بالصور – (تنورة ماكسي) للمخرج جو بو عيد يشارك في المهرجان العربي للأفلام الروائية العربية
بعد أن لمع إسمه في مجال الأغاني المصورة والدعائية، يجتاح المخرج اللبناني “جو بو عيد” من خلال فيلمه “تنوره ماكسي” الصروح الثقافية ويدخل الى عالم الفن السابع من بابه الواسع، من باب مهرجان دبي الدولي في دورته الثامنة والذي هو من أهم المهرجانات السينمائية واللقاءات الثقافية في محيطه وفي العالم أجمع.
فبعد إثبات مصداقية عالمية في إختيار الأفلام المشاركة سنويا أعلن مهرجان دبي الدولي عن لائحة أفلام دورته الثامنة بين الأفلام العربية المشاركة، حيث برز إسم “تنوره ماكسي” الفيلم الروائي الأول للمخرج اللبناني “جو بو عيد” الذي من خلاله تناول بجرأة موضوعاً بدأ يثير فضول الرأي العام وهي قصة لقاء والديه فيترجمها في صور ومشاهد مظهراً للعلن حميمياتهم، أسرارهم وخصوصياتهم “جو بو عيد” الذي سوف يشارك ويكون حاضرا في دبي أثناء المهرجان، سوف يشهد على ولادة مشروعه السينمائي الأول بعد سنوات من المخاض العسير .
والجدير بالذكر أن مهرجان دبي الدولي سوف ينفرد في العرض العالمي الأول قبل بداية انتشاره في المهرجانات الدولية و دور السينما.
مبروك للسينما اللبنانية و لللبنانيين مشاركة فيلم “تنوره ماكسي” في مسابقة المهرجان العربي للأفلام الروائية العربية.
مبروك للمخرج “جو بو عيد” و فريق عمله العرض العالمي الاول لفيلمهم اللبناني في الدورة الثامنة من مهرجان دبي الدولي مبروك للبنان بلد الإبداع والمبدعين.
وهنيئا لكل المخرجين العرب وصول افلامهم الى مهرجان الدورة الثامنة على ان يكون لقاءهم الثقافي هدفه الاساسي الإنفتاح على الأخرين والحوار حول سينما عربية حقيقية.
موضوع الفيلم والمعالجة:
منذ البداية تطلق العنان وتفلت من داخلها شياطينها المخبّئة… من أحشائها يسيل ماء ودم، ومن رحمها تُخرج مخلوقاً حيّ!
امرأة أتت من العالم الخارجي، من حرب عبثيّة واجتياح اسرائيلي،لتجتاح بسحرها ضيعة نائية، فتُفقد المجتمع عذريته.
الفتاة اللاجئة، تصبح ملجأ رجل على باب الارتسام.
الأدوار تنقلب ولن يفقد عذريته سوى من يتحضّر ليصبح كاهن الرعيّة…
فمن يَمْنَح سر الزواج سوف يتزوّج ومن كان خادماً سوف يُخدم…
مع افتتاح الفيلم، بالأبيض يطل ولدٌ وبيده قماشة سوداء، قماشة لن يرتديها كاهن الرعية بل ربما الفتاة التي ستقلب حياته رأساً على عقب. هذا الراوي في سن الطفولة، يُطلق الفيلم وينهيه. يُسدل الستارة عن صُوَرِهِ التي طالما خبّأها، فيكشف عن دوافن أسراره الشخصيّة.
أمام أزرار جدّته وخيوطها الملوّنة، يلعب، يقص، يكتشف، يلصق، يحيك، يحبك، يقوم باللف من جديد ثم يعرض للعلن منتوجه، لوحته، فيلمه…
هذا الولد الذي سوف يحوّل ماكينة الخياطة الى ماكينة سينمائية، لن يتردد عن تحويل أصغر الأشياء المخبئة في ذاكرته الى قصص للعلن ليصنع من خلالها فيلمه الأوّل، صُور مجتمعه، قصّته الشخصيّة.
مفتتحاً بقماشته السوداء، لن يتوارى عن قصقصتها إرباً، ليُخيطُها من جديد في ماكينته الوهميّة مستمتعاً بدوران آلته، مدركاً أنه يركّب بنظرةٍ حديثة صوراً من الماضي.
مجسّداً الشخصيّة الوهميّة الوحيدة في الفيلم، يَدخُل بطريقة دلالية ثم يستقر متكتّماً لاعباً دور “كيوبيد” اله الحب فيفعل المستحيل ليثبّت قصة الحب التي منها انبثق.
بالنسبة له، شمعة مضاءة في مزار العذراء مريم ممكن أن تثبِّت دعوة شاب على باب الارتسام. من هنا يصبح الريح التي لا تتردّد عن اطفاء شمعة المزار، معطياً الحريّة لشعلةٍ لا تُقهر، شعلة الحب والايمان.
فقط قبيل انتهاء الفيلم، وبعد لقاء خياليّ بينه وبين والديه في نهار زواجهما، يطمئن باله، فيتوب مضيئاً شمعة المزار مجدّداً.
عندما يَكشِف المُخرِج عن نواياه:
“ماما انت اجمل ماما بالدني”
“بابا انت اقوى بابا وبس اكبر بدّي صير مِتلك”
مع هاتين الجملتين أفتتح فيلمي الأوّل، وأُسدل الستارة عن نواياي…
نيّة تحفّزها إرادتي حين قرّرت أن أعبث بذاكرة والديّ،حين قرّرت إعادة خلق اللقاء بينهما والتدخل بلحظاتهما الأكثرحميميّة لعلي أجعل منهما أبطالاً فأحوّلهما الى أساطير…
من هنا انتقلتُ الى مرحلة لم أختبرها، الى وقت لم أولد به بعد، فبدأت بتصوير هذه القصّة التي سمعتُ عنها كثيراً، هذه القصّة التي أثارت فضولي، أثّرت بطفولتي فأحببتها. سبقتني فكنت أنا بذاتي نتيجتها…
بنظري هي أجمل من “ذات القبعة الحمراء” أو “بياض الثلج”، بنظري هي أكبر من قصّة طفوليّة. بنظري هي شهادة حبّ وإيمان، هي قصّة امرأة اجتاحت رجلها كما اجتاحت الحرب زوايا العقول فرسمت بكل زاوية شبحاً متربّصاً في الذاكرة.
ذاكرة حرب لم نشهدها فكنّا حصيلتها…
ذاكرة مصفّاة لراوئي ينطلق من الواقع ليجول بين الشعر والتأمل…
لم أرِد سوى ان أتكلم عن أشياءٍ عايشتني، عن صورة تعانق ضعف الذكرة وتغمرها بأفضل حلّة،
عن عقم مجتمع أنبثق منه،
عن كنوزي الصامتة أحياناً…