برنامج (أنا حر) تناول قصة شابين (راوية الشاب وادمون حداد) قاما بعرض مسرحي عاد ريعه لجمعية خيرية… فدخلا السجن لأسباب أخلاقيّة
منبّهاً مستمعيه ومتتبّعيه الى مخاطر التلهّي بالخليوي أثناء القيادة، استهل جو معلوف برنامجه الأسبوعي “أنا حر” بإرشادات سريعة للسائقين الشباب للإلتزام، بدءاً منه، بقواعد السلامة العامة لجهة عدم استخدام الـ BBM والـ chat والـ sms للحفاظ على حياتهم وحياة الآخرين ولقيادة سليمة.
وبدأ مواضيعه بتناول توقيف شابين (راوية الشاب وادمون حداد) قاموا بعرض مسرحي يعود ريعه لجمعية Brave Heart التي تُعنى بمشاكل القلب لدى الأطفال. وقد أكّد جو معلوف الهدف الخيري للشابين بعد أن تم الاتصال بالجمعية التي استلمت الأموال التي كانت مُخصصة لها جراء هذا العرض. انما جاء التوقيف على خلفية أنه حصل على المسرح “بيع شباب” وتم في سياق العرض فكّ سحاب بنطال لأحدهم ليرى الحضور ثيابه الداخلية، فأصدر الحكم القاضي المنفرد الجزائي في بيروت غسّان طانيوس الخوري بحبسهم شهراً مركّزاً على “سهرة فنية في ملهى ليلي ….وكلام غير أخلاقي…الخ”. وقد تفهّم “أنا حر” وجوب الالتزام بالأخلاق العامة وعدم الإخلال بها، انما كان يجب على القضاء الأخذ بعين الاعتبار أن الهدف كان سامياً وقد كان لجمع التبرعات. وقد اعتبر جو معلوف أن القنوات التلفزيونية تعرض مشاهد لمسلسلات هي أكثر ابتذالاً من ظهور أحدهم بثيابه الداخلية على المسرح، وأنه كان بالإمكان استدعائهم والتحقيق معهم وحجز حريتهم لأيام معدودة ومن ثم إخلاء سبيلهم. ولا يعتقد جو معلوف بأن من يملك حسّاً ومشاعراً لأهداف سامية كجمع التبرعات، سيكرر الإخلال بالأخلاق بعد التنبيه. وقد وجه معلوف تحية الى الشاب والصبية لهدفهما الانساني ووعد بالتحدث اليهما فور خروجهما من السجن حتى لا نظلمهما ولا نظلم القضاء. “يا جماعة، في قواد في لبنان يعرفه ضباط ونواب ووزراء واسمه يبدأ بحرف الراء، يسرح ويمرح، مين الدعارة؟ هو أم الفتاة والشاب؟!”. سؤال طرحه جو معلوف مستغرباً في الوقت عينه عدم ملاحظة بعض الفنانات على البحر، المكان العام، وهن بلباس غير محتشم! وطالب معلوف بتطبيق القانون على الجميع على السواء رافضاً الغطاء السياسي الذي يسمح “بتشغيل البنات!”. ولفت أيضاً الى ما يشاهده أولادنا على شبكة الانترنت وإباحية بعض المواقع الالكترونية كـ (Lebanon Escorts) والذي سبق أن أرسل فيه معلوف كتاباً الى الرئيس ميرزا وما زال الموقع، ورغم الكتاب، ناشطاً على الشبكة. ووعد معلوف بمتابعة الموضوع في حلقات قادمة.
وانتقل جو معلوف الى الاحتفال السنوي للموركس دور وقد حيّا القيّمين على هذا النشاط، أي الدكتور زاهي والدكتور فادي الحلو، وشكرهما على الدعوة التي وجّهاها اليه، فهما ما زالا قادرين على جمع كل هذه الوجوه الضاحكة، منها الصادقة ومنها المُزيفة. ومن سنة الى أخرى، يضيف هذان الطبيبان الى لبنان وجهاً جميلاً من وجوه الفن والثقافة والسياحة ويعكسان حدثاً رائعاً لبلد الفن والإعلام. وبعد التحية الى المنظمين، انتقل معلوف الى الحضور، فحين كان العشاء مُقرراً الساعة 9:00، ولأننا في لبنان سنترك المجال للساعة 10:00، استفزه بعض الحضور بوصوله بعد الساعة العاشرة بل والساعة 11:15 كالممثل يورغو شلهوب الذي صادفه معلوف حين كان مغادراً الحفل و”كنت انا رايح نام”. لا يجوز عدم الالتزام بالوقت، فالمفهوم والعقلية في لبنان ينصّان على أنه من يأتي متأخراً هو class! وطالب معلوف بضرورة احترام المواعيد، فالاحترام هي من الأخلاق والتربية ومن أتى متأخراً فقد قلل من احترام اللجنة والإداريين.
والى الشهيدة ميريام الأشقر انتقل جو معلوف اليها يبلغها بأنه على الوعد، وأنه لن ينسى ما حدث، وأعلن للمستمعين بأن الجرس ستكون أول أداة تحريض لكي لا ينساها أحد. وحتى ولو –لا سمح الله- نسيها أهلها، ستحرضهم اذاعة الجرس على إحيائها من جديد. فالقضايا بالنسبة للجرس والتي تجرح وتُدمي وتُبكي هي جزء من حياة العاملين فيها، “هيك معوّدين بهالعيلة هون”. واعتبر معلوف بأن القضية لن تمر مرور الكرام وهو “حامل حمل تقيل لأنو عيلة الأشقر قالت كلام كبير: متكلين عليك ومنعرفك ما رح تتركنا”. وقد علم جو معلوف من وزير كل المواطنين، المحامي زياد بارود، ولأن مكتبه يتابع قضية الشهيدة ميريام، بأن المجرم سيُحاكم في لبنان ولن يتم ترحيله الى سوريا وبأن القضاء سيأخذ مجراه. انما لن يدع جو معلوف القضاء يأخذ مجراه لسنوات كما الكثير من القضايا بل سيطالب بالعدالة الآن وقبل الغد.
والى معالي وزير العدل الأستاذ شكيب قرطباوي، انتقل جو معلوف متناولاً تصريحاً له يدعو فيه الى تصحيح القضاء مطالباً بـ “ترك القضاء يحاسب نفسه ولا يحتاج لأحد أن يحاسبه”. وقد كشف معلوف عن رغبته منذ الصغر بأن يصبح محامياً لشغفه بهذه المهنة انما شكر ربه على عدم دخوله المُعترك “لأنو ما في عدالة بلبنان” وبأن من يملك شخصية كشخصيته، سيموت محامياً بعمر الـ 25 سنة لأنه يكره الظلم. وتمنى معلوف أن يتحقق كلام وزير العدل “لأنو في ناس عندها دعاوى مصيرية وحياتهن متعلقة بالمخاطر، وما فينا هالأد ننطّرن ونبهدلن”. وقد تفاجأ معلوف بصمت الجميع حين تم تمويل المحكمة، “ضبضبوا حالن لأنو المشروع الأكبر مش المحكمة الدولية بل الأمور اللي ناطرة بمجلس الوزراء”. فلقد مرروا مشروع المحكمة ليتفرغوا الى تقاسم قالب الجبنة الفرنسية في مجلس الوزراء. واعتبر بأنهم على الأرجح “نسيوا شكلو لرفيق الحريري، ومش فارئة معن دمو، وبعدنا مننتخبن!”. واذا كان اللبنانيون يحبون أن ينتخبوا من يزورهم في أفراحهم وأحزانهم ، فليُعلنوا ذلك!.
ومن وزير العدل الى وزير الأشغال العامة الأستاذ غازي العريضي انتقل جو معلوف “مُشتاقاً” اليه: “كنت قايم قيامتك عالحكومة ومفكرن رايحين واذ حدث ما لم يكن في الحسبان، وطلعت حساباتك غلط”. وتناول معلوف توجه الوزير العريضي الى الرئيس ميقاتي واعتذاره عن مواقفه وتصحيحه للوضع “لأنو عندك طرقات بدّك تزفّتها”. وتذكر معلوف حين كان الوزير العريضي مذيعاً في صوت الجبل وقارن بينه وبين الوزير، فالإثنان مديران، أحدهم كان لصوت الجبل والثاني للجرس سكوب، انما “شتّان” بين الاثنين. وتساءل معلوف عن ملف التعهدات وعن آل العرب وطالب بتوضيح من وليد بك جنبلاط، فالأمر بدأ يزعج اللبنانيين. “الطرقات متل ما هيي من لما خلقت وحتى بالجبل في مليون طريق ما بيسوى”. وافترض “انا حر” بأنه واذا طُبق قانون من أين لك هذا، ومن أكبر سلطة في لبنان الى أصغرها، لن يكون هناك من يُطبقه لأن الجميع سيدخل السجن. واستشهد جو معلوف بجملة للرئيس فؤاد شهاب: “السياسيون في لبنان هم أكلة الجُبنة”، وقرر معلوف بأن يغيرها لتصبح “أكلة الكافيار”، أو “أكلة أغلى شيء في لبنان”. وقد تساءل عن أغلى شيء في لبنان ووعد بأن يسأل الوزير العريضي ويعود لاحقاً للجواب!.
“واذا بعّدنا عن الأمن في لبنان”، نتناول موضوع الاصابات المتزايدة لمرض السرطان في منطقة مرجعيون. بألم يتابع جو معلوف موضوعاً حياتياً آخر يتعلق بصحة اللبنانيين. وقد اتضح بأن الأسباب لهذا التزايد هو ماء الشرب بعد ان أكد الأخصائيون ذلك ولم يتحرك أحد حتى الآن. “فهل يجوز أن تكون الماء مُسرطنة؟! لوين رايحين؟!”. ولأنه يتكلم عن الأمن، حذّر جو معلوف من مغبّة ازالة اللوحات المُخالفة في منطقة دون أخرى، وتحديداً ازالتها في مناطق كالأشرفية وكسروان وتركها في مناطق كطريق المطار وفردان!!. “أوعا حدا يفكر من ضابط أو عميد معني بهذا الملف، انو يقدر يعمل بطل ببعض المناطق فقط”. ودعا معلوف الى ان يفتحوا آذانهم جيداً، “انا حاطط حالي بالواجهة بهالملف”، وقرر بأن يكتفي بهذا التحذير وينتظر التطبيق. “ما حدا يتمرجل على كم آدمي بالبلد”، فليكُن انذاراً واضحاً وصريحاً.
وأخيراً وليس آخراً، انتقل جو معلوف متناولاً قضية جبّالة الباطون الصغيرة في ذوق مصبح. فقد أعطى وزير الصناعة رخصة بذلك، في مكان لا يصلح لذلك. وفي المُعطيات بأنه وبعد القرار الصادر عن القاضي يوسف الجميّل بالإيقاف النهائي للجبّالة، فجأة تغير كل شيء وصدر قرار بتشغيلها مجدداً وقد تدخّل الرئيس ميقاتي شخصياً من أجلها. وقد سُحب القرار من قاض نزيه في مجلس الشورى ليُسلّم الى قاض آخر. وقد اعتبر معلوف بأن السياسيين خرّبوا القضاء، “لو بتحلّوا عنّن وبتتركوهن يحكموا بضمير، السوسة من راس الحكومة ونزول”. وقد رُخّص للجبالة رغم محضر الضبط والإشارة على العقار من قبل “جونغر البطل الجبار، قائم مقام كسروان الأستاذ جوزف منصور”، الذي رآه معلوف في بكركي يصلي. وقد اعتبره “انا حر” مُوقعاً على نقطة سوداء بعد أن ورط أهالي ذوق مصبح ولوث هواءهم. “وقّعت ونمت عمخدتك…نقطة سوداء حتبقى بملفك عند الكسروانيين….آمين!”.
ومودعاً المستمعين، دعاهم جو معلوف مجدداً ووسائل الإعلام بأن لا ينسوا ميريام الأشقر لنصل الى الحكم النهائي، وتوجه الى أهل الشهيدة داعياً اياهم الى الصبر.