالت دهشتها واعجابها.
في حمأة الانتظار وترقُب قرارها ، تتصاعد وتيرة العداء والحسد ما بين امراء الامم، فيُحمى وطيس الرقص المتداخل بأدوات الحرب ، لتتشكل لوحة فائقة الجمال ، التي يندمج فيها الحراك العدائي ، انها الحرب التي تندلع بوسائط الجسد واشباه السلاح على وقع موسيقى مجهولة المنشأ، لكنها تفي بحراك المعركة وسطوتها .
اثناء نشوب الحرب تلجأ احلام الى زرع ورودها في فوهات بنادق المتحاربين وفوق ذؤابات سيوفهم ومقابض خناجرهم ، وتصدر امراً بايقاف الحرب ريثما تنظر في امر عرشها .
تهدأ النفوس ، ويتجمد الراقصون حيث هم ، لكنها وكعادتها اثناء الملمات، تلجأ احلام الى جدها في مثل تلك المحن ، لتأمرها بأن تهب قلعته المتاخمة لشرق الارض وغربها الى تلك الامم ، انها القلعة التي تعاقبت على احتلالها غابرات الحضارات وجيوشها عبر العصور، واتخمت بالسلاح لعقود واحقاب وقرون، وقد ان لها ان تستبدل جلدتها ، وتخلع عنها رداء الحرب لتلبس وشاح الحب واوسمة السماحة وجلال الفن.
تستفرد احلام بلوحة وجدانية راقصة رائعة ، تسرد من خلالها روح الوصية ، مستفيضة بعبارات السلام، موغلة في معنى الحب، وبأن الفن سفير جمال وسلام، قلاعه القلوب المتخمة برهافة الذوق ورقي الوجدان، هكذا علمني ابي ان السلام يحيي البشر لكن الحرب تقتل الانسان.
في غمرة وجدانياتها، تتحول القلعة الى ساحة فنون، وعرش احلام ، تتماهى فيها رقصات الجمعِ ، وتسلخ عن جدارنها رايات الحرب ،لترتدي حلة الافراح التي كادت ان تموت في غمرة النسيان.
بعد خروج الجمع ، يحضرها جدها (الزمان) بباقة ورد ، ويدعوها ان تصحو من حلمها الأمثل ، ليتحول ذلك الحلم ، الى امنية ترقى ان تصبح نهجاً ، يُختزل فيه الحزن، بسعادة الانسان.
حكاية حلم : قدم العمل افراح غروب، بطولة : الممثل جهاد الاطرش، تم العرض يوم الثلاثاء في 28/12/2011، برعاية السيدة نورا جنبلاط .
شاهدوا الصور