أنا حرّ: بتستاهلوا يا لبنانيي، ما نشروا الزودة بالجريدة الرسمية، برافو عليكن
بدأ جو معلوف مواضيعه بالمجلس الوطني للإعلام واجتماعهم ومقرراتهم المُنتظرة. وأثار “انا حر” تطرّق المجلس لأربع برامج على أربع محطات تلفزيونية مقصودة على الأرجح لمنع التسييس. وافترض جو معلوف مناقشتهم لبرنامج “لازم تعرف” على الـ LBC لأنه تمادى كثيراً في قلة الأخلاق واستخدام تعابير غير مُبررة. ويفترض برنامج “سيرة وانفتحت” على الـ Future TV الذي لم يتماد بأية حلقة على ما يذكر، برنامج LOL على الـ OTV، وبرنامج آخر على الـ MTV. وبانتظار مقررات المجلس، عبّر جو معلوف عن اعجابه باجتماعهم ومناقشتهم للبرامج انما اعترض على الآلية الخاطئة بحيث أنه مرّ سابقاً برامج كثيرة تضمنت فجوراً ولم يحرك المجلس ساكناً. ففي القانون، تُقفل المؤسسة الاعلامية لثلاثة أيام أو لأسبوع، انما “تتسيّس” كل الأمور في لبنان ولا تُطبّق القوانين. وبرأي جو معلوف، معالجة الموضوع كان يختلف أيام الوصاية السورية بحيث كان يتم احضار الاعلاميين والتحقيق معهم وتهديدهم، والكل يذكر اقفال الـ MTV، فلم يكن هناك من داعٍ لمجلس وطني للإعلام أو لوزير اعلام. اليوم، ورغم الوصايات الخارجية، فقد بات الاعلام حراً وفي حال المُخالفة، “ما في اقفال لـ 3 أيام انما منعمل دزّة!”. وقد قصد جو معلوف من هذا التعبير، التالي: اذا كان هناك حلقة مُعينة تتضمن تهجّماً على أحدهم، “بالطبّ المالية أو الضمان على ادارة التلفزيون، أو بتجي فاتورة الكهربا مضروبة بـ 10 مرات!”. اسلوب جديد “لنفرفك دينَين الاعلام ونلويلن دراعن”. ابتكروا أساليب جديدة من عقلية الطبقة السياسية الفاسدة “ويخطر على بالي الآن وزير اليافطات”. وبالرغم من دعم جو معلوف للمجلس الوطني للإعلام، فهو يعتبر بأنه غير فعّال على الأرض. “ما حدا قادر على إيقاف الاعلام في الـ 2011″، والأفضل أن نحافظ على قانونية شركاتنا لنتمكن من ممارسة اعلامنا بحرية.
والى جبيل يتوجه جو معلوف مع مستمعيه ليحدثهم عن معهد اكاديمي معروف وعريق يملك 4 اجازات فنية يملكه السيد جان الديك الذي اضطر الى اقفاله بسبب وجود مركز مُرخّص بالقرب منه تُمارس فيه امور غير أخلاقية كالقمار والدعارة ومشتقاتهما! ولفت “انا حر” الى وجود 13 أو 14 رخصة “ألعاب بالأرقام” هي مراكز بينغو وقعها محافظ جبل لبنان السيد انطوان سليمان شقيق رئيس الجمهورية. وقد أوضح جو معلوف بأنه يحيّد الرئيس عن شقيقه الذي يقوم بأمور كثيرة لا نرضى عنها. فمن غير المعقول أن يتواجد مركز للقمار والدعارة امام مركز تربوي مع علم المسؤولين الجبيليين. وقد وجه صاحب المعهد كتاباً للمسؤولين انما لم يحصل على نتيجة. “القمار والجنس والدعارة والفجور، ما فينا نشيلن من لبنان!”، انما من المستحيل ان نقبل بوجودهم امام مراكز تربوية ومعاهد وحضانات للأطفال. وقد توجه جو معلوف الى محافظ جبل لبنان السيد انطوان سليمان: “يبدو قلمك سيّال وعمتمضي رخص كتير”، يجب ان تدرك ان ظرفك خاص، “بيّ اللبنانيي بالدأ”، تجاوزاتك كثيرة في جبيل، فانتبه. ودعا الى اعادة فتح المعهد التربوي قبل أن يحولوه هو الآخر الى كباريه يحوي الأوكرانيات والروسيات. ومن جبيل الى خلدة، سأل جو معلوف المسؤولين عن محل بكارة للقمار بالقرب من قصر المير طلال أرسلان وجامعة اسلامية.
وفي اجواء القمار والدعارة، يبقى جو معلوف ليثير موضوعاً لاأخلاقياً آخر هو المخدرات. فهي منتشرة في طرابلس من أعمار الـ 15 سنة وحتى الـ 20 سنة وقد قرر المسؤولون فجأة أن يثيروا الموضوع الآن وكأنه أمر جديد أو طاريء. فبعد الشاب الذي ضُبط في المطار مُحملاً بـ 9 كيلو مخدرات متوجهاً بها الى الامارات، الى الشباب في طرابلس. اننا نصدّر المخدرات والفضيحة بأن معظم “الرؤوس اللي ماسكينا” هم أولاد وزرائنا ونوابنا وكل من له سلطة في لبنان. وسأل جو معلوف عن سبب انحراف أبناء المنزل الذي تسكنه السلطة والمال، وطبعاً الجواب يتعلّق بانشغال الأهل عنهم، والمشكلة تكبر حين يرفض الأهل تقبّل فكرة أن أبنائهم يعانون من مشكلة مخدرات. وتوجه “انا حر” الى الوزراء والنواب وبعض القضاة والضباط بأن يبدأوا من أبنائهم ويعترفوا بمشاكلهم واللا يختبئوا وراء بدلاتهم. ودعاهم الى اظهار شهامتهم بمعالجة المشكلة والجزم مع الأبناء. “أحسن ما يقول انا فلان الفلاني: انت مين من بعد ما ابنك يموت بالـ over doze؟!” انت فُلان عندما تكون رجلاً وتضبط منزلك وأبنائك.
والى مقال عن زوجات الرؤوساء العرب انتقل جو معلوف، فذكر منهن السيدة سوزان مبارك التي قالت –بعد اعتقال زوجها- بأنها تملك صوراً وملفات، والتي تبين انها كانت هي الرجل وأقوى من الرئيس حسني مبارك. وذكر أيضاً الشيخة موزة التي تقدم مساعدات كثيرة من خلال الأموال الطائلة التي تملكها، والملكة رانية التي هي ملكة بكل ما للكلمة من معنى، وقد التقى بها جو معلوف مرتين وهي مشهورة بتواضعها وحب الشعب الأردني لها. وتوقف “انا حر” هنا عند حدود العالم العربي لأن الباقيات غير معروفات. أما في لبنان، ومع احترامه للجميع، “وما حدا يزعل مني”، ليس هناك الا سيدة أولى واحدة برزت بقوة هي السيدة منى الهراوي وذلك رغم قساوة الرئيس الهراوي والذي كان من أقسى الرؤوساء في لبنان. يكون الرئيس عادة السلطة خارج المنزل، “طاير من فوق، بيملك البلد”، انما داخل المنزل، تأخذ زوجته جزءاً من السلطة. وطالب الرؤوساء، وخاصة الرئيس سليمان، بأن يمنحوا دوراً اكبر لزوجاتهن حيث انهن يدركن حاجات المجتمعات أكثر من أزواجهن.
ولأننا في بلد “الأمن الممسوك والمكموش”، يبكي جو معلوف ويصرخ عالياً كل أسبوع على احداث دامية تطال أطفالاً وكباراً. “لو طالع يإيدي، كنت باخد حقي بإيدي”، قالها جو معلوف بحرقة وهو يحدثنا عن الطفل محمد حماد من خريبة الجندي في منطقة عكار الذي دهسه فان، فقتله وهرب. لن يُلقى القبض على السائق طبعاً، انما تساءل “أنا حر” عن ضمير هذا السائق الذي خسر، مثلنا جميعاً، “شأفة كبيرة من ضمايرنا”، فقدنا الاحساس بالإنسانية بسبب همومنا وتعبنا. وخلال التحضير للحلقة، سألته الزميلة عبير حراجلي ما اذا كان سيتوقف لو كان هو الفاعل؟ وأراد جو معلوف الإجابة على الهواء: “بالفعل بوقف، وباخدو عالمستشفى، بس بعمل واسطة حتى اضهر بعد 10 أيام” بسبب حالة القضاء التي ترمي مذنباً بالقضاء والقدر في السجن لـ 3 أو 4 أشهر لحين الحكم عليه. “وين بدو يروح من ربنا؟”، فلقد أبكى أماً وعائلة على طفل الـ 7 سنوات الذي عاد الى منزله جثة في براد. يجب أن تتم معاملة هذا السائق الهارب كعميل لاسرائيل ويقبضوا عليه ليكون عبرة لغيره. فقد كان واجباً عليه أن يتوقف على الأقل ليشعر بنبض ما لربما قد بقي في جسد الصغير. ومن محمد حماد الى المرأة في جبيل التي دهستها سيارة وتبعتها سيارات طوال الليل بما يشبه المجزرة، فتسلمت عائلتها صباحاً القليل من شعرها وصدريتها.
وككل أسبوع، ينال البطريرك الراعي حصة من برنامج “انا حر”. فبالنسبة لجو معلوف، يكاد البطريرك أن يكون الزعيم المسيحي الوحيد في لبنان. وتناول “انا حر” تمنياً للبطريرك الراعي يطلب فيه من الأحزاب اللبنانية تغيير أسماءها، واستعرض جو معلوف الأسماء من حزب الكتائب، الى القوات اللبنانية، الى الأحرار، فحراس الأرز، المرابطون، حزب الله، حركة أمل، المردة، الخ…كلها أسماء تتحدّر من عبارات حربية وعنيفة. “حلو اقتراحك بس ما رح يصير!”. وهنا تذكر جو معلوف اقتراح الوزير بارود بتغيير بدلة الدرك لأن الصورة الخارجية تنعكس فعلاً على الداخل، وتمنى على قيادة قوى الأمن الداخلي اعادة التفكير بالإقتراح.
ومن لبنان الى مصر، يسافر جو معلوف ليصل الى الأقباط والى القصة التي بدأت من ترميم كنيسة وانتهت بمعارك طائفية. وللعلم، فقد نكث بعض المسلمين في مصر عهد الله وخالفوا رسوله (ص). وذكّر جو معلوف بحديث للرسول (ص)، ومما فيه: “…… ولا يُهدم بيت من بيوت كنائسهم وبِيعهم، ولا يُدخل شيء من بناء كنائسهم في بناء مسجد ولا في منازل المسلمين. فمن فعل شيئاً من ذلك فقد نكث عهد الله وخالف رسوله”. فالمحزن والمُبكي والمُخجل أن في مصر قانوناً موروثاً يمنع حتى من تغيير زجاج بكنيسة ما الا بموافقة من رئيس الجمهورية التي قد تأخذ عشرات السنين. ما حصل هو أوسع باب للفتنة في مصر، “اذا ما قبلنا بعضنا، ما رح يمشي الحال”، وقد لفته حديث للنائب الشيخ سامي الجميل وأُعجب بانفتاحه على الطوائف وأقنعه كلام من مثقّف يتقبّل الآخر. ودعاه الى التنبه لأن سقفه عال ونحن بحاجة له ولأمثاله.
وأخيراً وليس آخراً، “بتستاهلوا يا لبنانيي، ما نشروا الزودة بالجريدة الرسمية، برافو عليكن”، صفقوا مجدداً لغسان غصن. “الله لا يلقطني فيه شي نهار لأنو يمكن بهدل حالي وافقد أعصابي”.
وأخيراً، والى جورج وسوف حبيب الجميع، ينتقل جو معلوف ليتحدث عما المّ بسلطان الطرب. ودعا الجميع الى الصلاة من أجله من بيوتنا ومراكز أعمالنا، وليس من المستشفى كبعض الاعلاميين الذين يتاجرون بالوعكة الصحية التي أصابت أبو وديع فيقبعون في المستشفى لالتقاط الصور والظهور على الشاشات وعبر أثير الاذاعات ليتذكروا مجداً قد انتهى. “ما تنزلوا عالمستشفى وتلتلتوا متل النسوان، اتركونا نقدر ندعيلو بطريقتنا الخاصة”.
وختاماً، تمنى جو معلوف أن يكون قد ظهر قدر المُستطاع حقيقياً مُحاولاً تسليط الضوء على الحلول والمشاكل في نفس الوقت. “رح ضل قول يا صبرك يا ايوب” لأننا بحاجة الى الصبر لكي نتنفس. يا صبرك يا ايوب على كل الذين يجلدوننا يومياً، وعلى الاعلام وعلى جو معلوف ومستمعي الجرس التي سيبقى جرسها يرنّ.