انا حر: هل يعرف الأهل ماذا يأكل الأولاد في المدارس؟
“حنبلّش بأكتر خبرية طازة من الفرن”، هكذا ومن دون مقدّمات، بدأ جو معلوف مشواره الأسبوعي متطرّقاً الى خبر الترقيات للضبّاط من رتبة عقيد وما دون. يتعلّق الموضوع برئيس فرع المعلومات العقيد وسام الحسن، يقول جو معلوف، انما لا يعنيه ذلك ولا يعنيه أي من 8 أو 14 آذار، ما يعنيه هو رئيس الجمهورية. “اتفاق الطائف جابنا جورة وعطّل صلاحيات الرئيس”، يكمل جو معلوف ما بدأه ليفسر للمستمعين ما قصده، وهنا افترض ما اذا كان الرئيس لا يريد التوقيع، فبمجرد أن يُنشر أي مرسوم في الجريدة الرسمية، يصبح نافذاً وسارياً بعد 15 يوماً، وقّعه الرئيس أم لم يوقّعه! رئيس يملك ولا يحكم. لا يريد جو معلوف رئيس تشريفات، لا يقبل بذلك، واعتبر بأن الرئيس وقع مرسوم الترقيات حفاظاً على ماء الوجه فقط، وهذا مثال صغير امام الكثير من المشاريع التي يضطر الرئيس الى توقيعها.
ومن صحيفة الجمهورية يختار جو معلوف العنوان التالي: هل يعرف الأهل ماذا يأكل الأولاد في المدارس؟ في وصف لصورة الهامبرغر على الصفحة الأولى، دعا “أنا حر” المستمعين للتخيل والاحساس بطعمها بعد ان تبرد وتجف وتتحجّر، صورة ستمتنعون عن الطعام أسبوعاً بسببها بحسب جو معلوف. فبرأيه، كل الـ fast food مُسمَم و مُسمِم لأطفالكم، فحال طعام المدارس كمثله في المجتمع، فنحن ندفع الثمن غالياً للذين يسممون لنا الطعام. يعتبر جو معلوف بأن كل من يتسبب بضرر للناس، فهو يسمّمها. ولا يملك أرقاماً واحصاءات دقيقة بذلك لأن الدولة لا تعترف باهتراء الطعام ولا وجود لمراجع رسمية تراقب المأكل ومصادره، إلا أن امراضاً لا تُعد ولا تُحصى تصيبنا ولا ندري لها سبباً انما ذلك يعود للرواسب الكيميائية. “شو مناكل؟”، سؤال طرحه جو معلوف ولا يملك جواباً عليه انما هو شخصياً يحاول قدر المُستطاع أن يتناول الطعام الصحي انما حتى هذا الصُحي يحتوي على مواد كيميائية. ونصح “أنا حر” المستمعين بالامتناع عن تناول طعام الـ Drive Through ودعا المسؤولين الى اقفال هذه الأمكنة، وتوجه الى الأمهات راجياً منهن أن يوضّبن طعاماً منزلياً لأطفالهن الى المدارس، ودعا الى أن تكون الحلول بشكل مبادرات فردية لنحاول ان ننجو من طعام مُسرطن ومُسمم بنسبة 50%. “بدنا بصّارة تنعرف شو مناكل!”.
“مُشعوذة ارتدّت عليها اللعنة!”، ساخراً وضاحكاً أكمل جو معلوف خبره من سيبيريا حيث انهم اعتقلوا مشعوذة أوكرانية بعد أن تأكدوا بأنها تحتال على الناس فتأخذ منهم معاطفهم وساعاتهم وأشيائهم الثمينة. خبر لا بد من التركيز عليه وعلى قصص الشعوذة بحسب جو معلوف. فالذنب، برأيه، ليس دائماً ذنبهم. فلا شك بأنهم يتعاملون مع المخابرات ويدخلون بيوت السياسيين ليستقوا الأخبار، ولا شك بأنهم يتعاملون مع أعداء الدولة ويحتمون ببعض السياسيين، انما الذنب بداية هو ذنب الاعلام. “مش مقبول اعلاميين كبار بالبلد انو يشيدوا بنصّابين وبصّارين تحت مُسمّى انو هالتوقع زبط وهالتوقع ما زبط”. فهذه التوقعات أشياء عامة وليست صائبة 100%، و”توقّع” جو معلوف لهؤلاء الجماعات بتوقف عملهم قريباً واعتبر أن الاعلام مُطالب بالتحرك كما التعاون الذي حصل بين الجرس سكوب والمركز الكاثوليكي للإعلام. ودعا “انا حر” المجلس الوطني للإعلام بوقف التبصير وكل البرامج المُشابهة.
والى الإمام موسى الصدر والرئيس نبيه بري ينتقل جو معلوف مستذكراً تصريحاً للرئيس بري منذ ثلاثة أيام يتكلم فيه عن دور المسيحيين في الشرق. تصريحاً ذكّر جو معلوف بالإمام موسى الصدر ليعود بنا 36 عاماً حين كان “أهل البلد الواحد” يتقاتلون، ففي العام 1975 أعلن الإمام موسى الصدر إنهاء إعتصامه الذي استمر خمسة أيام في مسجد العاملية في بيروت إحتجاجاً على المجازر وعمليات التهجير التي ترتكبها كل الأطراف المحاربة في لبنان، وقال: إنني اودّع المسجد لأنتقل إلى مسجد الوطن. وسرعان ما توجه إلى البقاع على أثر قيام مسلحين من بلدة النبي عثمان وعرسال والعين والهرمل، بالهجوم على بلدة القاع، مطالبين أهلها بتسليم أسلحتهم وإقفال بيت الكتائب فيها، هنا وجّه الإمام الصدر نداءه الشهير: “إنني أقول لكم أخيراً، أن كل طلقة تطلق على دير الأحمر أو القاع أو شليفا، إنما تطلق على بيتي وعلى قلبي وعلى أولادي، وإن كل فرد يساعد على تخفيف التوتر أو إطفاء النيران، إنما يساهم في إبعاد النار عني وعن بيتي وعن محرابي ومنبري، إنما أقول لكم ذلك بالحقيقة كل الحقيقة ولا ابالغ فيما أقول، وسأتوجه إليكم في وقت قريب بإذن الله فإلى اللقاء مع حفظ الأمانة، والسلام عليكم ورحمة الله”. أكمل جو معلوف متأثراً بهذا النداء الذي شبّهه بتصريح الرئيس بري، فقد كان الإمام الصدر مُفكّراً عظيماً لعب دوراً كبيراً لمصلحة المسيحيين والمسلمين وكان يؤمن بالتعايش والحوار. “ما تقولوا 14 و 8″، فلا انقسام على هذا الانسان الذي نحن بأمس الحاجة اليه والى كلامه وتوجهاته. يتصل البعض بجو معلوف معاتباً معترضاً على حديثه المذهبي والطائفي، وفي نظره، هؤلاء المتّصلون هم أكثر الناس المذهبيين والطائفيين. وتوجه جو معلوف الى الرئيس بري راجياً منه أن يكثر من كلام كتصريحه الأخير رغم أن ذلك قد يعرضه للخطرمن جهات لا يناسبها التعايش المسلم-المسيحي، فليجاهر بآراء تجمعنا و يترك بصمة للتاريخ.
ومن لبنان الى مصر، تابع جو معلوف عرضه لمواضيع الحلقة ليصل الى الاعلامي المصري مفيد فوزي الموصوف بالجنون والذي قال مؤخراً: “رخصة الكباريه بـ 24 ساعة ورخصة الكنيسة بدها سنين…”. يتأسف “انا حر” على الواقع في مصر ويذكّر بإثارته الأسبوع الماضي لواقع الأقباط في مصر، هذه الدولة التي تلبس الإيمان قشوراً وتترك الكباريه في عمقها لتكون أكبر من الكنيسة، والراقصة أهم من الخوري، “ما بعرف لوين رايحين؟!”. لا يعلم جو معلوف كيفية التعاطي مع هذا الملف، انما هو متأكد من أن التطرف يحكم مصر الآن، “ورايحة مصر على خراب وكوارث” بسبب الجماعات المتطرفة التي تريد الغاء الجميع. وكما دعا البطريرك الراعي الى أن يكون لبنان بلداً محايداً، اعتبر جو معلوف بأنه علينا تحييد لبنان عن المنطقة وعن البلدان في هذا الشرق، “يتركونا ونحنا مندبّر راسنا”.
ومن صحيفة الأخبار، أثار جو معلوف عنواناً مدوياً آخر هو: “مغارة جعيتا ترشح فساداً”. فقد جمعت جعيتا يوم الأحد الماضي السياسيين، واجتمع تحت قبة منزل الوزير بارود سياسيون من مختلف الأطياف، فرأينا الشيخ نديم الجميل على صف واحد مع السيد وئام وهاب، مشهد رائع جداً. وقد شجع “أنا حر” نشاطات تجمع الناس مثل مغارة جعيتا وتوحدهم وتخفف الكره والتصاريح الحادة، لأن السياسي وإن “بطّل يحسّ”، يبقى له جانباً انسانياً. ولمغارة جعيتا قصة تعود الى ايام الوزير فتوش حين كان وزيراً للسياحة، فقدّم المغارة لشركة MAPAS التي ما فتئت تعتدي على المغارة منذ ذلك الحين. وكانت الصفقة عقد استثمار خلافاً للمادة 89 من الدستور التي تنص على: “لا يجوز منح أي التزام أو امتياز لاستغلال موارد ثروة البلاد الطبيعية أو مصلحة ذات منفعة عامة أو أي احتكار الا بموجب قانون والى زمن محدود”. وقد تجدد العقد أيام الوزير جوزف سركيس “يعطيه ألف عافية (!)” لينتهي في 20/11/2011. يثق جو معلوف بالوزير الحالي فادي عبود الذي اعتبره من أكفأ الوزراء لأنه يملك من الثقافة والنزاهة ما يكفي ليعيد الحق الى أصحاب المغارة. “الحق عاللي عطاهن الرخصة واكيد ما حدا بيمضي ببلاش!”.
ومن روسيا اختار لنا جو معلوف موضوعاً يتعلق بالقذافي حيث أن خبيراً روسياً فجّر تصريحاً ادعى فيه بأن من قُتل في سرت ليس القذافي عارضاً أدلة تقارن بين القذافي في الدقائق الأخيرة لحياته وبين الجثة شارحاً للفوارق الكثيرة الواضحة. وقد لفت جو معلوف أمراً وحيداً من كل الخبر هو أن والدة القذافي يهودية. فاليهود يعتبرون دائماً أن الرابط الأساسي للشخص هو الأم وليس الأب، وهم يحافظون على الأشخاص من أمهات يهوديات ويمنعون قتلهم. وقدم “أنا حر” أمثلة على ذلك كالرئيس ياسر عرفات التي لم تثبت نظرية مقتله والملك حسين في المغرب، الخ..اذاً، فالنظرية تقول بأن القذافي لم يُقتل بل شبيهه وربما هو في اسرائيل. نظرية تستحق التفكير برأي جو معلوف ودعا الى اعطاء بعض الوقت لتحليل ذلك.
وختاماً، انتقل جو معلوف الى عنوان من موقع النشرة الالكتروني: “مشروعا بارود وشربل لقانون الانتخابات… أين يلتقيان وأين يختلفان؟”، وسرد البعض من هذه الاختلافات كحق المجنسين في الإقتراع والترشيح (بارود: 10 سنوات بعد صدور مرسوم تجنيسهم – شربل: 10 سنوات بعد نفاذ مرسوم تجنيسهم)، حق الإقتراع للعسكريين (بارود: يقترعون – شربل: لا يقترعون)، سن الترشيح لعضوية المجلس النيابي (بارود: 22 عاماً – شربل: 25 عاماً)، الخ…وذكّر “أنا حر” بكفاءة الوزير بارود وبحاجة بعض الدول العربية له كمستشار لانتخاباتهم، فهو فخر كبير لنا، “بس عنا بلبنان مش مقدرينو وما عارفين قيمتو!”.