رأي خاص- برنامج (سوري بس) لرجا ورودولف فشّة خلق فنيّة موفقّة على شاشة (أو تي في) اللبنانية
من التلفزيون الى الاذاعة فالتلفزيون رحلة مجبولة بالضحكة أحياناً وبالمرارة احياناً أخرى، حفرا بالصخر حتى كوّنا لنفسيهما صورة أصبحت ماركة مسجّلة خاصة بهما وحدهما .
تحب رجا ناصر الدين ورودولف هلال او لا تحبهما أمر طبيعي فحرّية الرأي فوق كل إعتبار أما لا يمكن لأحد ان ينكر عليهما نجوميتهما فهما أصبحا معروفين من قبل الجمهور أكثر من آخرين اكل الدهر عليهم وشرب، والنجومية لا تفترض أبداً ان يكون النجم كاملاً ولا مبدعاً ولا فيلسوفاً بل لها شروط احياناً عادية وبسيطة لأن ذوق الجمهور دائماً يفاجؤنا بإختيارات لا يوافق عليها الاكاديميون او اهل الاختصاص في معظم الاحيان، ولكن علينا ان نتقبّل راي الجمهور فالتوفيق من عند الله وحده وقبول الناس لهؤلاء نعمة خصّهما بها.
من “بخصوص هالشي” عبر أثير إذاعة صوت الغد الى “سوري بس” عبر هواء محطة “أو تي في ” اللبنانية طريق معبّدة بالمحاولات الصائبة أحياناً والفاشلة أحياناً أخرى تماماً مثل كل المجتهدين في محاولة تحقيق شيء على الساحة الاعلامية، والفنية والسياسية، المهم تبقى النتيجة التي أوصلتهم الى “او تي في” بعد نجاح برنامجهم “بخصوص هالشي”، والحلقة الاولى من البرنامج الذي يعرض كل ثلاثاء عند الساعة التاسعة والنصف مساء كانت بداية جيدة مقارنة مع برامج أخرى على الشاشة نفسها، فالديكور عصري وجميل ونمط البرنامج سريع ومسّل والفقرات متنوعة ومشوّقة كذلك التقارير المصورة. كل شيء ينذر ببداية موفقة للبرنامج الذي نتوّقع ان يتقدّم سريعاً ويحصد اعجاب المشاهدين.
لماذا نتوّقع دائماً ان تكون البرامج دسمة ومعقّدة و”متفلسفة”؟ هذا برنامج gossip خفيف لامتاع المشاهد والتعليق على بعض هفوات الفنانين وليس برنامجاً لسعيد عقل تماماً كبرامج الغرب الترفيهية ذات النمط السريع التي تعتمد على تسليط الضوء على حياة المشاهير ، أخطاءهم وفضائحهم ….
لا افهم كيف نرمي برنامجاً جديداً بالحجارة قبل ان نعطي القيمين عليه فرصة رصد الأخطاء وتفاديها في الحلقات المقبلة، فلنتقبّل هذا النوع من البرامج ولنعط فرصة للمواهب الجديدة البعيدة عن التقليد والتقليدي، فنحن بحاجة بين الحين والآخر الى جرعة من الترفيه بعيداً عن تعقيدات البرامج الحوارية التي “بتزيد الهمّ عالقلب” … فشيلوا مع رجا ورودولف شويّة همّ .. مش غلط!!