بالصور روني مهنا- لأنّ هذا الزمن بحاجة إلى الإلتزام ، أكثر من أي زمان… خالد الهبر هيدا زمانك
بغض النظر عن إستثناءات قليلة، اعتاد العمل خلال السنة استعداداً لإطالة موسميّة، يُقدّم فيها قديمه إضافة إلى أعمال جديدة تعكس غالباً مواقفه الراهنة.
هو خالد الهبر، فنان الأغنية المختلفة الأقل محبّة للظهور، الذي أحيا حفلة موسيقيّة على خشبة مسرح الأونيسكو، نهار الأربعاء الماضي شهدت تنظيماً مميّزاً .
دخل خالد الهبر وسط تصفيق حار ومطوّل من الجمهور، المنتظر دائماً لأعماله. هذا الجمهور الشاب الذي غصّت به الصالة، صاحب الثورة والقضيّة القديمة – الجديدة – كما يقول خالد نفسه – المؤمن بهذا النوع من الأغاني، وهو ينشرها بين الناس، خاصةً مع وجود وسائل إتصال وتواصل جديدة كالإنترنت والفايسبوك والـ YouTube، والمؤمن بإعادة صعودها مرّة جديدة بعد فترة من الركود والصمت… ومع استمرار الصراع، واستمرار القضيّة، واستمرار الفن، واستمرار الثقافة، فهذا النوع من الأغاني مستمر.
مجموعة كبيرة من الموسقيين رافقوا خالد في هذه الأمسيّة، التي حرص خلالها على إستمرار إلتزامه بالسعي نحو حياة أفضل، وبقناعته التي لا تتبدل بأنّ الفنّ هو صوت هذا الحلم وشكله، مع تركيزه على مقولة :” أنا منكم ومعكم “.
أمتّد الحفل على مدار ساعتين، توقف لمدّة عشرة دقائق ” إستراحة “. ساعاتان من الوقت كانتا كافيتين لتنقل الجمهور من العام 1974 إلى العام 2011، من الحمرا وبيروت إلى غزة، إلى الدول العربيّة، فرنا، ورئيس الجمهوريّة، فحديقة الصنائِع ، مروراً طبعاً بـ ” أغنيّة عاطفيّة ” .
ريّان الهبر، إبن خالد الهبر كتب بعض الأغاني لهذه الليّلة، كما قام بإعادة توزيع العديد من أرشيف والده، بالإضافة إلى تقديم مقطوعات موسيقيّة، تُعزف لأوّل مرّة، من تأليفه الممزوج بثقافة عالية وأرشيف مميّز والدراسة الأكاديمية طبعاً.
وككّل مرّة في حفلاته، يُفاجيء خالد الهبر جمهوره بـ “شاب موهوب” كما قال، وهذه المرّة كان صعود الفنان والممثل ” عباس شاهين ” مفاجأة جميلة “، حيث أدّى أغنيّة ” مش هينيّ أبداً مش سهل “، بطريقة رائعة حمسّت الجمهور المحب لعباس ولهذه الأغنيّة أيضاً.
بالعودة إلى خالد الهبر، الذي أعلن في أكثر من لقاء: ” أن اليوم، وقد تغيّر العالم، لا يرى في الإلتزام سوى حتميّة ضد الظلم والقهر، والجوع وغياب العدالة وعذابات الناس”. وهذا ما انعكس على الجمهور، فالبعض بكى، والبعض إبتسم، وجميعهم صفقوا وصفقوا.
هذا الجمهور الذي كان واضحاً على وجهه الحماس والإيمان بعالم أكثر عدالة يكون فيه الإنسان حراً من ربقة الظلم والقمع والجوع، في عالم يكون فيه الفنان صوت الناس ونبضهم.
تميّز خالد والفرقة بكاملها بالصدقيّة في الأداء، وبطريقة خاصة مِلحُها العفويّة وطابعها بعيد عن التكلّف يطغى فيها الهدف على القواعد في بعض الأغاني.
أمسيّة، عاش معها الجمهور لحظات من الحريّة، واللاحريّة ورقصوا على أنغام أوتار خالد الهبر بإبتسامة. ليلة لن ينساها عشاق الفن، عشاق خالد الهبر.
إليكم بعض الصور عن الحفل بعدسة المصور يوسف صفوان