رأي خاص- الطاولات المستديرة تجتاج البرامج الترفيهية الحوارية فهل فرغت مخيلتنا من الافكار المبتكرة والجديدة؟

لا شك في ان فكرة اي برنامج ناجح على اي محطة عربية تستفّز المحطات المنافسة التي تجيّر كل امكاناتها لتنتج عملاً أفضل وأقوى وأهم من حيث الفكرة والمضمون والشكل الخارجي.

ولكن ان تستسهل هذه المحطات نجاح الآخرين وتنسخ هذه البرامج معدِّلة بشكل خجول على الشكل والفكرة ، فهذا شيء ان دلّ على شيء فعلى إفلاس بالابداع والابتكار.

الطاولة المستديرة تحوّلت مؤخراً الى نجمة كل البرامج الحوارية الفنية والترفيهيّة، بعدما كانت حكراً على البرامج السياسية حيث يجلس الضيوف من توجهات وتيارات وأحزاب وانتماءات مختلفة وجهاً لوجه كالديوك وينتظرون الفرصة المناسبة لينقضوا على بعضهم باستثناء برنامج واحد أحدث انقلاباً آنذاك على شاشة المؤسسة اللبنانية للارسال هو “يا ليل يا عين” الذي كان يستضيف اكثر من ضيف في كل حلقة ولو لم يكن حوارياً .

اما اليوم، فأصبحت هذه الطاولة المستديرة بمتناول المخيلات المحدودة لمنتجي البرامج الفنية ، والمفارقة تكمن ليس فقط بالطاولة نفسها التي بالاسم مستديرة ولكن ممكن ان تكون بيضاوية او مربّعة، طاولة عشاء او غذاء ،على الارض في الاستوديو او في الهواء ، انما عنينا بها الطاولة التي تسمح بأن يجلس الضيوف وجهاً لوجه بحضور المضيف او مقدّم البرنامج الذي يدير الحوار من الوسط ، المفارقة تكمن احياناً بعدد الضيوف حولها ، وان استجمعنا بشكل سريع صور البرامج التي عرضت مؤخراً على المحطات، نكتشف ان هذه الطاولة قاسم مشترك بين “حديث البلد”و”من الآخر” و”بالهوا سوا” على شاشة أم تي في ، “بدون زعل” و “سيرة وانفتحت” على شاشة تلفزيون المستقبل، ومؤخراً برنامج “جلسة ” على شاشة أل بي سي وهو برنامج جديد من تقديم الاعلامي طوني بارود.

تخيلوا المشهد ، مقدم او مقدمة برامج، ضيوف حول طاولة ، نقاش حول مواضيع معينة ، الا ينطبق هذا المشهد على كل ما سبق وذكرنا من برامج؟

أين الابتكار والابداع والتميّز؟ اين الجديد بين كل هذه البرامج؟ بما يهّم عدد الضيوف مهما كانوا محبوبين ان كان البرنامج لن يعطيهم مساحة كافية للكلام والتعبير عن رايهم في كل المواضيع وعندما “تخبص” بالضيوف يختلط الحابل بالنابل ولا نعود نفهم من هو من؟؟!! هذا ان لم نعترف ان الضيوف نفسهم يتكررون على كل الشاشات فتصبح تصريحاتهم وأخبارهم معروفة مسبقاً ، وبالرغم من ذلك فيجب معرفة ان الضيوف ليسوا قطع أثاث متناسقة مع ديكور الاستوديو بل هم شخصيات فاعلة ومؤثّرة كل في مجاله، لذا تعتبر هذه البرامج من اكثر البرامج حاجة الى توخي الدقة في اعداد الحلقات وتخصيص الوقت الكافي لكل ضيف دون ان يتفوّق احدهم بالحضور على الآخر.

نلفت الانتباه الى ان لمقدّم البرنامج الدور الاكبر والاهم في معالجة هذا الامر وهو ان كان يتمتّع بالخبرة الكافية قادر على تخطّي هذه الثغرات بمساعدة فريق اعداد محترف ومخرج مخضرم وذكي.

يبقى ان نشير الى ان عامل الاقدمية اساسي ولا يمكن تجاهله في موضوعنا اليوم فبين صاحب الفكرة الاصلي والمقلّد جمهور يحاسب ويعطي الحق لأصحابه ، فابتكروا هوية لكم ولا تكونوا يوماً سواكم ، لا في شكل البرنامج ولا مضمونه ولا طريقة اللبس واستقبال الضيوف ، فالنسخة طبق نسخة مهما حاولتم إثبات العكس .

Back to top button

Adblock Detected

Please disable ads blocker to access bisara7a.com